|
Re: نساء الطوارق .. يخترن شريك الحياة ويتفاخرن بالطلاق ! (Re: mwahib idriss)
|
نواكشوط - محمد أبو المعالي
سكينة أبوبكر امرأة في خريف عمرها تنحدر من إقليم «أزواد» في شمال مالي حيث موطن قبائل الطوارق البدو الذين يعيشون متنقلين في تلك الصحراء بين مالي والنيجر والجزائر وليبيا، لا يعبؤون بالحدود المصطنعة بين تلك الدول، التي يقولون إنها قسمت صحراءهم التي استوطنوها منذ آلاف السنين بين دول لا تلقي لهم بالا ولا تهتم لأمرهم.
كانت «سكينة» سيدة قريتها الواقعة على بعد عشرات الكيلومترات شمال مدينة تمبكتو التاريخية بشمال جمهورية مالي، حيث تملك قطعانا من الإبل والغنم وبعض الحمير، ولها زوج يتولى رعاية الماشية وإنجاب الأطفال والسفر مع رجال القرية في رحلات جلب المؤونة والملابس وبيع الملح، فضلا عن كونها محاربا ماهرا كما هو شأن معظم رجال الطوارق، وفي بداية تسعينيات القرن الماضي ومع بدء الجيش المالي عمليات عسكرية ضد المتمردين الطوارق واجتياحه القرى والمخيمات في إقليم أزواد، نزحت «سكينة» مع المئات من بني جلدتها من الطوارق لا تحمل معها إلا ملابسها وابنيها، إلى مخيم للاجئين قرب مدينة «فصالة» الموريتانية على الحدود مع مالي، وفقدت زوجها «حمة» الذي قتل في تلك الأحداث، كما تركت وراءها ثروة كانت تملكها وتسيرها باعتبارها امرأة في مجتمع الطوارق حيث تمنحها التقاليد حق التملك واتخاذ القرار والتدبير في المجتمع وحتى اختيار شريك الحياة.
تقول «سكينة» إنها لما تيقنت من ضياع ثروتها ومقتل زوجها، قررت بدء حياة جديدة فاختارت لنفسها زوجا من الرجال الذين نزحوا إلى مخيم اللاجئين في شرق موريتانيا، وتوجهت معه إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط حيث عمل مشرفا على مجموعة من المراحيض العمومية في وسط العاصمة، أما هي فتزاول مهنة تطريز ملابس النساء مما يدر عليها دخلا متواضعا للإنفاق على أسرتها، في حين يعود الزوج كل مساء بمحصوله المتواضع ليسلمه لسيدة البيت.
عادات لا تغيرها الأيام
تقول سكينة إن عادات الطوارق وتقاليدهم لا تتزعزع رغم نكبات الدهر وتبدل الظروف، وأنه لا يوجد في الحياة ما يستحق التنازل عن تلك القيم والعادات، فحين كان الرخاء ورغد العيش وسط قطعان الابل والغنم والحمير التي ورثتها عن أمها، كانت هي المالك والمتصرف الأول والآمر الناهي باعتبارها المرأة، وحينما ضاع كل شيء في غمرة الحرب الأهلية ولجأت إلى النزوح بنت أسرتها من جديد واتخذت لنفسها زوجا، مصرة على تسير حياتها الأسرية كما كانت، فهي ربة الأسرة وهي السيدة الأولى فيها، وهي من اختار الزوج وتستطيع بفعل التقاليد أن تطلب منه متى شاءت الطلاق ومغادرة البيت - لكنها لا تنوي ذلك كما تقول - وحين تفعل فليس بإمكانه أن يأخذ معه إلا ما تعطيه.
سكينة هي نموذج للمرأة في مجتمع الطوارق الصحراوي الأمومي، الذي تعود الكلمة الفصل فيه إلى الجنس اللطيف، رغم خشونة حياة الصحراء وقساوة الطبيعة وشظف العيش، لكنها سيادة على البيت تنالها المرأة مقابل ما تؤديه من أعمال شاقة ومسؤوليات جسام في المجتمع.
|
|
|
|
|
|
|
|
|