Quote: يمكن تعريف الاستلاب بأنه وقوع الكائن العاقل، الذي يمتلك حيزاً من التفكير العادي، والمتفاعل مع محيطه بالضرورة، في موقع الأسر الكلّي، وشبه المطلق، لفكــرة ما، أو لمقدرة أكثر تأثيراً من مثيلاتها، بحيث تكون اللولب الجوهري الذي تدور في فلكه كلّ المسمّيات الأخرى، وبحيث تكون هذه المقدرة بمثابة الرأس الموجه، والذي يطلق العنان لأنفاسه التي تتلقفها ذوات أخرى ليست بنفس السوّية الفكرية، ولكنها بالضرورة متأثرة بما تتلقفه من المحيط الذي وقعت في أسره من كل الجوانب .
هذا حال أغلب رعايا دَولة جنوب السودان المُتواجدون بيننا هُنا وفي الأرض، وإلا فما هو السبب الذي يجعلهُم لايزالون بيْننا بعد أن قالوا بإضطهادِنا لُهم بالأمس القريب حين كان السودان واحِد عليل، وإسْترقاقِنا لآباءهم وأجدادهم ومعاملتهم كمُواطنين مِن الدرجة الثانِية -رغم أن الدرجة التي يضعُها الشِمالي النيلي لهُم أقل مِن ذلِك بكثير.. الدرجة الثانِية مُخصصة للأحباش أرجوك والثالِثة لِلحلب البيض الميامين.. مِثل مونيكا ويلْيم التي مدحت الرسول (ص) في لحظة شعْشعانية نادِرة إنْتابت حَيِز أمْ دُرمان.. حليلا ياخ وأخ خ خ خ-؟!
بحثت عن إسم الحالة المرضِية التي تلي حالة الإسْتِلاب المُسْتفحِل والتي تجعل صاحبُها في وضع كاره -هكذا- لِكُل ما كان يعبده ويعجبهُ ويسْتحسنه ويذهلهُ ويدهشهُ، في الطُوْطم الذي شَيده في مخيلته.. فإن كُره الجنوبي الذي عاش وترعرع وتعلم وأصبح يمشي في أسواقِنا، هذا الكُره -وأنا لسعيد بِهِ وفرِح فهو مُنبه لنا ومُحذِر- إن دل فإنهُ يدل على حالة مرضية جديرة بالإهتِمام والحذر، أعني الحذر مِما يجول في صدره مِن حقد وحسد وتمني السيئات!
نعم هُناك إسم لِإنْتِقال المرء مِن حالة الإسْتِلاب إلى كُره الذي إسْتلب فكره
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة