|
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد (Re: Mohamed Yousif)
|
ثم إن المختار لما قتل ابن مرجانة وعمر بن سعد، جعل يتبع قتلة الحسين بن علي ومن خذله فقتلهم أجمعين، وأمر الحسينية وهم الشيعة أن يطوفوا في أزقة المدينة بالليل ويقولوا: يا ثارات الحسين! فلما أفناهم ودانت له العراق- ولم يكن صادق النية ولا صحيح المذهب، وإنما أراد أن يستأصل الناس- فلما أدرك بغيته أظهر للناس قبح نيته، فادّعى أن جبريل ينزل عليه ويأتيه بالوحي من الله؛ وكتب إلى أهل البصرة: بلغني أنكم تكذبونني وتكذبون رسلي، وقد كذبت الأنبياء من قبلي ولست بخير من كثير منهم! فلما انتشر ذلك عنه، كتب أهل الكوفة إلى ابن الزبير وهو بالبصرة فخرج إليه، وبرز إليه المختار، فأسلمه إبراهيم بن الأشتر ووجوه أهل الكوفة، فقتله مصعب وقتل أصحابه. أبو بكر بن أبي شيبة قال: قيل لعبد الله بن عمر: إن المختار ليزعم أنه يوحى إليه! قال: صدق، الشياطين يوحون إلى أوليائهم!. وقتل مصعب من أصحاب المختار ثلاثة آلاف، ثم حج في سنة إحدى وسبعين فقدم على أخيه عبد الله بن الزبير ومعه وجوه أهل العراق، فقال: يا أمير المؤمنين قد جئتك بوجوه أهل العراق، ولم أدع لهم نظيرا؛ فأعطهم من المال. قال: جئتني بعبيد أهل العراق لأعطيهم من مال الله! وددت أن لي بكل عشرة منهم رجلا من أهل الشام صرف الدينار بالدرهم! فلما انصرف مصعب ومعه الوفد من أهل العراق، وقد حرمهم عبد الله بن الزبير ما عنده، فسدت قلوبهم؛ فراسلوا عبد الملك بن مروان حتى خرج إلى مصعب فقتله. علي بن عبد العزيز عن حجّاج عن أبي معشر، قال: لما بعث مصعب برأس المختار إلى عبد الله بن الزبير فوضع بين يديه، قال: ما من شيء حدّثنيه كعب الأحبار إلا قد رأيته، غير هذا؛ فإنه قال لي: يقتلك شابّ من ثقيف. فأراني قد قتلته ! وقال محمد بن سيرين لما بلغه هذا الحديث: لم يعلم ابن الزبير أن أبا محمد قد خبيء له. ولما قتل مصعب المختار بن أبي عبيد ودانت له العراق كلها، والكوفة والبصرة، قال فيه عبد الله بن قيس برقيات: كيف نومي على الفراش ولمّا ... تشمل الشام غارة شعواء تذهل الشيخ عن بنيه وتبدي ... عن خدام العقيلة العذراء إنما مصعب شهاب من الله ... تجلّت عن وجهه الظّلماء وتزوّج مصعب لما ملك العراق، عائشة بنت طلحة، وسكينة بنت الحسين؛ ولم يكن لهما نظير في زمانهما. وقتل مصعب امرأة المختار، وهي ابنة النعمان بن بشير الأنصاري، فقال فيها عمر بن أبي ربيعة المخزومي: إنّ من أعظم المصائب عندي ... قتل حوراء غادة عيطبول قتلت باطلا على غير ذنب ... إنّ لله درّها من قتيل كتب القتل والقتال علينا ... وعلى الغانيات جرّ الذّيول مقتل عمرو بن سعيد الأشدق: أبو عبيد عن حجاج عن أبي معشر، قال: لما قدم مصعب بوجوه أهل العراق على أخيه عبد الله بن الزبير فلم يعطهم شيئا، أبغضوا ابن الزبير، وكاتبوا عبد الملك بن مروان، فخرج يريد مصعب بن الزبير فلما أخذ في جهازه وأراد الخروج، أقبلت عاتكة ابنة يزيد بن معاوية في جواريها وقد تزينت بالحلى، فقالت: يا أمير المؤمنين، لو قعدت في ظلال ملكك ووجهت إليه كلبا من كلابك لكفاك أمره! فقال: هيهات، أما سمعت قول الأول: قوم إذا ما غزوا شدّوا مآزرهم ... دون النساء ولو باتت بأطهار فلما أبى عليها وعزم بكت وبكى معها جواريها، فقال عبد الملك: قاتل الله ابن أبي ربيعة، كأنه ينظر إلينا حيث يقول: إذا ما أراد الغزو لم يثن همّه ... حصان عليها نظم در يزينها نهته فلما لم تر النّهي عاقه ... بكت فبكى مما دهاها قطينها ثم خرج يريد مصعب، فلما كان من دمشق على ثلاث مراحل أغلق عمرو بن سعيد دمشق وخالف عليه، قيل له: ما تصنع؟ أتريد العراق وتدع دمشق؟ أهل الشام أشدّ عليك من أهل العراق! فرجع مكانه فحاصر أهل دمشق حتى صالح عمرو بن سعيد على أنه الخليفة بعده وأن له مع كل عامل عاملا، ففتح له دمشق، وكان بيت المال بيد عمرو بن سعيد، فأرسل إليه عبد الملك أن أخرج للحرس أرزاقهم فقال: إذا كان لك حرس فإن لنا حرسا أيضا! فقال عبد الملك: أخرج لحرسك أيضا أرزاقهم! فلما كان يوم من الأيام أرسل عبد الملك إلى عمرو بن سعيد نصف النهار أن ائتني أبا أمية حتى أدبر معك أمورا. فقالت له امرأته. يا أبا أمية، لا تذهب إليه؛ فإنني أتخوّف عليك منه! فقال: أبو الذباب! والله لو كنت نائما ما أيقظني! قالت: والله ما آمنه عليك، وإني لأجد ريح دم مسفوح. فما زالت به حتى ضربها بقائم سيفه فشجها، فخرج وخرج معه أربعة آلاف من أبطال أهل الشام الذين لا يقدر على مثلهم مسلّحين، فأحدقوا بخضراء دمشق وفيها عبد الملك، فقالوا: يا أبا امية، إن رابك ريب فأسمعنا صوتك، قال: فدخل فجعلوا يصيحون: أبا أمية أسمعنا صوتك، وكان معه غلام أسحم شجاع، فقال له: اذهب إلى الناس فقل لهم: ليس عليه بأس. فقال له عبد الملك: أمكرا عند الموت أبا أمية؟ خذوه. فأخذوه. فقال له عبد الملك: إني أقسمت إن أمكنتني منك يد أن أجعل في عنقك جامعة ، وهذه جامعة من فضة أريد أن أبرّ بها قسمي! قال: فطرح في رقبته الجامعة، ثم طرحه إلى الأرض بيده فانكسرت ثنيته ؛ فجعل عبد الملك ينظر إليه، فقال عمرو: لا عليك يا أمير المؤمنين، عظم انكسر! قال: وجاء المؤذنون فقالوا: الصلاة يا أمير المؤمنين. لصلاة الظهر، فقال لعبد العزيز بن مروان: اقتله حتى أرجع إليك من الصلاة. فلما أراد عبد العزيز أن يضرب عنقه، قال له عمرو، أنشدتك بالرحم يا عبد العزيز أن لا تقتلني من بينهم! فجاء عبد الملك فرآه جالسا، فقال: مالك لم تقتله؟ لعنك الله ولعن أماّ ولدتك! ثم قال: قدّموه إليّ. فأخذ الحربة بيده فقال: فعلتها يا بن الزرقاء، فقال له عبد الملك: إني لو علمت أنك تبقى ويصلح لي ملكي لفديتك بدم الناظر ، ولكن قلّما اجتمع فحلان في ذود «2» إلا عدا أحدهما على الآخر. ثم رفع إليه الحربة فقتله، وقعد عبد الملك يرعد، ثم أمر به فأدرج في بساط وأدخل تحت السرير. وأرسل إلى قبيصة بن ذؤيب الخزاعي فدخل عليه، فقال: كيف رأيك في عمرو بن سعيد الأشدق؟ قال- وأبصر قبيصة رجل عمرو تحت السرير، فقال: اضرب عنقه يا أمير المؤمنين! قال: جزاك الله خيرا، ما علمت إنك لموفّق، قال قبيصة: اطرح رأسه وانثر على الناس الدنانير يتشاغلون بها. ففعل. يتبع
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الخلافة الاسلامية ... وبعد | Mohamed Yousif | 01-31-15, 03:21 PM |
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد | منتصر عبد الباسط | 01-31-15, 06:32 PM |
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد | عمار عبدالله عبدالرحمن | 01-31-15, 06:42 PM |
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد | منتصر عبد الباسط | 01-31-15, 06:48 PM |
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد | قصي محمد عبدالله | 01-31-15, 07:48 PM |
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد | قصي محمد عبدالله | 01-31-15, 08:09 PM |
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد | قصي محمد عبدالله | 01-31-15, 08:18 PM |
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد | ahmedona | 01-31-15, 08:34 PM |
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد | منتصر عبد الباسط | 01-31-15, 08:35 PM |
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد | ahmedona | 01-31-15, 08:42 PM |
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد | منتصر عبد الباسط | 01-31-15, 09:46 PM |
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد | منتصر عبد الباسط | 01-31-15, 10:16 PM |
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد | منتصر عبد الباسط | 01-31-15, 10:37 PM |
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد | محمد عبد القيوم سعد | 01-31-15, 11:06 PM |
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد | Mohamed Yousif | 02-01-15, 10:58 AM |
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد | Mohamed Yousif | 02-01-15, 05:22 PM |
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد | Mohamed Yousif | 02-03-15, 11:29 AM |
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد | Mohamed Yousif | 02-05-15, 09:13 AM |
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد | Mohamed Yousif | 03-03-15, 02:12 PM |
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد | Mohamed Yousif | 03-09-15, 11:05 AM |
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد | ahmedona | 03-09-15, 11:18 AM |
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد | Mohamed Yousif | 03-09-15, 12:01 PM |
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد | Mohamed Yousif | 03-16-15, 12:43 PM |
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد | Mohamed Yousif | 03-19-15, 06:34 PM |
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد | Mohamed Yousif | 03-19-15, 10:21 PM |
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد | سيف النصر محي الدين | 03-20-15, 02:03 AM |
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد | Mohamed Yousif | 04-10-15, 03:23 PM |
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد | Mohamed Yousif | 04-13-15, 07:31 AM |
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد | Mohamed Yousif | 04-15-15, 09:31 AM |
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد | Mohamed Yousif | 04-16-15, 08:59 AM |
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد | Mohamed Yousif | 04-16-15, 09:39 PM |
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد | Mohamed Yousif | 04-18-15, 10:29 AM |
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد | Mohamed Yousif | 04-20-15, 10:38 AM |
Re: الخلافة الاسلامية ... وبعد | Mohamed Yousif | 04-26-15, 08:01 AM |
|
|
|