فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسلام والطبقة الوسطى وربيع الأمم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-27-2024, 08:44 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-19-2016, 10:17 PM

osama elkhawad

تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20618

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسل� (Re: osama elkhawad)

    ربيع الأمم

    يوسف السنيطي

    لقد هُزمنا وتعرضنا للإهانة ، مطاردين أو مسجونين، بلا سلاح، ألسنتنا أُخرست، ومصير الديموقراطية في أوروبا ضاع من أيدينا”

    بيير جوزيف برودين، سياسي وفيلسوف فرنسي

    فذلكة تاريخية:

    في عام 1848 م اندلعت في أوروبا سلسلة من الثورات ذات الدوافع السياسية والاجتماعية والقومية، عُرفت تلك الثورات بربيع الأمم أو ربيع الشعوب، حيث كانت أوسع ثورة يصادف أن تجتاح أوروبا في نفس الوقت على طول تاريخ أوروبا بأكمله، وعلى الرغم من ذلك تمكنت الأنظمة الملكية الأوتوقراطية والمحافظة من استعادة السيطرة مرة أخرى، وأفل نجم تلك الثورات بأكملها تقريباً في مدة وجيزة كأن لم تغن بالأمس.

    ولكن اندلاع تلك الثورات لم يكن وليد لحظة آنية، كما أن خمودها لم يكن النهاية، ولكنه كان معبراً عن مشكلات جذرية لم تمكن تلك الأنظمة الأوروبية من الإجابة عليها طوال 33 عاماً.. هزيمة نابليون في معركة واترلو وانعقاد مؤتمر فيينا عام 1815م، ذينك الحدثين كانا بمثابة هزيمة فرنسا الثورة، وانتصار المبادئ الرجعية على المبادئ الحرة التي أرستها الثورة الفرنسية، كمبادئ التحرر، والتخلص من هيمنة الدولة والكنيسة، والحكم الجمهوري، وحرية الصحافة، والحريات الشخصية، ودعم النزعات التحررية القومية.

    بل إن هزيمة نابليون شخصياً كانت تجسيداً لقتل الثورة الفرنسية وما مثلته في يوم ما، فقد أطلق المتحالفون الأوروبيون على نابليون أنه ابن الثورة الفرنسية، حيث كانوا يقصدون بذلك أنه ورث كل آثامها وجرائمها، وأنه واصل مهمته في إبعاد اسرة البوربون الحاكمة .

    نعم لقد كان ابناً للثورة حين ضمن انعتاق الفلاحين وتحررهم، ودعم حق الجماهير في المساواة أمام القانون، كما فتح أبواب المناصب على مصاريعها أمام الموهوبين والقادرين .. كما أنهى الإقطاع ومحاكم التفتيش، وقيض سيطرة رجال الدين على مناحي الحياة، كما أدخل لبلاده وما غزاه من بلدان أخرى مواد مدونته القانونية وشيئاً من التنوير.
    لقد كان نابليون نوعاً من الخداع الصادق والكاذب في الآن ذاته، لا ننكر ما سبق، لكنه نفسه انقلب على بعض مبادئة في سلاسة وقبول من شعبه الفرنسي الذي ربما أسكرته تلك الكاريزما التي لا تنعقد إلا لأحد آلهة الميثولوجيا اليونانية

    لكن على كل حال لا ننكر أن تلك المبادئ اكتسبت قوة في ذاتها، وإن غبَشها قليلاً عن القلوب عظمة ذلك الشاب الفلورنسي، لكنها بقيت في قلوب الفرنسيين وتم تصديرها إلى بلدان أوروبا.
    مؤتمر فيينا:

    ربيع الأمم
    عقد ذلك المؤتمر في فيينا في الفترة من سبتمبر إلى يونيو 1815، كان المؤتمر هدنة لتسوية العديد من القضايا الناشئة عن حروب الثورة الفرنسية والحروب النابليونية وتفكك الإمبراطورية الرومانية المقدسة.

    أنتج ذلك المؤتمر عاملين من ثلاثة أدت إلى انفجار الثورة في أوروبا بأكملها بعد ثلاثة وثلاثين عاماً:

    العامل الأول: إهمال النزعات القومية

    لم يُقم الساسة الذين وضعوا معالم التسوية أي اعتبار للقومية أو لرغائب الشعوب، فقد كان ذلك المؤتمر يؤمن تحت توجيه مترنخ وتاليران وكاسلرينج – وزارء خارجية فرنسا والنمسا وانجلترا – بأن رخاء أوروبا لا يُنال بالعمل حسب الرغائب المزعومة للشعوب صاحبة الشأن، بل يُنال فقط بإطاعة السلطات الشرعية طاعة مطلقة تامة.

    واسترشاداً بالفكرة القائلة بوجوب إعادة أوروبا إلى أحضان المبادئ المحافظة والتعقل، مُنح النمساويون ذلك المركز المسيطر في شمال ووسط إيطاليا، ذلك المركز الذي أثار بعد وقت وجيز مؤامرات القومية الإيطالية وحروبها، فقد نالت امبراطورية النمسا مقاطعتي لمبارديا والبندقية، كما استعادت تريستا(مدينة في شمال شرق إيطاليا) والساحل الدلماسي (ساحل كرواتيا حالياً)، وقروا عيناً برؤية أرشيدوق نمساوي يملك فلورنسا، وأرشيدوقة نمساوية تملك في بارما، كما عاد قريبهم فرديناند الرابع الذي تربطهم به روابط القرابة والسياسة والمذهب إلى أريكة عرشه في نابولي، وكأن إيطاليا ضيعة طيعة في يد أسرة هابسبورج، والحقيقة أن أوروبا بأكملها كانت كذلك.

    كما نالت بروسيا نحو ثلثي سكسونيا ومقاطعات الرين، وأقيمت في بولندا ملكية دستوية تحت حكم قيصر روسيا.

    كما أُزهق في قسوة آمال الألمان في أن الجهود الواسعة النطاق التي بذلوها في حروب التحرير، ستسفر عن اتحادهم القومي وقيام حكومة دستورية في بلادهم، لكن تم تكوين مجمع Diet ينتظم تسعة وثلاثين ولاية ألمانية، لم يكن ثمة رابطة سياسية بين تلك الولايات حيث أن دولاً غير ألمانية كالدانمارك ولكسمبرج كان لها كراسي فيه، كما لم توجد حياة نيابية نشطة في أي ولاية ألمانية إلا في بافاريا وبادن.

    ورغم تعهد ملك بروسيا رسمياً بمنح رعاياه نظاماً برلمانياً، أفلح نبلاء بروسيا الإقطاعيون في منع عقد البرلمان في برلين، فكان الأحرار الألمان يحسدون برلمانات باريس ولندن ومناقشاتها الرائعة، ويفكرون في تقصير بلادهم وجدبها السياسي.

    وهكذا فقد كان الإيطاليون ساخطون ناقمون تحت حكم النمساويين، والبلجيكيون تحت حكم الهولنديين، والبولنديون تحت نير البروسيين والروس.

    العامل الثاني: قمع المبادئ الحرة

    لم يكن الحرمان من الحقوق القومية هو وحده الذي هدد خفية السلم الأوروبي، ففي الجهات التي سيطرت عليها الأوتوقراطيات الثلاثة (النمسا – بروسيا – روسيا) أو خضعت لنفوذها، شاع قمع للآراء قاسٍ عنيف، فعادت إلى الحياة مرة اخرى جميع أدوات السيطرة البابوية: محاكم التفتيش، وتحريم الكتب؛ ففي إيطاليا أدار القساوسة – تؤيدهم الحراب النمساوية – المدارس وراقبوا الصحافة، وحرَموا طبع أي مؤلف انحرف عن جادة أدق الطرق الكاثوليكية.

    لقد عقد الظافرون الخناصر على العمل على منع تكرار الثورة الفرنسية، وعلى ضرورة اجتثاث كل رأى حر من أصوله على الفور، لئلا يفرخ وينمو ويؤتي ثماره الخبيثة الثورية، فقد كانت الثورة الفرنسية في أعينهم أعظم الأخطار التي تهدد رخاء الجنس البشري ورفاهيته.

    طبعا هنا يمكن أن ينشب خلاف حول سؤال إلى أي مدىً أنت بشري تستحق الرفاهية؟!

    على كلٍ فقد كان ذلك الإحساس طبيعياً من تلك الملكيات الثلاث التي غزت جيوش نابليون أراضيها، وعفرت عزتها في التراب، فلم يجد قياصرة روسيا وبروسيا والنمسا أي صعوبة في الانتهاء إلى الرأي بأن واجبهم إزاء أوروبا وإزاء الحضارة يلزمهم بالتحالف معاً ضد روح الثورة والتعاون على سحق رأسها المقيت أينما طل.

    في السادس والعشرون من سبتمبر 1815 تكون اتحاد أوثق بين الدول الثلاث واستمر حتى عام 1826 وكانت سياسته تهدف إلى مقاومة مبادئ التحرر والقضاء على جراثيم الثورة، هذا الاتحاد الذي ألجم الحياة الفكرية في المانيا، وقمع الحركات الدستورية في إيطاليا، وأعاد إسبانيا إلى أحضان الحكم المطلق، وأبى الاعتراف بديموقراطيات أمريكا الجنوبية الثائرة.
    العامل الثالث: التدهور الاجتماعي والاقتصادي

    بعيداً عن مؤتمر فيينا، فلقد كان العقد الخامس من القرن التاسع عشر يعاني من الخلل وانعدام التوازن فقد كانت قوى التغيير الاقتصادي والتقني والاجتماعي التي انطلقت خلال النصف قرن المنصرم حتى في نظر المراقبين السذج ظاهرة فريدة لا سابق لها في التاريخ، ولا سبيل إلى مقاومتها.

    ومن جهة أخرى كانت النتائج المؤسسية لهذه التغيرات متواضعة آنذاك؛ فقد كان من المحتم على سبيل المثال زوال نظامي الرق والسخرة قانونياً عاجلاً ام آجلاً، كما كان من المحتم أن لا تبقى بريطانيا هي الدولة الصناعية الوحيدة، وكان من المحتم لا محالة أيضاً أن الأرستقراطية المالكة للأرض والملكيات المطلقة ستندحر في جميع البلدان التي كانت تتنامى فيها برجوازية قوية، مهما كان نوع التسويات والمعادلات السياسية التي سيتم التوصل إليها للحفاظ على المكانة والنفوذ والسلطة السياسية.

    وإضافة إلى ذلك كان من المحتم أن تُشحن الجماهير بالوعي وبالنشاط السياسي الدائم، وهذا هو الإرث الذي خلفته الثورة الفرنسية، مما يعني أن تلك الجماهير ستسهم بدور رسمي في الأنشطة السياسية إن عاجلاً أم آجلاً، وإذا أخذنا في الاعتبار التسارع المشهود في التغير الاجتماعي منذ العام 1830، وانتعاش الحركة الثورية الأممية، فسيتضح أنه من المستحيل إرجاء هذه التغيرات، مهما كانت طبيعتها المؤسسية.

    تزامنت تلك الأوضاع مع وقوع كارثة اجتماعية هي الكساد العظيم الذي اكتسح القارة الأوروبية منذ أواسط الأربعينات في القرن التاسع عشر؛ فقد انهارت المحاصيل ولا سيما محصول البطاطس، وتضورت شعوب بأكملها، مثل شعب إيرلندا، وشعوب سيليسيا والفلاندر إلى حد أقل، وارتفعت أسعار المواد الغذائية،وكما قالوا قديماً “إن أي شعب على بعد ثلاث وجبات من الثورة”.

    كما تفاقمت البطالة جراء الكساد الصناعي، وحرمت الجماهير من الفقراء والكادحين في المراكز الحضرية من دخلها المتواضع، فيما تصاعدت كلفة المعيشة على نحو صاروخي.
    الانفجار:

    ” سمعت دوي الثورة يتصاعد من أعمق أعماق الأرض بعد أن انطلقت من فوهة المنجم في باريس، واندفعت تشق طريقها عبر السراديب البحرية التحتية لكل الممالك في أوروبا، وفي العام 1847 كان الصوت عالياً قوياً، وفي 1848 حدث الانفجار” فيكتور هوجو

    الولايات الإيطالية:

    كان حلم التوحد تحت راية إيطالية واحدة يداعب الأحرار وأنصار الجمهورية في الولايات الإيطالية، ولكن ذلك لم يكن ليتحقق وهنالك جيش من خمسة وسبعين ألفاً يحكم لمبارديا والبندقية باسم أسرة البوروبون، لكنه على ما يبدو قدر الحرية أن تصطدم بالمدفع دائماً.

    في يناير 1848 اندلعت الثورة في صقلية ونابولي وبيدمونت ولمبارديا والبندقية، كما انضم ملك سردينيا شارل ألبرت إلى حركة الولايات الإيطالية في الخروج ضد النمسا.

    لكن هذه الحركة لم تستمر أكثر من ستة عشر شهراً، إلى أن تم القضاء على المقاومة في البندقية في 24 أكتوبر 1849، وقُبرت الفكرة القائلة بأنه في حيز الإمكان ضرب جيش قوي منظم بواسطة فرق العصابات الجمهورية، وعاد البوربون مرة أخرى.

    إلا أنه في خلال تلك الشهور تم وضع دستور سابق لأوانه، يخدم أفكار التحرر والديموقراطية، كما كان بمثابة وثيقة لاتحاد الولايات الإيطالية فيما بعد.

    فرنسا:

    كانت الأمة الفرنسة وليدةً لثورة داعبت أمالها بالسيطرة على أوروبا بل والعالم بأكمله، وهو ما حاوله بالفعل نابليون بونابرت، وعلى النقيض في ذلك الوقت كانت ملكية لويس فيليب ملكية وديعة مهادنة مسالمة؛ ليس لديها الحب الشعبي الذي تقوم عليه الجمهوريات ولا الصيت الحربي المجيد لبيت بونابرت، وقد عبر لامرتين نبي الجمهورية الثانية عن ذلك قائلاً :” لقد ملت فرنسا حكمها وسادها السأم منه” فقد قاومت الحكومة توسيع حق الانتخاب، كما اتبعت سياسة تتسم بالتساهل ونبذ المجازفات الخارجية البراقة في التعامل مع انجلترا.

    وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير حين تم منع مأدبة كان يُراد إقامتها ضمن حملة صاخبة تطالب بعزل جيزو رئيس الوزارة، ووجوب تطهير البرلمان، وتوسيع دائرة الانتخاب.

    بعد ذلك المنع سرعان ما وجدت الحكومة نفسها وجهاً لوجه أمام شغب إصلاحي (يطالب بالإصلاح) نشب في باريس، لكنه انتهى بعزل لويس فيليب، وتنصيب لويس بونابرت (ابن أخي نابليون الأول) بعد استفتاء عُقد في 10 سبتمبر 1849.

    لكن بعد ثلاث سنوات انقلب لويس بوانابرت على الدستور وحل مجلس النواب، وغيب في السجون عددا من السياسيين ورجال الجيش، وأطلق الرصاص على المتظاهرين في شوارع باريس، ليجعل نفسه بذلك سيد فرنسا الأول، ولربما كان هذا مايريده الفرنسيون في أعماق نفوسهم ، عظمة مكلفة لكنها مرضية بما يكفي لكبرايئهم الإمبراطوري.

    الولايات الألمانية:

    في مارس 1848 اندلعت الثورة في جنوب وغرب ألمانيا؛ حيث قادت طبقة من المفكرين والمتعلمين تظاهرات ضخمة، تطالب بوحدة قومية ألمانية، وإطلاق لحرية الصحافة، والحق في حرية التجمع.

    لكن يبدو أنه لم يتم تنسيق تحركات ومطالب الثورة بشكل جيد، فقد كانت المطالب بصورة عامة رفضاً للرجعية ولقيود الديكتاتورية السياسية الحاكمة في تسعة وثلاثين ولاية ألمانية، تشتتت طبقات العمال الداعمة للثورة وهزمتها الأرستقراطية المحافظة في النهاية، وقامت بنفي طبقة المفكرين التي قادت الثورة إلى الخارج.
    وهذا يلقى ظلالاً قاتمة على قيادة المفكرين لثورات لها طابع سياسي، نعم هم طبقة من الرواد لكنهم يحلقون بعيداً دون وضعهم في الاعتبار شبكة المصالح المحتكة بحركتهم بالضرورة.

    النمسا:

    في 13 مارس 1848، وقع خبر نجاح الثورة في فرنسا على الحكومة الأتوقراطية كالصاعقة، وبدأت الأحداث بمظاهرات شعبية واجهها الجيش، لكن تفاقم الأمر واضطر الأمير مترنخ وزير الخارجية الإمبراطوري إلى الفرار، ورضخ الإمبراطور فرديناند إلى القبول بمطالب إعداد الدستور، والسماح بحرية الصحافة.
    لكن لم تهدأ الاضطرابات واندلعت مرة أخرى كما هي العادة في الثورات دائماً أنها جذرية لا ترضى بالفتات، ونتيجة لذلك تنازل الإمبراطور لحفيده فرانسيز جوزيف، لكن نجح هذا الأمير في السيطرة على فيينا بقوات الجيش والذي لم تكن الثورة قد امتدت إليه.

    أُزهقت أنفاس الديموقراطية في فيينا، وانصرم حبل التقدم الدستوري، وكان إعدام روبرت بلوم مندوب برلمان فرانكفورت في ألمانيا جرحاً أليماً يؤكد مسير النمسا في طريق التأخر.

    المجر:

    اندلعت الثورة في 15 مارس 1848 حين نظم الوطنيون المجريون مظاهرات ضخمة في بودابست أجبرت الحكومة الإمبراطورية (حكومة إمبراطورية النمسا) على قبول نقاطهم الاثني عشر التي كان بعضها : تشكيل حكومة مجرية مستقلة في بودابست، برلمان منتخب، تشكيل جيش مجري، إطلاق المسجونين السياسيين .. وأقسم المتظاهرون بإله المجر أنهم لن يصبحوا عبيداً بعد اليوم.

    شهدت الثورة نجاحاً خاطفاً لم يستمر كثيراً، حيث سحقت الثورة جيوش النمسا وروسيا وكرواتيا.

    كما اندلعت الثورات في البلجيك وبولندا وأيرلندا والتشيك وغاليسيا وإمارات الدانوب والدنمارك وسويسرا والبرتغال وأسبانيا، وانتهى معظمها بالهزيمة الساحقة للثورة أو الحرب الأهلية.

    فائدة:

    يقول المؤرخ الماركسي إيريك هوبزباوم : ” إن الفكرة التي تفترض أنه بالإمكان حكم أوروبا حسب مبادئ محافظة سلبية كانت فكرة خيالية إلى أقصى حدود الخيال، فلم يكن هذا العصر الذي هو عصر سكوت وبايرون وكولودج وردزورث، وعصر تجارب فروبيل في تربية الطفل، ومغامرات روبرت أوين في الاشتراكية، لم يكن هذا عصر خمود ذهني، بل عصر يقظة ونشاط فكري نادر النظير.

    كان من الخطأ الافتراض أن أوروبا، وقد أذكى نفوس أبنائها كثير من الأحلام والأفكار، وأيقظها شعراؤها وروائيوها وشبابها الجامعي المضطرم حمية .. كان من الخطأ أن يفترض أن أوروبا وحالها هذا أن تتقبل في استكانة لمجرد خوار قواها وحلول الكلال بها تسوية الصلح التي أبرمت في فيينا ” .

    نعم، انتهت تلك الثورات بانتصار الملكيات والنظم المحافظة في أوروبا، لكنها لم تكن سوى نهاية سياسية، نجحت النظم في معالجتها على المدى القصير.

    ففي الوقت الذي ترسخ فيه حكم الديكتاتوريات في أوروبا، ترسخ في قلوب الطليعة التي قادت تلك الثورات قيم التحرر والمساواة والتي لمست بعضاً منها في تلك الفترة القصير، وتم تصدير تلك القيم بأيدي أعدائها الذين قاموا بنفي المفكرين إلى بلدان أخرى، الأمر الذي أدى إلى تلاقح تلك الأفكار وتمحيصها، وتغذية الحركة الإصلاحية الأوروبية بأفكار تم اختبارها على جادة الواقع الحاد والصارم.

    فمن الخطأ اعتبار انتهاء تلك الثورات في ذلك العام أو بعده بقليل، ينبغى أن ننظر للأمر في سياق تاريخي أوسع إذا ما وضعناه في الاعتبار سنجد أن تلك الثورات قد غيرت خريطة أوروبا السياسية ومهدت الطريق لإصلاحات اجتماعية وسياسية كبرى خلال النصف قرن الذي تلاها.


                  

العنوان الكاتب Date
فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسلام والطبقة الوسطى وربيع الأمم osama elkhawad01-17-16, 09:43 AM
  Re: فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسل� osama elkhawad01-17-16, 12:26 PM
    Re: فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسل� محمد على طه الملك01-17-16, 01:05 PM
      Re: فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسل� أيمن نواى على01-17-16, 03:49 PM
        Re: فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسل� أبوبكر بشير الخليفة01-17-16, 06:33 PM
          Re: فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسل� osama elkhawad01-17-16, 09:29 PM
            Re: فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسل� osama elkhawad01-18-16, 03:56 AM
              Re: فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسل� osama elkhawad01-19-16, 10:17 PM
                Re: فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسل� osama elkhawad01-20-16, 10:15 PM
                  Re: فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسل� osama elkhawad02-02-16, 07:30 PM
                    Re: فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسل� osama elkhawad02-03-16, 04:32 AM
                      Re: فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسل� osama elkhawad02-03-16, 06:21 PM
                        Re: فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسل� osama elkhawad02-04-16, 07:30 AM
  Re: فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسل� حاتم إبراهيم02-06-16, 03:53 PM
  Re: فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسل� حاتم إبراهيم02-10-16, 06:25 PM
    Re: فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسل� osama elkhawad02-11-16, 05:29 PM
  Re: فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسل� حاتم إبراهيم02-11-16, 06:05 PM
    Re: فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسل� osama elkhawad02-12-16, 06:09 AM
      Re: فوكوياما: الدمقرطة والربيع العربي والإسل� osama elkhawad02-14-16, 12:43 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de