السوسيولوجيا النسوية للحداثة: المرأة وأدب الحداثة- ـترجمة هشام عمر النور

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-09-2024, 06:18 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-26-2015, 04:22 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20745

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السوسيولوجيا النسوية للحداثة: المرأة وأد� (Re: osama elkhawad)


    هشام عمر النور
    ________________________________________________________________________________________________________

    المتجولة غير المرئية: المرأة وأدب الحداثة-الجزء الثاني

    جانيت وولف

    ترجمة هشام عمر النور
    ________________________________________________________________________________________________________


    المرأة والحياة العامة


    لم يكن صدفة أو خطأ من الاستخدام البطريركي اللامبالي للغة أن يكون عنوان كتاب ريتشارد سينت عن الحداثة هو "سقوط الرجل العام". إن الشخص العام في القرن الثامن عشر وما قبله، الذي يجدول إيجار أرضه، والذي يمضي الوقت في بيوت القهوة، ويستعرض في الشوارع وفي المسارح، والذي يخاطب الغرباء بحرية في الأماكن العامة، هذا الشخص العام كان واضحاً أنه رجل. (على الرغم من أن سينت يقول أنه من الممكن أن يخاطب الرجل إمرأة غريبة في الحدائق أو الشوارع، طالما أنه لا يفترض أن الأجابة لا تعني أنه يمكن أن يهاتفها في المنزل، إلاّ أنه ليس هنالك أدنى افتراض بأن النساء يمكن أن يخاطبن الغرباء).[29] وفي القرن التاسع عشر، حين لم تعد الحياة العامة مكاناً للتنافس، ظهر المتجول ــــــــــ لتتم مراقبته وليس مخاطبته.[30] وتقاسم النساء والرجال خصوصية الشخصية، والاغفال والانسحاب الحريصين من الحياة العامة؛ ولكن الخط المرسوم بتزايد حاد بين العام والخاص، هو الذي حصر النساء في الخاص، بينما تمتع الرجال بحرية التحرك في الجمهور أو إلى القهاوي والمنتديات. وحلت أندية الرجال محل بيوت قهوة السنوات المبكرة.


    كل الكتاب الذين ذكرتهم يدركون التجربة المختلفة للمرأة في المدينة الحديثة. فمثلاً، سينت يدرك أن حق الهروب إلى الخصوصية العامة لم يكن يتمتع به الجنسان بالتساوي، فحتى أواخر القرن التاسع عشر لم يكن النساء يستطعن الذهاب إلى القهوة وحدهن في باريس أو إلى المطعم في لندن.[31] وكما يقول فإن "الجمهور الوحيد" كان مجالاً للحرية الخاصة، وكان الرجل هو الذي يتمتع بالهروب إليه، بغض النظر عما إذا كان ذلك بسبب الهيمنة أو بسبب الحاجة الكبيرة. وقد لاحظ أيضاً أنه وفي الفترة المبكرة من الحياة العامة كان على النساء أن يهتممن بقدر كبير بدلالات ملابسهن، التي يتم فحصها كدلالة على مراتبهن الاجتماعية وللتمييز بين المرأة "المحترمة" والمرأة "المنحلة".[32] وسيميل، الذي استخدمت مقالاته السوسيولوجية انتقائياً، قد انتبه أيضاً في مكان آخر إلى شرط النساء. وقد كتب مقالات عن وضع النساء، وسيكولوجيا النساء، وثقافة الأنثى، وحركة النساء وديمقراطيتهن الاجتماعية.[33] وكان الأول الذي سمح للنساء بحضور سمناراته الخاصة، قبل وقت طويل من قبولهن كطالبات في جامعة برلين.[34] وبيرمان، أيضاً، يرى أن النساء قد اعترفن في وقت متأخر بأن لهن تجربة مختلفة مع المدينة من تلك التي للرجال. واعتبر أن كتاب جين جاكوبز "موت وحياة المدن الأمريكية الكبيرة" يعطي وجهة نظر نسائية كاملة ومفصلة عن المدينة.[35] هذا الكتاب صدر في عام 1961م ويصف حياتها اليومية في المدينة ـــــــــ حياة الجيران، وأصحاب الدكاكين، والأطفال الصغار، وكذلك العمل. وأهمية هذا الكتاب، كما يقول بيرمان، هي أنه قد كشف عن أن للنساء ما يقلنه عن المدينة وعن الحياة التي نتشاركها معهن، وأننا قد أفقرنا حياتنا وحياتهن لأننا لم نستمع إليهن حتى الآن.[36]


    والمشكلة، أيضاً، أن أدب الحداثة قد تم إفقاره بإهمال حياة النساء. المتأنق، المتجول، البطل، الغريب ــــــــــ كل هذه الرموز تم استحضارها لتلخص تجربة الحياة الحديثة ــــــــــ وهي كلها وبدون تمييز رموز ذكورية. وفي عام 1831م وعندما أرادت جورج ساند أن تجرب حياة باريس وأن تتعلم شيئاً عن أفكار وفنون عصرها، تنكرت في زي صبي لتعطي نفسها الحرية فقد كانت تعلم أن النساء لا يتمتعن بها.


    "ولذلك صنعت لنفسي سترة طويلة من قماش ثقيل رمادي وبنطلون وصديري ملائمان لها. ومع طاقية رمادية وربطة عنق قطنية كبيرة، كنت مثالاً لطالبٍ في السنة الأولى. ولا أستطيع أن أعبّر عن السعادة التي منحني لها حذائي الطويل الساق Boot، كنت أنام بهما وأنا سعيدة، تماماً كأخي في صغره حين حصل على أول زوج منهما. ومع ذلك الكعب الحديدي الصغير، كنت صلبة على الرصيف. وطرت من طرف باريس إلى طرفها الآخر. وكان يبدو لي أنني أستطيع أن أدور العالم. ومن ثم فإن ملابسي لم تكن تخشى شيئاً. كنت أخرج في أي نوع من الطقس، وأعود في أي وقت إلى المنزل، وأجلس في المسرح في المقاعد الخلفية الرخيصة. لا أحد ينتبه إلي، ولا أحد يشتبه في تنكري... لا أحد يعرفني، ولا أحد ينظر إلي، ولا أحد يجد شيئاً خاطئاً فيّ؛ لقد كنت ذرة ضائعة في جمهور ضخم."[37]


    لقد جعل التنكر حياة التجول متاحة لها، فقد كانت تدرك أنها لا تستطيع أن تتبنى دوراً غير موجود هو دور المتجولة. فالنساء لا يستطعن أن يتجولن وحيدات في المدينة.


    وفي مقالات بودلير وقصائده تظهر النساء أحياناً. فالحداثة تربّي، أو تجعل من الممكن رؤية، عدد من أصناف سكان المدينة الإناث. وأكثر هذه الأصناف بروزاً في نصوص بودلير هي: العاهرة، الأرملة، السيدة العجوز، السحاقية، ضحية القاتل والمرأة العابرة المجهولة. وفي الحقيقة، وطبقاً لبنجامين، فإن السحاقية هي بطلة الحداثة الأدبية عند بودلير؛ ومن المعروف أن بودلير كان يرغب في تسمية قصائده المعروفة الآن بـ"أزهار الشر" Les Fleurs du mal كان يرغب في تسميتها بـ Les Lesbiennes، أي السحاقيات.[38] (ولكن، كما يشير أيضاً بنجامين، في القصيدة الرئيسة عن سحاقيات السلسلة "دلفين وهيبولت" يصل بودلير إلى إدانة النساء كضحايا جديرين بالرثاء مكبلين إلى نار جهنم).[39] أما العاهرة وهي موضوع قصيدته "الشفق" Crépuscule du Soir والتي ناقشها أيضاً في قسم من مقاله "الرسام والحياة الحديثة"[40] فهي توضح سلوكاً مماثلاً لما مضى يتكافئ فيه الضدان الإعجاب والإشمئزاز (القصيدة تشبه الدعارة بالكثبان التي يصنعها النمل ويشبهها أيضاً بالدودة التي تسرق طعام الرجل). والأكثر وضوحاً هو تعاطف بودلير مع النساء الهامشيات الأخريات، المرأة العجوز، الأرملة؛ الأولى يراقبها برفق من بعيد كوالدها، والأخيرة يلاحظها بحساسية لكبريائها وآلامها وفقرها.[41] ولكن ولا واحدة من هؤلاء النساء تقابل الشاعر كندٍ له. فهن موضوعات لتأمله ودراسته. والمرة الوحيدة التي اقترب فيها بودلير من المواجهة المباشرة مع إمرأة غير هامشية أو منحطة هي في قصيدته "تردد"A une passante.[42] (وحتى هنا، فالجدير بالملاحظة أن المرأة كانت في حالة حداد ــــــــــ en grand deuil.). تمر به المرأة الجليلة الطويلة في الشارع المشغول؛ تقابلت عيونهم للحظة قبل أن تستمر في رحلتها، وظل الشاعر يسأل إذا ما كانا سيلتقيان في الأبدية مرة أخرى. وردها على نظرته يتأكد في السطر الأخير من القصيدة "يا أنت التي أحببت، يا أنت التي تعرفين" : "Ô toi que j eusse aimée, ô toi qui le savais." وتأويل بنجامين لهذه القصيدة هو أن مراوغة هذه المواجهة العابرة هي التي أذهلت بودلير: "إن متعة ساكن المدينة ليست في الحب من أول نظرة وإنما في الحب من آخر نظرة".[43] والمقابلة اتصفت بسمة حديثة خاصة "بالصدمة".[44] (ولكن إذا كانت هذه الحالة نادرة لإمرأة تشارك في تجربة المدينة، فإننا يمكن أن نتساءل أيضاً إذا ما كانت إمرأة "محترمة" في الخمسينات من القرن التاسع عشر سترد على نظرة رجل غريب.)


    هنالك، على أية حال، افتراض عام واضح بأن النساء الذين يشاركن في "العام" بأي شئ بذات شروط الرجل فإنهن يظهرن بطريقة ما خصائص ذكورية. ويصف بودلير إحدى الأرامل التي راقبها بأنها تتمتع بطريقة ذكورية مميزة في السلوك.[45] وطبقاً لبنجامين، فإن إعجاب بودلير المختلط بالسحاقية إنما يعود لتمتع الأخيرة برجولة (مفترضة).[46] ويشرح بنجامين نفسه الأمر، فالنساء كان عليهن في القرن التاسع عشر الخروج إلى العمل في المصانع ومع مرور الوقت فإن هؤلاء النساء يظهرن خصائص ذكورية.[47] وحتى ريتشارد سينت (وبدون أي دليل، ودون الاستفادة من المنظورات المعاصرة لبناء النوع) يدعي أن النساء في نهاية القرن التاسع عشر اللائي كن يلتزمن أيديولوجيا التحرر كن يلبسن مثل الرجال ويتمثلن ايماءات جسدية رجولية.[48] ولكن ربما هذا الإدراك للذكورة في النساء اللائي يظهرن في عالم الرجل هو مجرد اعتراف تمت إزاحته بإقصاء النساء التام عن هذا العالم. ووجهة نظر بودلير العامة في النساء، في رسائله ونثره، هي كاشفة لسياق تعبيراته الشعرية عن نساء المدينة المذهلات. وباعترافه في إحدى الرسائل لإحدى النساء لخص الأمر: "لدي أحكام كراهية مسبقة عن النساء. في الحقيقة، أنا لا أثق فيهن؛ إن لك روح نهائي، ولكن، وفي نهاية الأمر، فهو روح إمرأة."[49] المرأة كلا شخص هي التي يمجدها بودلير "رسام الحياة":


    "المرأة، بكلمة واحدة، بالنسبة للفنان عموماً، وبالنسبة إلى السيد قايز خاصة، هي أكثر بكثير من كونها مجرد أنثى للرجل. إنها إلهية، نجمة، توجه كل معارف الرجل؛ كتلة متألقة من كل محاسن الطبيعة، متكثفة في موجود واحد؛ وهي موضوع لأحرص إعجاب وفضول تستطيع أن تمنحه صورة الحياة للمتأمل فيها. هي نوع من الآلهة، ربما غبية، ولكنها ساحرة وفاتنة، وهي تتمسك بالمصير والإرادة معلقان على نظرتها... كل شئ يزين المرأة، وكل شئ يخدمها لتظهر جمالها، الذي هو جزء منها؛ وأولئك الفنانون الذين قاموا بدارسة خاصة لهذا الكائن الملغز شغفوا بتفاصيل متعلقاتها أكثر من المرأة ذاتها... ما الذي سيغامر به الشاعر حينما يجلس ليرسم اللذة التي تسببها رؤية إمرأة جميلة ويجردها من ملابسها؟[50]


    ازدواجية كاره النساء الكلاسيكية للمرأة كمثال ولكن تافه، كحقيقة حسية ولكنها مكروهة، هذه الازدواجية التي يظهرها بودلير (والتي يشهد عليها مؤرخي سيرته) ترتبط ارتباطاً وثيقاً باستعراض معين للنساء نلاحظه في أدب الحداثة.


    ولكن الكتاب الآخرين الذين ناقشناهم لم يكونوا كارهي نساء، وإنما هم، على العكس، متعاطفين مع أوضاع النساء ومع تحررهن ومساواتهن مع الرجل. نحن في حاجة إلى النظر أعمق من أحكام بعينها لتفسير اختفاء المرأة من أدب الحداثة. هذا التفسير ثلاثي ويقع في 1) طبيعة الأبحاث السيكولوجية 2) وتبعاً لذلك الفهم الجزئي للحداثة 3) واقع وضع المرأة في المجتمع. وأكثر هذه الأسباب ناقشته الأعمال الجديدة للمؤرخات والسوسيولوجيات النسويات، ولكنها جديرة بالاستعادة هنا في السياق الخاص لمشكلة الحداثة.
    _____________________________________________________________________________________________________________
    يتبع_________________________________________________
                  

العنوان الكاتب Date
السوسيولوجيا النسوية للحداثة: المرأة وأدب الحداثة- ـترجمة هشام عمر النور osama elkhawad09-25-15, 05:15 PM
  Re: السوسيولوجيا النسوية للحداثة: المرأة وأد� osama elkhawad09-26-15, 04:22 PM
    Re: السوسيولوجيا النسوية للحداثة: المرأة وأد� بله محمد الفاضل09-30-15, 08:53 AM
      Re: السوسيولوجيا النسوية للحداثة: المرأة وأد� osama elkhawad10-02-15, 00:37 AM
        Re: السوسيولوجيا النسوية للحداثة: المرأة وأد� Abureesh10-02-15, 02:12 AM
          Re: السوسيولوجيا النسوية للحداثة: المرأة وأد� Kabar10-02-15, 09:56 AM
            Re: السوسيولوجيا النسوية للحداثة: المرأة وأد� osama elkhawad10-03-15, 02:53 AM
              Re: السوسيولوجيا النسوية للحداثة: المرأة وأد� osama elkhawad10-05-15, 05:22 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de