|
Re: قطيع الشمال: يخلق المجاعة ليبحث عن عملية (Re: Kabar)
|
(6)هناك فروقات بين عملية شريان الحياة في اواخر الثمانينات من القرن المنصرم وبين الإتفاقية الثلاثية 2012. ففي عملية شريان الحياة كانت الحركة الشعبية طرف اصيل ، وقد كسبت موقع دولي ودبلوماسي. هذا الموقع منح الحركة الشعبية وقتها فرصة في التحكم في الإغاثة وطريقة توزيعها ، وكونت وقتها منظمة محلية للأغاثة (اسوة بمفوضية الإغاثة في الخرطوم) وكان كل طاقم تلك المنظمة من اهل الحركة الشعبية. اضافة لذلك ، كانت المنظمة الدولية الأكبر هي منظمة اليونسيف ، والتي ذهبت الى نشاطات اخرى ، ناهيك عن تراخيها في متابعة الإغاثة والتأكد من انها فعلا وصلت الى المدنيين المحتاجين.ايضا ، لم تكن لحكومة الخرطوم في ذلك الوقت سلطة فحص شحنات الإغاثة والتأكد من محتواها.تلك الظروف ، هي التي مكنت الحركة الشعبية وقتها من تشوين جنودها قبل مواطنيها ، وبعض الدراسات تشير الى الفساد الإداري الذي حدث ، وان بعض الإغاثة اصبحت تجارة تعود الى الشمال.في واقع اليوم ، سحبت هذه الميزات من قطيع الشمال ، فالإتفاقية الثلاثية لم توفر لقطيع الشمال فرصة الإعتراف الدولي والدبلوماسي المطلوب ، وانما حصرته في مجموعة متمردين قليلي العدد لا يصلحون أن يكونوا منظمة ذات اعتراف دولي.منحت الإتفاقية الجديدة (2012) حكومة السودان الحق في الإشراف والمتابعة لدرجة فحص شحنات الإغاثة والتأكد من انها شحنات اغاثة ولا تحتوي شئ أخر.ازاء هذه المعطيات لم يتبقى لقطيع الشمال من خيار سوى القتال من اجل احداث شيئين:اولا: ان يتم دخول الإغاثة عبر دويلة جنوب السودان ، أوأن يرفض الإتفاقية ويتبأطأ في الإلتزام بها..ولكن..!يظهر قطيع الشمال حرص لحد التكالب على حدوث عملية شريان الحياة 2 ، ولذلك في جولة المفاوضات الأخيرة (نوفمبر 2015) كان يذهب الى ضرورة وقف اطلاق نار جزئي بغرض ادخال الإغاثة فقط ، وفي نفس الوقت يبحث عن دور اكبر في الإشراف على عملية الإغاثة برمتها. في المقابل ، كان موقف وفد الحكومة المفاوض ، وقف اطلاق نار شامل بغية وصول الإغاثة وترتيبات اخرى (امنية وسياسية) تؤدي الى وقف الحرب في المنطقتين.وحتى يقنع قطاع الشمال المجتمع الدولي باجندته (التي تنحصر في الإغاثة كمدخل للإعتراف الدولي به تماما مثلما حدث للحركة الشعبية في 1989) فلابد ان يخلق نفس الظروف او ظروف مشابهة للظروف السابقة. فان كانت مجاعة بحر الغزال في 1989 عجلت بحدوث عملية شريان الحياة ، فان قطيع الشمال يعمل بخطى حثيثة لخلق مجاعة في جنوب كردفان ، وذلك بابتدار عمليات خاطفة تخلق البلبلة وعدم الأمن في موسم حرج ، وهو موسم الحصاد. لأن الإنتاج القليل ، او عرقلة عملية الحصاد ، بداهة سيقود الى حدوث مجاعة. واذا حدثت المجاعة ، فهنا يمكن لقطيع الشمال أن يقنع المجتمع الدولي باجندته ، ومن يعرف قد يحقق تقدم في تدويل القضية ، قضية المنطقتين ، ومنها يكسب موقع جديد..!نواصل..كبر
|
|
|
|
|
|
|
|
|