|
لمة الجارات على قهوة الصباح
|
لمة الجارات على قهوة الصباح احلى لمة .
كانت جدتى عيشة بت نفيسة بت باشاب ، ما تستغربو للاسم الذى لا يحوى على اسم الاب و سوف آتى لهذا لاحقا، كانت تتكى حلتها على الكانون نحو السادسة الا ربع صباحا و تتكى هنا تعنى ان الحلة انتهى طبخها و تم تكيها على جانب الكانون لتستمر دافئة بينما وضعت كافتيرة الشاى لتسخن على الفحم الذى وهنت ناره و اكتسى ببياض الرماد.
صارت حبوبة عيشة ارملة فى عز شبابها فقد توفى عنها زوجها المحسى الغريب عبد الله الملقب بود الكابتن لوسامة وحسن هدام عام 1946 م ووالدتى ما زالت طفلة صغيرة. حاجة عيشة لم تجلس فى البيت تندب حظها فقد كان لها ثلاثة من الاطفال لملمت احزانها سريعا و عرفت طريق السوق تشترى الاشياء جملة و تعيد بيعها بالقطاعى و آخر الشهر تلم فلوسها التى تعينها على اعباء حياتها.
وسط هذا وذاك لم تكن تفوت لمة نسوان الشارع و ربما شوارع اخرى فى مسقط راسى حلة الدناقلة جنوب جوار المسجد.
كانت نسوة الشارع يتجمعن حول الجبنة ذات البن العالى الريحة و الشرقرق و باقى العدة و الفناجين تترع ثم تفرغ ووسط هذا وذالك ترتفع الضحكات: الله يجازيك يا ممسوخة . زينب خضر بلسانها الفالت و نكتتها المحببة و بديهتها السريعة لا تتركهن يشربن القهوة بسلام ولكن بمزاج مزاج التسامر و القعدة النسائية الصباحية و الونسة و القهقهة بدون ثقالة رجال ووجع راس.
ذاك الشارع العجيب كانت تسمى فيه البيوت باسماء من سكن فيه من نساء وليس من رجال لانهن كن نسوة رسمن بشخصياتهن الفريدة تضاريس ذاك الشارع.
يقال ان رجلا جاء يسأل فى ذلك الشارع عن بيت احدهم فوجد طفلا اجابه بانه لا يعرف اين بيت فلان ولكن داك بيت نفيسة بت باشاب وداك بيت بت الاسد وداك بيت بت الكاملين فقال له الرجل يا ولدى حلتكم دى ما فيها رجال؟
|
|
|
|
|
|
|
|
|