نحن الجينا بشورة اهلنا ولما حكمنا ,الناس راضين لا اتضارينا وراء دبابة ولا تاجرنا باسم الدين.

Quote: وأرجو ان تحافظ على هذا البوست بالمزيد من التوثيق وخليك في المنبر زول توثيق وأرجو ألا تدخل في اي جدال أو مهاترات مع أحد .. خلاص مكانك في القلب والخاطر .. يا أخي أنت رجعتنا لأكثر من نصف قرن من الزمان ..

زوجة الزعيم الازهرى الراحل
بعد اعتقال الازهرى جاءت لجنة يسمونها لجنة تقصى الفساد
السياسى وبدأت تفتش الدار، حاول احد أعضاء اللجنة أن يرى
خلف احدى اللوحات المعلقة على الحائط فانفعلت وطلبت منه
ان يحفر الحائط اذا كان ذكاؤه يقود الى شىء مخبأ فخجل وقال لى :
والله العظيم يا حاجة الاثاثات التى املكها احدث من الذى رأيته عندكم.

وقلت لرئيس وأعضاء اللجنة الاتية لتقصى الفساد السياسى عندما
جاء الى الدار يمكنكم أن تمضوا اياما وشهورا لاداء مهمتكم واذا فشلتم
فى العثور على شىء موجود فى خيالكم فأحذركم من مجىء لجنة
ثالثة فانها لن تطأ عتبة الدار الا على جثتى ، فقال لى رئيس اللجنة
دلينا على مكان الخزينة ، فقلت له : انها موزعة على امتداد السودان
كله فى قلوب الجماهير عرفاناً ومحبة ، أما اذا كان قصدك المال فقد
سبق وعرفتموه فاسماعيل الأزهرى يملك فى البنك 120 جنيهاً
وهى الى الآن متروكة فى مكانها رمزاً للتاريخ .

لقد كان الاستاذ على فراش المرض فى غاية الألم واكثر ما يضايقه ان
يظل بلا حراك لم يكن يعرف طوال حياته الاسترخاء فكان يقول لى
" لا يمكن أن أظل هكذا " وكنت اذكره بأوامر الطبيب ، ومضت الايام
بطيئة ثقيلة ، كان الحرس يقف خارج الغرفة ، فى الصباح كان الاستاذ
يتلقى التحية من المعتقلين السياسيين الموجودين بالمستشفى .
" المعتقل الوحيد في المستشفي الجنوبي مع الازهري كان الصحفي والشاعر الفحل
حسين عثمان منصور "

وتقول حرم الرئيس الراحل : لا انسى كلمات البرقية التى بعث
بها السيد الصادق المهدى والذى كان معتقلاً ، قال فى تعزيته
" لقد كان جميل الصفات ، كان صادقاً فى الحالين ،
فى الاتفاق معنا وفى اتفاقنا عليه " .
(حكايات)
السيد إسماعيل الأزهرى رئيس الحزب الوطنى الاتحادى قام بجولة خاطفة على قرى شمال الجزيرة فى الأيام القليلة الماضية وقد ألقى العديد من الخطب المليئة بالطرائف والنكات السياسية, ومن طريف ما يروى عن هذه الخطب هو أنه شرح فى إحداها المعاملة القاسية التى كان يلاقيها مع زملائه فى المنفى بالجنوب, وقال إن هذه المعاملة لم يلاقيها فى السجون التى كان يشرف عليها الإنجليز ثم شرح المعاملة التى يلاقيها اليوم جلادوهم بالأمس فى زالنجى, وقال لقد قدم إليهم كل ما يحبونه من الكرات وأوراق (الكوتشينة والضمنة والطاولة)
ثم قال أزهرى: (والله لو كنت أجيد اللحن والغناء لغنيت لكم أصبح الصبح فلا السجن ولا السجان باق).
الرأى العام
21/12/1964م
(حكايات)
العاصفة الرملية التى هبت على العاصمة يوم الأثنين الماضى أوحت للسيد الرئيس إسماعيل الأزهرى رئيس مجلس السيادة بتعبير مشرق ربط فيه بين العاصفة والأزمة السياسية الأخيرة وردد فى حفل دار الضيافة الذى أقيم بعد العاصفة مباشرة, قال الرئيس:
إننا كطقسنا نحتد ونتنازع ثم لا يلبث أن ينجلى كل شىء, وتعود الطيبة لنفوسنا, قبل قليل هبت عاصفة وإنقشعت وكالعادة تبعها تزمت و(كتمة) وما مررنا به فى الأيام الماضية كان كالعاصفة التى تتبعها الكتمة وهذه الكتمة وهذه الأزمة لا تلبث أن تزول قريباً ايها السادة

(السودان الجديد 6/8/1966م)

كتاب «ظلال على الرمال» ومؤلفه هو سير/ قوين بل،
آخر وكيل بريطاني لوزارة الداخلية عند قيام الحكم الذاتي.

وفي ختام الكتاب يقدم الكاتب البريطانى رصده وتحليله الخاص لشخص
الرئيس اسماعيل الازهرى متزامناً مع استعراضه لذاك اليوم المضئ
فى تاريخ السودان.. يوم الاستقلال حيث يقول: «تم افتتاح غير رسمي
للبرلمان، واقتصرت الجلسة على انتخاب رئيس للوزراء وزعيم
للمعارضة.
وكان رئيس الوزراء المنتخب هو السيد/ إسماعيل الأزهري،
أم ازعيم المعارضة فقد كان السيد/ محمد أحمد محجوب المحامي.
وعلى الرغم من أني سمعت كثيراً عن السيد/ إسماعيل الأزهري بوصفه
رئيساً لمؤتمر الخريجين العام ورئيسا لحزب الأشقاء المتطرف ورئيسا
للحزب الوطني الاتحادي، فإنه لم تتح لي الفرصة لإنشاء صلات معه
إلا عندما صار رئيساً للوزراء ووزيراً للداخلية.
وظلت علاقتنا منذ ذلك الوقت متصلة ويومية. وكانت نظاراته ذات
الإطارات المذهبة تخفي وراءها شخصية دافئة القلب،كريمة المظهر،
طموحة ومتماسكة.
وخلال الأشهر الثلاثة الأولى حاولت جاهداً أن أتقرب إليه وأصادقه
وأحرز ثقته مما يمكنني من التأثير على مجرى الأحداث، ولكن
السبيل إلى ذلك لم يكن سهلاً.
وأقرر أن الأزهري لم يحاول أن يلقي تبعة أحداث مارس المؤسفة
علينا، كما لم يتخذ أي إجراء ضد حزب الأمة أو الأنصار، على الرغم
مما كان ينادي به البعض من ضرورة اعتقال السيد/ الصديق المهدي
وعبد الله بك خليل وغيرهما من قادة ذلك الحزب.
وكان لأحداث أول مارس وما يمكن أن ينجم عنها من حرب أهلية أثر
واضح على أفكار الأزهري، إذ أخذ ينظر للأمور بواقعية، رغم الضغوط
الشديدة التي ظل يمارسها عليه بعض المتطرفين من مؤيديه، قليلاً
وقليلاً استعاد الروح التي يتحلى بها.
كنت أقابله بحكم عملي كل يوم وأبقى معه ثلاثين دقيقة أقدم له خلالها
ما لدي من حقائق ومعلومات، وأجيب على أسئلته وأتلقى توجيهاته.
كما كنت أعامله باحترام يليق به بوصفه رئيسا للوزراء.
وأتت هذه المعاملة أُكلها إذ صار أكثر صداقةً ووداً لنا، ولكن كانت تنقصه
صفة التسامح وتقدير الأمور تقديراً صادقاً.
وأشير في هذا الصدد إلى خطاب ألقاه في عيد الاحتفال بالاستقلال، وصفنا
فيه بممارسة الطغيان طيلة سبعة وخمسين عاماً، وطمس السمات المميزة
للشعب السوداني وانتقاص الرفاهية بين أهله لنضمن لحكمنا طول البقاء.

لقد كان جميلاً من السيد/ إسماعيل الأزهري أن يتخذ قراراً بأن أكون آخر
من يغادر السودان من الإداريين، وأن يأمر لنا بصالون خاص يقلنا من
الخرطوم إلى بورتسودان.
وكان ذلك في الرابع عشر من ديسمبر 1954م، وفي بورتسودان
عُوملنا معاملة حسنة، إذ أُعد لنا حرس شرف من قوات الشرطة، وقام
المعتمد السوداني بمرافقتنا على قاربه الخاص إلى ظهر السفينة.
وكنت والسفينة تبحر بنا من الميناء إلى عرض البحرالأحمر أراقب
علمي الحكم الثنائي وهما يرفرفان على ساريتيهما فوق مكتب المعتمد،
وبعد عام واحد اختفيا ورفرف مكانهما علم السودان المستقل ذو الألوان
الثلاثة،ا لأزرق والأصفر والأخضر، وهكذا الحياة لا تستقر على حال».




تاريخ هذا المنزل، حكى القطب الاتحادي (محمد مراد محمد)، فقال: منزل (الأزهري)
كان كمنازل جميع السودانيين من حيث البساطة، فالأرض التي بني عليها البيت ورثها عن
أبيه، وظل البناء عادياً جداً، جزء منه شُيِّد من الطين (اللبن) ويتكون من ثلاث غرف،
أستخدمت كسكن له ولأبنائه. أما الجزء الأمامي فبُني من الطوب الأحمر، وخصص للضيوف
وكبار الزوار من الداخل والخارج. وبعد أن نال السودان استقلاله تم بناء المنزل بهذا الشكل
الماثل، عقب إصرار بعض المقربين من (الأزهري) على إعادة بنائه، وهذا ما شجعه على ذلك،
إضافة إلى أن أنسابه من (عائلة قابل) الثرية، وذات الصلة بأعمال المقاولات، ساعدوا في البناء.
تبرعات وسلفيات
وتابع مراد، وبعد أن أجبر البعض الأزهري على إعادة بناء المنزل بها الشكل، شارك كل الشعب
السوداني في البناء بمساهماته ومجهوداته، ففي بداية الستينيات قاد بعض أهالي البراري جملة
لجمع ما يستطيعون من دعم لهذا الغرض، وهكذا فعل أهالي بحري وأم درمان، وأصدقاء الزعيم
من تجار ملكال الذين أرسلوا شيكا بمبلغ (500) جنيه، كسلفية تُسدد على مدى عام، ذلك باعتبار
أن بيت الأزهري بيت الشعب السوداني، والحركة الوطنية، وبيت الاستقلال والنضال، حيث كان
قبلة للقاصي والداني إبان الحركة الوطنية ومؤتمر الخريجين.

يمضي (محمد مراد) ويزيد: حكومة مايو العسكرية انتدبت إلى تلك المهمة الأستاذ (علي محمد
إبراهيم) المحامي، وكنت قابلته بعد انتهائه من مهمته، فقد كنا جيراناً وأصدقاء في بري، فعبر
لي عن دهشتة قائلاً: "أنا مشيت بيت أزهري، حسب القرار، فوجدت بيتي أحسن من بيته،
ووجدت أثاث منزله عادي، وجميع ما في البيت صناعة سودانية محضة، لم أجد فيها شيئاً
واحداً مستورداً، ورفعت تقريراً بهذا إلى مجلس قيادة ثورة مايو".
وأردف: "والله إن هذا الرجل كان عظيما".