***** من الأرشيف *****

Quote: هناك سؤال دائما ما يتقافز في ذهني كلما شاهدت غنماية حايمة في الحلة لماذا غنم السودان قليلات أدب وذوات شخصية وشكيمة كان تكيتها ما بتك إلا روحك تطلع وتتك انت قبلها؟؟ انا شكيت أنها لا تفهم كلمة (تك) هذه فأنا لا اعلم من أي قاموس حيواني اشتق السوداني لغات البهائم والحيوانات،،،ككلمة (تك) التي الصقها في قاموس الغنم وأصبحت الغنماية تطرد (بتك) ، أو(جر) الخاصة بالكلب حيث ينهر ب(جر) لن يفوتني بمناسبة هذه المناسبة أن افرد مساحة محترمة لكلاب السودان يوم في البلد المكندشة دي شفت كلب،، ومن النادر أن يقابلك كلباً في الشارع كده عادي كما يحدث في السودان حيث يقدل الكلب في نص الشوارع كله ثقة لا يلتفت لبوري لا تهز شخصيته حافلة،، بالعكس فهو في العصريات يمارس رياضته المحببة لذاته فيجري وراء العربيات يطاردها وهو يعلم أن العربيات لو لفت وداسته لانهرس اكتر من هرسة البوسنة والهرسك،، ومع ذلك يمارس هوايته بمنتهى الاطمئنان والاستمتاع والثقة العالية في النفس ، مؤكداً لنفسه أنه لن يمس بسوء المهم أن الكلب الذي شاهدته في هذه البلد لم يكن (يقدل) كما الكلب السوداني،،، بل بدت عليه سيماء الخوف والرعب من السيارة التي كان يقودها أخي رغم أنها حقيقي سيارة (عواليق) كما معظم سيارات السودانين في الغربة،، سيارة كريسيدا،، مربط دركسونها كالمجنون بدلاقين الدنيا والعالمين،، ميتين أهل فرشها طالع حتى تظن أنه شارك في عملية فدائية ضد اليهود،، لا عمرها غسلتها موية،، لا يوم شمت صابونة لوكس،، لا جربت معجون السيجنال يا قول غينة البنات. جرى الكلب المغترب ،، ولكي ما ندخل في حق الله،، فانا اعترف انني للآن لا اعلم هل هو مغترب واللا مسعود،، المهم أنه جرى بعيدا عن السيارة واتخذ ركنا بجانب برميل القمامة يشم الأرض ويلعق شيئاً،،، وهذا أيضا فرق بين ، بين كلب حلتنا وهذا الكلب المغترب،، فكلب حلتنا لا يشتم ولا يتذوق،،، بلهط طوالي إن شاء الله كان لستك عربية. تراءى لخاطرى كلمة (جر) الخاصة بلغتنا الجميلة، فوسوسني شيطاني على التأكد من هذه الكلمة وهل هي خاصة بفصيلة الكلاب ككل أم أنها لهجة خاصة بالكلب السوداني كما كل اللهجات والفصائل العربية منها والأجنبية فنزلت من السيارة وقربت رأسي من الكلب جاعلة برميل القمامة حاجزا يقي جسدي السمين من عضة كلب محترمة،، لانه لو حصل وعضني كلب (مرة تانية) فأنا اكيدة أن انيابه ستنغرز هذه المرة في أكوام من اللحم ولن تجد لها مخرجاً،، عكس المرة الأولى التي عضني فيها الكلب فتكسرت اسنانه عندما اصدمت بعظامي حيث كنت ما زلت (اوت أوف سيرفيس) أعني خارج خدمة الاغتراب. قلت للكلب بصوت واضح السمة،،سليم المخارج،، (جججججررررررر) وركزت على الجيم فشددتها حتى كدت اقطم وسطها،، فربما أنه كلب حنكوش يعطش الجيم كحناكيش بلادي المغتربة التي تعطش الجيم حتى تصاب بالجفاف الحاد والإسهال (ججججججججرررررررررر) رفع الكلب رأسه ببطء،، ولم يحرك ساكناً ،،، نظر لي وانا اكاد المح في عينيه نظرة تقول( ينعل عوارتك) ثم واصل يعمل بجد في الشمشمة ولعق بقايا (البيك) التي كانت مرمية هنا هناك. يا حليلكم يا اولاد شماستنا الما لقيتوا بيك كلاب السعودية. إذن ف(جر) هذه سودانية مية المية لا يعرفها كلاب العالم البراني فهي كما كلمة (كراع) ،، وبما أن للكراع مقابل لغوي سليم يسمى (القدم) ،، فكرت بجد في البحث عن مرادف كلمة (جر) السودانية بلهجة عربية مختلفة . مر ولد صغير وانا في هذه الحالة من التفكير العميق،، يبدو من سيمائه أنه سوداني مبدل،، حيث تبدلت ملامحه إلى ملامح ناعمة ممسحة لا غبشة فيها ولا انبراشة انف،، مما يدل على أنه قد عاش طويلاً طويلاً في هذه البلاد ولم ينعم بمعرفة (الكوشة) التي هي بمثابة العامل الأساسي لازدياد انبراشة (نخرة) السودانيين، فاستغللت الفرصة وسألته،، يا ود الكلب ده انهره كيف؟؟ فتقافزت عيناه ذعراً وقال،، ( كلب؟؟؟وين؟؟؟ ياتو؟؟؟ (وخري )منه أحسن ليك) ،، فكررت سؤالي بتؤدة علها تعطه إحساس بالاطمئنان،، (بتقولوا ليه شنو شان تطردوه) قال لي ( والله يا خالتو ما بعرف،، ججججججرررررربي قولي ليه هيشششششششششش) لحظة حرجة،، نسيت الكلب وما يفعل ولم اتذكر إلا أن اقول (خلال الشوك ان شاء الله يهششششش بطنك يا الغبيان أنا خالتك يخلخل ضروسك بركة من صلى وقال ياالله)