Quote: البشير يتصرف بضوء أخضر من أمريكا ولا يعرف التداعيات.
أحسستُ برائحة الشماتة الـ"نيرونية" تنفث من كلمات المشير البشير، وكأنه حقق إنجازاً جباراً بتمزيق النسيج الاجتماعي لمواطنيه، وتفكيكه لوطنه، وتخريبه لبيته بأياديه وأيدي الأمريكيين وغيرهم من منافقي الغرب.
رئيس جبــان، ضحى بأمن وطنه من أجل أن يضمن سلامته الشخصية وإن ينال الرضا الأمريكي، وأن ينجو من شِراك محكمة لاهاي.
استدرجته أمريكا - وهي التي اعتادت أن تخادع ثم تغدر بكل المغفلين- بأنها ستضمن لـ"وحيد القرن" سلامته إن نفذ لها أجندتها. وقد نجح الكركدن البلـيد " نجاحاً باهراً" في تمزيق وطنه بينما فشل في تأمين سلامته الشخصية، حيث الابتزاز الأمريكي ما يزال مسلطاً فوق عنقرته.
وحق لنيرون أن يحتفي بإحراقه روما، وأن يشمت بأهل الجنوب اليوم، وبأهل الغرب غداً، وبأهل الشرق ربما بعد غدٍ، حيث ليس للشماتة قيود، وليس للبلادة حدود.
وحق له أن يرقص فوق سفينة الوطن المتداعية التي أحدث في جدرانها من الثقوب والشقوق خلال ربع القرن الماضي ما يحتاج لمعجزة لإعادة ترميمه وإصلاحه.
غالبية السودانيين كانوا يشعرون بالخجل وهم يشاهدون "المشير" قبل عامين جالساً وسط الرؤساء الحضور في جوبا وهو "يحتفل" بانفصال الجنوب، أما اؤلئك السودانيين الذين استمعوا إلى تصريحه وشماتته يوم أمس ،ومن خلال عدد من الفضائيات الإخبارية العربية، فليس لدي شك أنهم كانوا يشعرون جميعاً بالعـار من هكذا رئيس.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة