|
Re: الهروب الصغير - نوستالجيا (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
و بعد شهر واحد غادر قاعة الدرس و المدرسة و دون أن يخبر أحدا توجّه إلى محطة القطار و ركب داخله في سرور غامر. و حين جاءت الظهيرة و لم يعد الصبي إلى أمه، جنّ جنونها فبدأ البحث عنه في كل مكان و ذهل الوالد و الأهل و الجيران.و جاءهم الخبر ليلا في اتصال هاتفي(....) وصل الدامر. ارتاحت الضمائر قليلاً و حقق الصبي هدفه. قضى اسبوعين في فردوسه الذي اختاره و تمت إعادته لوالديه في الخرطوم. و لكن الصبي كرر فعلته التي فعلها من قبل مرة و أخرى و ثالثة. في الأخير قررت جدته أن الصبي قد اصابته عين حاسد أو حاقد. فاستقر رأيها أن تذهب به للشيخ. كانت مجموعة من الأسئلة الحائرة تدور في مخيلة الطفل الغضة و هو يجلس بين جدته و السائق، و قال لنفسه في زهو: كل هذه الرحلة بسبب أنا ...هل أنا مهم لهذه الدرجة؟؟؟. يا ترى ماذا سنفعل عند الشيخ؟ كيف يا ترى هو؟ هل هو إنسان عادي؟ هل يشبه الشيخ الذي كان يدرسنا في الخلوة قبل سنوات؟. أتمنى أن لا يكون مثله....فقد كان يخيفنا كثيرا بكرباجه الطويل و ملامحه الجادة التي تنكسر عند قسوتها شقاوتنا الرخوة .
|
|
|
|
|
|
|
|
|