فى رثاء صلاح ونسى

Quote: لا تظهر معادن الرجال الحقيقيه الا بعد رحيلهم ..فاليكم قصة ( سيدنا زين العابدين بن علي بن ابي طالب .. كانت اسر الايتام والفقراء والمساكين في كل صباح يجدو امام ديارهم (الدقيق والخبز والزيت) وغيرها ولا يعرفون من الذي اتي لهم بها .. ولكن بوفاة (زين العابدين بن علي )وعندما ارادو غسله وتكفينه وجدو شامة سوداء في كتفه ولم يتعرفو علي السبب وبعد وفاته انقطعت المؤن عن الايتام والمساكين فعرفو انه كان يحمل الدقيق علي كتفه ليوصله لهؤلاء الفقراء حتي ديارهم دون ان يشعرو بذالك ...) ف (صلاح )كان شجاعا ولا يتردد في مواقفه تجاه الحق ..وقف مع اهله في محنتهم الاخيرة(اعتصام لقاوة الشهير) عندما إختبئ الكثير من ابناء لقاوة خوفا علي مناصبهم وقد قالها للكثير من شبابنا (اعتصامكم يخالف توجه الحكومة التي امثلها ولكن هذا لا يعني ان اقف ضد إرادة مجتمع لقاوة بعد ان علمت بانكم مظلومين ساسعي بكل الوسائل حتي تحل مشاكلكم .. ) (صلاح ) كان يعمل في صمت ولا يحب الاعلام والتباهي بما قدمه لاهله ..الكثير من مجتمع لقاوة لا يعرف من الذي اتي ب(باسعاف مستشفي لقاوة الجديد ) الذي ينقل المرضي الان من لقاوة لكادقلي والابيض ومن احدث انواع الاسعافات بولاية غرب كردفان ومجهز بمعدات طبية ..هذه من ( نفحات صلاح ونسي) هل يعلم الكثير من ابناء لقاوة ان كلية الاداب لقاوة الموجوده الان هو اول من طالب بها للقاوة وجاهد في ذالك حتي رات النور لذا نطالب وباسم مجتمع لقاوة ان تحمل القاعة الكبري التي تحت التشييد الان اسم الراحل( صلاح ونسي) ..بل يجب ان يخلد اسمه بمشاريع اكبر من ذالك لما لا نطلق اسم (طريق لقاوة كادقلي )باسمه ( صلاح) كان يدعم خلاوي القران الكريم من ماله الخاص وتشهد خلوة ( سقني لتحفيظ القران الكريم)بذالك ويرعي الحفظة .. والفقراء والايتام .. الكل في لقاوة ظل يتابع متي يصل الجثمان للسودان ..حتي اصبح حديث المدينة وعندما دقت الساعة العاشرة مساء الكل كان يشاهد النشرة الرئيسية ليس لمعرفة اخر اخبار الحوار الوطني ولا لاسعار العملات ولكن حتي يلقو النظرة الاخيرة لابنهم( صلاح ونسي) من علي البعد ...ويشهد الله رايت بام عيني موقف في صالة التامين الصحي عندما ازيع خبر وصول الجثمان ضجت القاعة بالبكاء فانهارت امراة وفتاة اخري في مقتبل العمر بكت حتي ابكت من حولها (فعرفة انك سكنت قلوب الغبش الغلابه التعابه بتواضعك واخلاقك ).والراحل لا تربطه بهؤلاء صلة رحم او قبيلة ولكنه كان يكفل الايتام بعيدا عن الانظار ويزور المرضي الذين يتم تحويلهم من[لقاوة ..للخرطوم] ويقف الي جانبهم ..ويساعد طلاب الجامعات وحتي الذين يدرسون الماجستير تجده يقدم لهم المال والافكار وقبل سفره الي المانيا للعلاج باسبوع اتصل عليه شاب وطلب ان يساعده في دراسته للماجستير فقال له( ابشر كل امورك محلوله ) ووجدته اليوم حزينا فحدثني بنبرة حزينة (فقدت ابي الاصغر .... وفقدت معه الامل ...) ( صلاح) اصغر طفل يمكن ان يتصل علي تلفونه ويرد عليه بكل اريحية ويستجيب لطلبه ... مجتمع لقاوة اكتشف هذا المعدن الغالي( الراحل صلاح ونسي) اخيرا فعلقو امالهم وتطلعاتهم به لانهم وجدو فيه الصدق والاخلاص والامانة ... تبكيك اليوم لقاوة باكملها يا (صلاح)لانك املهم الوحيد وقد انهار الامل ... تبكيك لقاوة يا(صلاح) لانها رأت فيك الصدق والاخلاص ... ادركت ان ( الراحل صلاح ونسي) ابن الكل .. فكل من التقيته يقول لي( البركة فينا ..فقدنا رجل ) هذه العبارة تؤكد ان الكل يعزي نفسه ... واخر دعوانا ..( اللهم إن كان محسنآ فزد في احسانه وإن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته ..ياربي انه ضيفك فاكرم مثواه .. واجعل قبره روضة من رياض الجنة .. وادخله مع الصديقين والشهداء وحسن اؤلئك رفيقا...) علي موسي بيتر Ali Musa Biter