|
Re: أشرب بحري (Re: معاوية الزبير)
|
ما شي يا أخونا معاوية حا أواصل رغم أنه مش عارف نفسي ماشي وين . لكن لعدة أسباب أرجع ورا خالص وأقول أن أهم مقومات المطرب في السودان كانت وأعتقد لا زالت هي الجرأة .أو الشجاعة الأدبية اسم الدلع .. يمكن لدرجة تتفوق على حلاوة الصوت نفسها ..لذلك كثير من أصحاب الأصوات الجميلة منعهم الخجل أو الحياء من سلك ذاك الدرب .,اذكر أبان دراستنا الجامعية كان هنالك عدد من الزملاء يبدعون داخل غرف الداخليات وبأصوات تؤهلهم ليحتلوا الساحة لو أرادوا وفي السطوح وفي الحديقة لكن وسط المقربين فقط .. والعكس صحيح بعض المطربين لو لمس في صوته أقل درجة تطريب أو خلينا نقول شخص ايقاعه موزون فقط ( يعني ما أطرق ) أصبح يطلع حفلات ويقبض عدادات . تفاقمت هذه الظاهره بعد أنتشار آلة الأورق أو الكي بورد كما يسميها الموسيقيون .. وجهاز الساوند السيستم الذي أفلح في أخفاء عيوب الصوت .. بل بعض الأحيان يضيف لها تنغيم . وأنتشرت كذلك ظاهرة فناني الحيرة .. النوع الذي يبدأ متطوعا ( غايتو كان ما لقيتو فنان أنا قاعد ) .. وهؤلاء يسدوا في حالة الحفلات المفترعة .. يعني بدون مقدمات مثلا زملاء دراسة بالصدفة يكتشفوا أن زميل لهم يقضي شهر العسل في أحد فنادق مدينتهم .. شوفوا لينا نادر ملح أو عاصم ربة .. حتى الألقاب التي تطلق عليهم توحي بما هم فيه .. وفناني الحيرة لهم طرائف ومواقف لا تحصى منها . قيل أن اصحاب صديقهم مغترب جاء اجازة وقرر العودة . وقبل يوم قرر أصدقائه يعملوا له حفلة وداع . ولكن لم يعثروا على أحد المحترفين ليحي الحفل ..فأضطروا يبعثوا ؟ لأحد فناني الحيرة .. طرقوا له الباب .. وقالوا له ( يا أستاذ ) عندنا حفلة الليلة .. طبعا بعد تعزز مصطنع وطنطنة غير مسموعة وافق .. لكن هم متجمعين بالمغرب أتاهم فنان الحيرة بوجه حزين وقال آسف يا جماعة الليلة ما حا أقدر أغني ليكم . - ليه يا أستاذ أنشاء الله خير - عندنا بكا . - البركة فيكم ياخ المات ليكم منو ؟ - زميلنا ياخ .. وديع الصافي دا . قالوا اتوفى .. *********************** وفنان حيرة آخر .. عرف الجماعة أتوة مرغمين فحاول يستغل الموقف وقال لهم شوفوا هنا أنا ما بغني الا بمليون . واحد من الجماعة قال له : وشوف أنت كمان نحن ما عندنا ليك غير خمسين الف وعشا . هز رأسه نافيا .. عارفهم متضطرين ومتوقعهم يردخوا .. فاذا بهم يتجهون ناحية الباب . ناداهم بسرعة . - خلاص تعالوا التسعمائة وخمسين ألف ما بيناتنا ياخ .
|
|
|
|
|
|
|
|
|