|
Re: 17-5-2008 مرور مائة عام على استشهاد البطل عبدالقادر محمد إمام ( ودحبوبة ) (Re: عبدالرحمن الحلاوي)
|
كتب عبدالنور محمد الماحي بعنوان ( مئوية ود حبوبة وأعظم بها من ذكرى ) ديباجة: (تمر السنون تلو السنون، والأيام تتعاقبها الأيام، وينجلي ليل، ويطلع نهار، ومازالت ذكرى المجاهدين خالدة في الأذهان تشعُّ النور في القلوب والأبدان وتضئ الطريق المستقيم للسائرين على طريق رب العالمين.، طريق العزة والجهاد والشهادة، اعظم به من طريق ، واكرم به ممشى. إن الله عز وجل حفظ ذكرى المجاهدين في اللوح المحفوظ،ورفع ذكرهم في الدنيا والآخرة، فكيف لا نذكرهم؟ وإنّ تذكرنا إياهم قليل من الوفاء، وشيءٌ من الامتنان، ويمضي الإنسان من دنياه الفانية، ولا يبقى سوى سجل ذكراه، يقلّبه الناس من بعده، فيقرأون منه ما يقرأ، ويطوون منه ما يطوى، والعاقبة للتقوى).
أما قبل... في مثل هذه الأيام من مائة عام مضت، كان الاستعمار يخيم بثقله على أرض الوطن الحبيب، وكان المجتمع بجميع طوائفه يجاهد من أجل تحرير أرضه، من دنس المستعمر، لم يهنأ (الترك)، بخيرات هذه البلاد، لأن المقاومة كانت على أشدّها، وخرجوا مرغمين ذليلين، من أرض الطهر والنقاء، بفضل مقاومة رجال لقنوه أقسى الدروس والعبر، ولكن سرعان ما عاود (الإنجليز) كرتهم، غير قانعين من خيرات هذه البلاد، وقد أيقنوا أن جذوة نار(المهدية) قد انطفأت بعد أن توهموا أنهم قد قضوا عليها، جاءوا مدفوعين بالثأر لفقدهم (الجلل) (غوردون)، الذي جيء به من الصين، لينقذ، المملكة التي لا تغيب عنها الشمس من مظنة الإهانة، التي قد تلحق بها، إن دخل (المهدي) أمدرمان، وقد صدق حدسهم في ذلك، ودخل المهدي أمدرمان،ظافراً محرراً، و(جُزّ) رأس (غوردون)، وقُدِّم هديّة للملكة فكتوريا، عساها تعتبر. في العام 1908م يؤكد الباحثون في التاريخ أن انتفاضة (ودحبوبة) بأرض الحلاوين كانت بمثابة بعثٍ جديد للثورة المهديّة، بكل عنفوانها وقوّتها. والحديث عن الثورة المهدية ذو شجون، ولكن، يبدو لي أنّ مما يشهد به القاصي قبل الداني، والعدو قبل الصديق، أنّ المهدية حدث، كانت له من التداعيات والآثار ما هو جدير بأن نتوقف عنده، ليعالج ويحلل بما يستحق، ذلك، إنّ هذه الثورة، لم تدرس بما هي أهل له، وكما ينبغي، مع تنويهنا، وعرفاننا بكلّ، ما كتب عنها، تقديراً واحتراماً، وليس معنى هذا أن (نبصم) على جميع ما كتب عنها، ولكل من كتب قادحاً أو مادحاً، كل الاحترام والتقدير، ونشير إلى حقيقة أخرى أن معظم ما كتب عنها كان ينحى منحى وصفيّاً تاريخياً، ونحن نحتاج إلى دراسات تحليلية لهذه الثورة، التي إن وجدت من يرعى فحصها، في النشأة والتكوين، والآصرة التي كانت تربط بين مؤسسيها، لهي قمينة أن تضيف في كتب البحوث العلميّة، منهجاً جديداً متفرّداً. وانطلاقاً من هذا المنظور فإن ّ أرض السودان قاطبة تحتفل بمناسبة مرور مائة عام على ثور ة (ودحبوبة)، التي جددت التاريخ، وأحيت الأمل، وحقّ لأبناء السودان جميعاً أن يحتفلوا بهذه المناسبة العظيمة، وينم هذا الاحتفال عن شيءٍ من الوفاء للرجال وصنيعهم، الذي طوقوا به أعناقنا، ولا سبيل للوفاء به كله. نرجو أن تتجدد بهذا الاحتفال، المعاني والقيم الحقيقية التي يجب استلهامها، لتعطي الاستقلال معناه الحقيقي، بعد مرور أكثر من مائة عام على هذه الثورة، نجد أنفسنا لم نصل إلى ما نصبو إلى تحقيقه من أهدافٍ نبيلة، تتمثل في العيش الحرٍّ الكريم، والتقدم، والنماء، والرخاء،ليعمَّ السودان جميعاً، ومنطقة الحلاوين، بصورة خاصة. مع خالص تحياتي
|
|
|
|
|
|
|
|
|