احتفال السفارة السودانية بلندن بذكرى الاستقلال ... صور

Quote: مقال: ليلة احتفال "الاستقلال" لقيت أهلي... بقلم: عصمت عبد القادر لندن (بريطانيا) ".. اليوم نرفع راية إستقلالنا.. ويسطّر التاريخ مولد شعبنا.. يا إخوتي غنّوا لنا".. هكذا جاءنا نداء وطننا الغالي لنا في يوم إستقلاله المجيد ونحن في احدى محطّات الغربة، بعيداً عنه بأجسادنا ولكن قلوبنا تدق باسمه، فلبّينا نحن النداء، وغنّينا له بأعلى صوت، ورفعنا رايته فوق السماء.. وسوف نسلّمُها لأبنائنا ليرفعونها هم أيضاً من بعدنا فوق سماء بلادهم، وهم ينشدون ما طاب لهم من كلمات أحبّوها وتغنّوا بها بفخر: "هناك جدودي ومأوى أبي".. فرقصنا مع أبناءنا "رقصة الحرية" ليحذوا هم حذونا من بعدنا ليحتفلوا مع أبنائهم مستقبلاً حتى تظل شعلة استقلالنا تتلألأ دائماً وأبداً في قلب أوروبا، كما وفي كل مكان من المعمورة.. لِمَ لا؟ فهذا هو وطننا الذي رضِعنَا من ثدي ترابه، وشربنا من نيله، وسَبَحنَا في بحره، ثم أكلنا من ملح شاطئيه.. وطننا.. هو بيتٌ في قصيدة كونية رائعة لا تنتهي.. وهو اللوحة التي كتبنا عليها تاريخنا العظيم بمداد من ذهب.. ماضينا وحاضرنا ومستقبل أبناءنا، وهو الباقي في قلوبنا مهما استكشفت عيوننا بديع الكون كله من حولنا، فمهما طال بُعادنا عنه فان عبيره لا زال باقِ في أنوفنا نتنفّس عطره كلما إشتقنا إليه... ذهبنا للاحتفال بعيد استقلال بلادنا رغم التشويش المتعمّد من بعض أخوة لنا بالمواطنة آثروا البقاء خارج الفندق (مكان الاحتفال) مفضّلين أن "يزفّونا" عند دخولنا كعادتهم دائماً بما لا نستحقه من الهتافات التي لا تتناسب مع عظمة المناسبة.. جاؤوا الى المكان الغلط وفي التوقيت الغلط.. فهذه الليلة هي "عرس" بلادي وبلادهم أيضاً.. فوالله ما زادونا بصراخهم وشعاراتهم إلا إصراراً فوق إصرارنا أن نبيّن للعالم كله صورتنا الجميلة كجالية سودانية في لندن وأن نثبت للجميع بأن البساتين الجميلة لا تخلو من الثعابين.. وأنه مهما كَثُر زَبَد البحر الفاسد فلا يعني ذلك أن مياهه العميقة كذلك.. أردنا أن نظهر للناظر والسامع عمق أصالتنا وإنتماءنا وحبنا لوطننا الأم.. وطننا جميعاً وليس وطنهم هم فقط. عند دخولنا لصالة الاحتفال في فندق Amba Hotel الفخم بمنطقة "ماربل آرش" الراقية في قلب لندن شدّتني حفاوة الترحاب والتبريكات بين أبناء الجالية وكادر السفارة، وترديد الأناشيد الوطنية بعضهم مع بعض بمصاحبة الفنانون سمير أبو سمرة وفهد الخليفة وحسن الزين واختلاط الموسيقى بالزغاريد، والرجال "يبشّرون" على الحاضرين كأنه يوم عرس كبير.. بكل هذه المشاعر الجيّاشة والأحاسيس الجميلة المرهفة، تشاركنا نحن وبقية أفراد وأسر جاليتنا السودانية في لندن في حفل عيد استقلال سوداننا في العام 2016 الذي نظّمته لنا السفارة السودانية في لندن مشكورة بقيادة السيد السفير محمد عبد الله التوم ونائب السفير السيد عمر الأمين عبد الله والملحق العسكري السيد الظافر عمر والملحق الاعلامي السيد خالد المبارك والقنصل العام السيد جعفر سومي وسكرتير السفارة الشاب مصعب وضابط الجوازات العقيد أحمد محمدين وبقية طاقم السفارة الكرام الذين ما فتئوا يسهرون لإسعادنا وراحتنا وهم ينشدون معنا نشيد الوطن.. والشيء الجميل فوق هذا كله انه لم يستطع الحاضرون ان يميّزوا ما بين أفراد الجالية وديبلوماسيي السفارة.. فانهم كانوا بيننا في كل أرجاء الصالة الكبيرة.. نراهم أينما إلتفتنا وقد نزعوا عنهم عباءة الديبلوماسية، فقط لسويعات ليغمروننا فيها بفيض كرمهم، ويشاركوننا في فرحتنا وليضفُوا علينا أجواء مفعمة بالوفاء والحب للوطن الغالي.. لقد فعلوا معنا كل ذلك بعيداً عن الرسميات المملة والبروتكولات المقيّدة، تجمعنا بهم هويتنا الواحدة، فنجحوا في مسعاهم أيما نجاح بتخفيف قساوة الغربة علينا واشراكنا فرحة استقلال بلادنا، فأحسسنا بينهم بالأمن والأمان لأننا منهم وهم منّا.. فاختلطوا بنا كجالية، وصرنا نراهم بيننا في كل مكان، أينما صوّبت بصري أراهم حولنا.. فتذكرت حينها قول الشاعر: "أنا محل قبّلت ألقاهم معاي، معاي زي ضلّي أنا لو ما جيت من زي ديل كان واأسفاي وا مأساتي.. وا ذلّي تصوّر كيف يكون الحال لو ما كنت سوداني.. وأهل الحارة ديل ما أهلي  عرب ممزوجة بي دم الزنوج الحارة.. ديل أهلي كلنا يجمع بيننا شيئ واحد.. إحساس واحد.. هو حبنا لسوداننا العظيم ولذكرى استقلاله المجيدة.. هو احتفال ترى فيه صديق الجالية المحبوب الديبلوماسي الناجح جعفر سومي وهو يصول ويجول بين الحاضرين "يبشّر" مع هذا، ويتمازح مع ذاك بابتسامته العريضة التي لم تفارق وجهه طوال الحفل زي "أبو العريس" المهاجر، الذي لم نراه بسبب بُعد المسافة بيننا ولكننا كنّا قد أحسسنا واحتفينا به كأنه موجود بيننا فهو أبانا وأمنا وحبيبنا (السودان) مما أدخل على كل الحاضرين البهجة والسرور. فبارك الله فيك يا سوداننا وعطّر الله ذكرى شهدائنا الأبرار عبد الفضيل الماظ وعلي عبد اللطيف وغيرهم من الشهداء الذين سالت دمائهم الطاهرة لتروي ارض الوطن الحبيب.. وعاش السودان حراً مستقلاً..