|
Re: قطيع الشمال: يخلق المجاعة ليبحث عن عملية (Re: Kabar)
|
(4)عملية شريان الحياة ، هي برنامج اغاثة معروف وحدث في اواخر الثمانينات من القرن الماضي (1989) ، وكانت نتيجة اتفاق ثلاثي الأطراف: الأمم المتحدة ، حكومة السودان ، والحركة الشعبية. ووصف البرنامج في وقته بانه اكبر عملية اغاثة تم تنسيقها في التاريخ (تاريخ الإغاثة). وسبب تنسيق عملية شريان الحياة كان هو حدوث المجاعة في مناطق بحر الغزال ، اضافة لتأثر تلك المناطق بالحرب وقتها.في ذلك الوقت قامت الأمم المتحدة وحكومات الغرب بالضغط على الحكومة السودانية (حكومة الصادق المهدي) والحركة الشعبية بغية السماح بتدفق الإغاثة الى المناطق تحت سيطرة أي من الطرفين. الأمم المتحدة كانت تشرف على ادارة البرنامج ، بالتنسيق مع اكثر من اربعين منظمة اغاثة دولية. فمنظمة اليونسيف كانت تتولى ادارة الأمر في الجنوب (وهو الوقت الذي كانت المنظمة تستعين في ترحيل الإغاثة بقطارات هيئة سكك حديد السودان ، من بابنوسة الى واو: وهي القطارات التي كان يحدثنا دكتور عشاري بأنها كانت تعود محملة بالرقيق..!!..أي والله رقيق في قطارات تشرف عليها منظمة اليونسيف التي كان يعمل فيها دكتور عشاري ذات يوم وتشرف عليها الأمم المتحدة في ذات نفسها..!!) ، ورئاسة البرنامج كانت في الخرطوم. عملية شريان الحياة منذ بدايتها وحتى نهايتها ، لم تكن تستهدف مناطق جبال النوبة مطلقا ، فكانت مناطق جبال النوبة محذوفة تماما من البرنامج ولم تذهب اغاثة مطلقا لجبال النوبة في ذلك الوقت مع انها كانت مناطق حرب وتأثرت بمجاعة 1990. لماذا؟..اخوتنا في الجيش الشعبي قطاع جبال النوبة عليهم تتنوير القراء عن ملابسات ذلك المنع.تعرضت عملية برنامج شريان الحياة الى نقد واسع ، تركز حول كونها كانت عملية مثيرة للجدل ، وانها كانت باهظة التكأليف ، وانها خلقت فكرة الإعتماد على الإغاثة وسط مجتمعات الأهالي التي كانت مستهدفة بذلك البرنامج. لكن اهم نقد كان في ان ادارة العملية لم تكن تتمكن من السيطرة على عسكر الحركة الشعبية ، لأن الحركة وقتها كانت مقسمة لفصائل عديدة ، وكل فصيل كان يسعى للسيطرة على الإغاثة بغرض تشوين جنوده. اضافة لإغتناء بعض من ضباط الحركة الشعبية من المتاجرة في مواد الإغاثة المتدفقة بلا رقيب وضبط.وبالطبع ، كسبت الحركة الشعبية وقتها موقع دبلوماسي ودولي حيث اصبحت في مستوى واحد مع حكومة السودان في المشهد الدولي. عمليا لأن الحركة وقتها كانت تسيطر على معظم الريف في جنوب السودان.ولكن السؤال الذي قد يتبادر للذهن: ما هي علاقة هذا التاريخ بالواقع اليوم؟..ماهي علاقة هذا التأريخ بموقف وسلوك قطيع الشمال اليوم؟..نواصل..كبر
|
|
|
|
|
|
|
|
|