هل ترغم الظروف الإقتصادية والسياسية المحيطة على إعادة توحيد السودان؟.

Quote: أول إختلاف في العام 1983 م بين الدكتور جون قرنق مبيور من ناحية وأكوات أتيم من ناحية كان بسبب تسمية وأهداف الثورة. كان أكوات اتيم يرى بأن الثورة تستحق إسم انيانيا 2 بينما قال قرنق بأن المشكلة التي تعاني منها جنوب السودان مصدرها المركز ولذا لابد من محاربة المشكلة الحقيقية وإستئصالها ولذا لابد من تأسيس حركة يشمل كل السودانيين بفئاتهم لحل معضلة المركز. إختلف الرجلان وذهب كل منهما بأنصاره لجهة مغايرة تماماً وقتلا بعضهما بشراسة. عندما أحس جماعة أكوات اتيم بالهزيمة نادى أنصاره الذين كان بعضهم من الذين يسلموا أسلحتهم منذ انيانيا 1 والبعض الآخر من كان تم إستيعابه بالجيش السوداني لكنهم عادوا للغابة مع إنطلاق الثورة الجديدة قرروا التعاون مع الجيش السوداني ضد الفريق الآخر. هذا القرار بدوره أدى لإختلاف وسط قادة انيانيا 2 فمولانا اكوات اتيم عندما إجتمع راي قادته العسكريين أمثال صموئيل قاي توت وعبد الله شوال على التعاون مع الخرطوم ذكر لهم بأن إختلافه كان مع قرنق ولا يعني ذلك تعاونه مع الخرطوم ضد قرنق. عنده تخلص قادة أنيانيا 2 من قائدهم اكوات اتيم. ثم بدأ التعاون منذ ذلك الوقت بين الخرطوم وانيانيا 2 الذي أستقر قادتهم في مدينة كادقلي. ولا يفوتنا بأن من ضمن ضباط انيانيا 2 المغمورين وقته الذي لم يبان لمعان نجمه سوى في نهاية ثمانيات القرن الماضي/ فاولينو ماتيب الذي لم ينضم للحركة سوى في العام 2006 م . ظل الجيش الشعبي لتحرير السودان يقاتل انيانيا 2 من جهة والجيش السوداني من جهة أخرى أو الإثنين معاً في كثير من المرات إلى أن وقعت إنشقاقات جديدة في عام 1991 م بقيادة كل د.لام اكول اجاوين ود.رياك مشار تينج في صفوف الحركة الشعبية والجيش الشعبي بسبب ما أسمياه بالنظرة الخيالية لرؤية (السودان الجديد) وسميا الثورة ضد قرنق بحركة تحرير جنوب السودان. وعندما إشتد القتال بين الفريقين إنضم الطرف المهزوم للخرطوم رغم أن الإنضمام لم يأتي سوى بالتقسيط المريح فقد شهدنا في الخرطوم عدة اتفاقيات توقع كل شهر. بعد التوقيع على إتفاقية السلام لم تتوقف التمردات فكل متمرد ينادي بإنفصال جنوب السودان لكنه في النهاية ينضم للخرطوم. وكاتب هذه السطور شهد تفاخر البعض من أنصار حركة تحرير جنوب السودان ومؤيدوه يتفاخرون في عام 2011 م بإستقلال جنوب السودان كدولة ويقولون بأن الذي تحقق هو ما كانوا ينادون به منذ عام 1983 م. لكن ما لم يوضحهوه للآن هي الأحداث التي جاءت بعد عام 2013 م فعندما إختلف الحزب الحاكم في الدولة الوليدة كان أن رفع أنصار وجيش د.رياك مشار تينج في عام 2014 م علم السودان داخل بانتيو. وفيما بعد تسربت معلومات من الخرطوم تفيد بطلب قادة التمرد في دولة جنوب السودان بطلب توحيد الدولتين.