الإخوه حيدر قاسم وعاطف عمر لا تغيبا عن هذا المكان فإن غبتما غاب.أما عن الترابى فهو رقم فى الحراك السودانى ورقم محركٌ لواقعه بقدرة فائقة
ورغم إخترق جدره بمكرٍ معرفىٍ كبير ورقم حاضرٌ فى كل المشاهد قبلنا به
أو أبينا ورقمٌ إستطاع خلخلة الطائفيه وشيْد بدلاَ عنها طائفة أشدُ
جسارةً وأمتن رباطاَ حتى أصابها ما أصابها ورجل حاضرٌ الآن بفكره
فى هذا الحوار الوطنى والذى أحسبه من أشدُ دعاماته وأحرص الناس
على توطينه وأعرف الناس بأهميته وتلك خواصٌ لا تتوفر إلا للخواص
فموت مثله موت لأمة كامله وأهميته يدركها تماماَ من يخالفه ويختلف معه
ولا أحسب أن هنالك من يشغل ما ترك من فراغ بعده، له من الله الرحمه.
أحترمه كمفكرٍ صناع للمواقف ومبتدع للرؤى الكبيره ومنفذ لها ومبادر بها.
نال إعجاب الخارج قبل الداخل وأثره فى العالم الإسلامى وسيطه أشد وأقوى
وخلاف الناس عليه ومعه خلاف بلا معرفه ذلك ما جعله يتسيدّ المشهد فكيف لرجل
يتقدم قامات كالتجانى عبدالقادر وإبراهيم أحمد عمر والمحبوب عبدالسلام وأمين '
حسن عمر والأفندى وحسن مكى والطيب زين العابدين وإبن عمر محمد أحمد
والقيادات التاريخيه وأن يرث الحركه الإسلاميه ويدجنها ويسودنها ويمتنها أكثر
من المصدر التى أتت منه لا بل ينفصل عنه ويتقدم عليه بإشغال الفكر وتجريبه فهو
رجلٌ قامه وإن إختلفنا معه له من الله الرحمه ونحن أمم جحودة لا تقدر ما لديها
ومثله منصور خالد والطيب صالح وإبراهيم إسحاق ثروات قومية قيمه ينبغى أن
نلتفت إليها قبل أن يسوقها لنا الغير لا بل القائمة تطول منهم كتاب ومفكرين
وفنانين وأدباء وشعراء وأهل أداء وشرائح أخر، رحم الله الترابى وأسكنه الفردوس
وجعل البركة فى أهله وذويه.
ولك الشكر أخ حيدر على ذلك العصف المخلص الوفى ولك السلام.
منصور