لعل قُرب صلة المؤلف – بحكم العمل - كمتعاون قديم مع ( هُنا أم درمان ) و القسم العربى لبى بى سى من لندن وهما من أرقى مظان الأغنيات السودانية فى عصر قوتها إلى جانب صداقته الموجبه مع إثنين من رموز الإذاعة السودانية هما : معتصم فضل وصلاح الدين الفاضل هو ما مكن المؤلف من الوصول إلى قاعدة بيانات نادرة جدا لطائفة الأغنيات التى تزن دهب وتحوى أسماء الأغنيات و شعراءها و ملحنيها و مدة زمنها أحيانا و تثبيتها فى نهاية ترجمته لكل صادح توقف عنده . هذه البيانات رغم أنها من مصدر رسمى لكن يعوزها بعض الإرتباك لأسباب كثيرة تستدعى التحقيق و التمحيص قبل الركون إليها وقد أستدرك المؤلف الكثير من ذلك فى الهوامش لكنه لم يحط بكل الثغرات فيها . عبر ( التأمل ) فى قاعدة بيانات الأغنيات التى صدح بها أولئك الصوادح تبين أن سبب خلود وسمو صدح أولئك الصوادح الذين ترجم المؤلف لهم هو توفرهم على التغنى بأشعار لطائفة من الشعراء بخل الزمان بإنتاج مثلهم حيث تبين أن الكاشف قد تغنى لصاحب (كوخ الأشواق ) الذى صدحت له الست ب( أغدا ألقاك ) وهو شاعر سودانى نادر فى طبقته أشك أن ( الجايطين و القنادف ) من الذين يفسدون السمع الراقى فى الفضائيات السودانية راهنا قد سمعو به ناهيك عن تأملهم أشعاره رغم أن خريدته (قريتى ) كانت ضمن المنهج المدرسى المرسوم قديما فتأمل . من ثبت البطاقات التى ثبتها المؤلف تبين أن أحمد المصطفى و سيد خليفة قد صدحا لأحد شعراء ( الست ) هو أحمد رامى الذى يقف فى طليعة شعراء ولغويين القرن العشرين و يكفيه أنه أحد مترجمى رباعيات الخيام . تبين كذلك من بطاقة الأغنيات الخاصة بالفراش الحائر عثمان حسين وهو ممن تغنوا بارقى الأشعار صدحه بكلمات لأصحاب : البحر القديم ، غضبة الأبنوس و معزوفة لدرويش متجول وهى أغنيات للأسف الشديد محجوبه من البث دون سبب ويكاد لا يعرفها السميعة الذين أعتقدوا أن سند وصلاح و الفيتورى لم يصدح لهم سوى وردى و عركى و صلاح مصطفى ومحمد ميرغنى فتأمل . تبين كذلك من ثبث البطاقات صدح أكثر من صادح قديم بأشعار لصاحب مسبحتى و دنى هما حسن عطية و حمد الريح وغيرهما . أما عازف الأوتار التاج مصطفى بحسه الرفيع لدرجة أنه الصادح الوحيد الذى تكبد مشاق شكر المؤلف على كتابته عنه مقالا فى مجلة لندنية فى حياته الأولى حسب شهادة المؤلف ( ص 159 ) فقد تبين من ثبت بطاقة أغنياته أنه يكاد يكون الصادح الأرقى إلى جانب كابلى و حمد الريح من حيث تغنيه لشعراء من طبقات رفيعة و عصور شتى منهم محمد سعيد العباسى و كردى و الشاب الظريف ومحاسن رضا والناصر قريب الله و التجانى يوسف بشير وإبن زهير الاندلسى وهملجرا ويلاحظ تلاقيه مع سيد خليفة فى أكثر من شاعر نادر . تبين كذلك من ثبت بطاقة أغنيات الاتبراوى تفرده فى التغنى لثلة نادرة جدا من شعر الكلم المصفى منهم محمد عبدالقادر كرف و الهادى العمرابى ومحى الدين فارس و عبدالله الشيخ البشير و مصطفى التنى وخليل فرح . أما كابلى الذى تبين من مجمل أجزاء الأسفار الثلاثة أنه الأقرب إلى مزاج المؤلف وقد التقاه كثيرا فى أكثر من مغنى و مده ببعض المادة القفل إلى جانب قائمة خاصة ممهورة بتوقيعه شملت كل مؤلفاته الغنائية المسجلة رسميا وغيرها فيحق لكابلى ان يزهو انه صدح ل: صاحب الدهليز المنهدم توفيق صالح جبرين و العباسى و الناصر و الفيتورى و إدريس جماع مثلما صدح لشوقى و البحترى و المتنبى نفسه و أبى نواس و العقاد و الحردلو الشُكرى وليس السفير فتأمل . الدرويش ود البادية من سجل بطاقات أغنياته إتضح أن أسماء أغنياته تشبه فى حروفها و معانيها طبقا مليئا بالفاكهة وهو أى الدرويش صلاح صاحب أغنيات عبر مفرداتها و وصورها و أخيلتها و مجازها تكاد تكون هى الأرقى فى مجمل غُنا عصر ناس وردى الرفيع يكفيه فخرا شيخنا صلاح تغنيه للهادى العمرابى ، ابى نواس ، عتيق ، محمد حسيب القاضي ، عثمان خالد ( بتاع بارا ) ، أبى قطاطى ، محمد يوسف موسى وهو من شعراء وردى و عثمان حسين فى عصر ود حد الزين وبازرعة فتأمل ، ود الريح ، سيف دسوقى ، محجوب سراج و كفي . يلاحظ أن ضمن بطاقة أغنيات صلاح أغنية ( الشوق و الوطن ) الشهيرة لهاشم صديق و لم يستدرك المؤلف أن هاشم صديق قد حجبها عن صلاح ومنعه من التغنى بها بعد سنوات من سكونها فى قلوب السميعة التى عجز هاشم صديق عن حجبها من قلوبهم مع التنبيه أن هاشم قبل أشهر قد سمح لفنانة لاترقى فنيا باى معيار إلى قامة صلاح و د البادية وعصره الراقى بالتغنى بأغنية ( النهاية ) لسيد خليفة بزعم انها تؤديها كويس فتأمل !!زمن عجيب والله ! مذهلة هى بطاقة أغنيات حبيبنا زيدان التى حوت طائفة أسماء شعراء من طبقات رفيعة تغنى لهم منهم العقاد و إبراهيم ناجى وهما من شعراء كابلى كما و ناجى من شعراء الست عبر ( الأطلال ) ويلاحظ تغنى زيدان لمحى الدين فارس وهو من شعراء الاتبراوى و الكاشف كذلك صدحه لشاعر مجود مقل غنائيا هو مهدى محمد سعيد من شعراء صوت داؤود و صلاح محمد عيسى وهو أخر مدير لوادى سيدنا قبل هاء السكت فتأمل ! يحق للطيب عبدالله أن يفخر على كل الصوادح أنه تغنى للشاعر الاكبر محمد سعيد العباسى و نجله الشاعر الطيب محمد سعيد العباسى و كفى ! حمد الريح الذى ترجم له المؤلف بين الجابرى و عركى دون منازع يقف بشموخ فى ذات طبقة محمد وردى الرفيعة و المنقرضة عبر رصين الشعر المجود الذى تغنى به وقد إلتقى مع وردى فى مناهل شعراء كبار من السودان ( القديم ) هم صلاح أحمد إبراهيم ، عبدالواحد عبدالله ، حلنقى ، سماعين ود حد الزين وقد شمخ حمد على وردى نفسه و كثير من مجايليه كونه صدح للمحجوب شأن أمير العود ، نزار قبانى شأن ود اللمين و الشابى شأن حسن سليمان الهاوى الذى صدح للرومانسى التونسى ب ( صلوات فى هيكل فى الحب ) أربعين القرن الماضى و للأسف الشديد عشنا فى عصر الأسافير لنقرأ من ينسب (صلوات فى هيكل الحب ) لسيف الجامعة رغم أنه مجرد مقلد لحسن سليمان و لم يضف شيئا لهذه الإغنية و سواها ممن تغنى بهم من درر من سبقه فتأمل . من الملفت فى سجل بطاقات أغنيات بلوم الغرب عبدالرحمن عبدالله صدحه بأغنية من كلمات حافظ عبد الرحمن مختار ( بتاع الصُفارة ) الى جانب صدحه بأغنية للسر عثمان الطيب وهذا غير مستغرب خاصة ان ود باره متيما بغُنا السافل النيلى تحديدا فى المنطقة الواقعة فى دار شايق ود سوار وهى منطقة ثرة ذات سحر نغمى يرتفع إلى مقام الأسطورة . من مجمل أسماء شعراء أغنيات الصوادح فى البطاقات المثبته تبين أن العاشق الولهان الصب المُحب الأكبر عصرهم سيدنا : حسين بازرعة قد ضن بشعره الراقى جدا ولم يعطيه سوى لحسن عطية ، أحمد المصطفى ، التاج مصطفى ، عبدالعزيز داؤود و عثمان حسين وكفى ! عبر الأسفار الثلاية بين يدى القُراء تبين ولع المؤلف الموجب بتثبيت قاعدة بيانات من مظانها تحوى معلومات نادرة رغم الإضطراب التأريخى القليل الذي يعتريها ولعل أندر و أرقى البيانات التى ثبتها المؤلف فلى مجمل أسفاره تلك هى التى بالجزء الأول حيث ثبت بيانات نادرة لقائمة تضم : 1- أسطوانات نادرة . 2- مؤلفات برعى الموسيقية التى كتبها لمزهره الذى رافق صوت داؤود وكفى . 3- مؤلفات بشير عباس التى (دقاها ) على العود السحري ولفت نظرى بقوة وجود ثلاث مقطوعات منها تحمل أسماء خرجت من وطن بشير عباس الحالى صيف 2011 وفقا لبنود إنفاقية نيفاشا التى مهرها شيخ على و صنوه الكومريد قرنق و المؤلفات هى : نهر الجور و هو نهر تجلى بقوة فى جنوبيات الشاعر الاكبر محمد المهدي المجذوب ، مقطوعة مريدى و هى أجمل مدينة بالسودان ( قبل نيفاشا ) وقد رايتها أكثر من مرة و انا فى ميعة الصبا برققة أسرتى حين كنا نتجول فى خارطة السودان بحرية و مقطوعة أيام أنزارا وهى مدينة من حواضر الزاندى لا تبعد كثيرا عن مريدى و يامبيو البعيدة وقد رايتها كذلك مرارا قبل ( نيفاشا ) بسنوات طويلة . 4- مؤلفات و د الحاوى التى عزفها على الاكورديون الذى رافق إبراهيم عوض وكفي ! 5- قائمة بأسماء الموسيقيين و المطربيين السودانيون الذين ضربوا فى أرض الله الواسعة حين حكم الترابى و وتلامذه السودان 1989 و يلفت تركيز المؤلف على المبدعيين المهاجرين على ضفتى الاطلنطى .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
احمد الامين احمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست