Quote: الدور اليهودي:من الناحية التاريخية كان السودان من بين الدول المرشحة لتوطين اليهود قبل فلسطين؛
فقد كتب اليهودي (واربورت) الخبير بشؤون الفلاشا عام 1900م اقتراحاً إلى اللورد (كرومر) في القاهرة بذلك،
وقدّم يهودي آخر هو (أبراهام جلانت) نفس الاقتراح عام 1907م إلى رئيس (المنظمة الإقليمية اليهودية JTO) (26).
إذن فقد كان السودان محط اهتمام يهود منذ الشتات
ولكن كان من المؤكد أن الاهتمام اليهودي بالسودان سينهمر على الجنوب، على صنيعة القوى الصليبية هناك؛
حيث ستجد الأرضية المهيأة لتحقيق أطماعها في السيطرة على منابع النيل وإيفاء وعد إسرائيل الكبرى،
وقد أدركت الحركة الشعبية لتحرير السودان ذلك جيداً، فتفانت في نسج خيوط التقارب والتعاون معها،
وبدأت زيارات زعمائها تتكرر إلى إسرائيل، واستطاعت إسرائيل أن تدرب حوالي عشرين ألف مقاتل متمرد على حدود أوغندا الشمالية،
وأن تقيم جسراً جوياً إلى مناطق التمرد في مارس 1994م، كما أنها توفد باستمرار خبراءها العسكريين لمساعدة المتمردين.
إن أواصر هذا التعاون تظهر بصورة أكبر حين نعلم أن من بين قادة التمرد (ديفيد بسيوني) اليهودي الأصل (27)، والذي كان مرشحاً لرئاسة حكومة (الجنوب) التي أعلن عن تكوينها التمرد في أبريل من هذا العام 2001م،
وفي أواخر العام الماضي أعلن متحف محرقة ضحايا النازية (الهولوكوست) في نيويورك تضامنه مع الجنوبيين المسيحيين وقال: "إنهم يتعرضون للإبادة الجماعية والتطهير العرقي".
وكون لجنة تعرف بـ (لجنة الضمير) يرأسها اليهودي "جيري فاولر" لهذا الغرض، وأقامت اللجنة معرضاً ملحقاً بالمتحف عن "مآسي حرب الجنوب"،
كما يبذل اللوبي اليهودي مع اليمين الديني ضغطاً منظماً على الإدارة الأمريكية ومجلس الشيوخ لتبني مشروع حركة التمرد.
بقي أن نشير هنا إلى طرفة سياسية ـ إن صح التعبير ـ تسوِّغ أو تدعم هذا التحالف مع اليهود وهي عبارة عن دراسات ومقالات منها ما كتبه جنوبي اسمه "بول فاك" بعنوان: "نظرة تاريخية لثقافات الدينكا وتراثهم" تتحدث عن أن القبائل النيلية ترجع إلى أصل (جيل Jeil) الذي ربما ينحدر من نسل يعقوب عليه السلام؛ ومن ثم فهي قبائل سامية ذات أصل إسرائيلي!! (28) ؛
وبغضِّ النظر عن ثبوت هذه الدراسات فإن حركة التمرد تعمل بجد على الفوز بوضع يماثل وضع إسرائيل على خريطة الدعم والمساندة الأمريكية وإن لم يتم قبلوهم بوصفهم ضمن شعب الله المختار!