هذا أكثر ما المني وأوجعني في رحيل محجوب شريف

Quote: رحل محجوب شريف، وفي آخر قصيدة له التي أتى بها (الدكتور ابراهيم عبدالحليم) قال في مطلعها: (صفِّــقوا وغــنُّوا دقوا الترمبيتة) فهو رجل مسكون بالأمل، وهو يعرف أنه مهما تراكمت الغيوم السوداء، ومهما تكبر وتجبر المتأسلمين واللقطاء، ومهما اكفهرت السماء فإن المطر قادم، والوعد قادم، وأن سيل الثورة سيغسل الأرض من كل تلك الأدران والأوساخ: (سلميلي علي البحسو بكل نبض الارض ديه وسلمي لي علي مهيريات شهيدن نارو حية وسلمي لي علي رفاقي وعن حياتهم قولي ليَّ وسلميلي علي حبايب في زوايا المغربية وقولي ليهم حبو غنو الدنيا ما زالت ندية وما حنقبل في وطنا الغالي دية وما بنخلي وطن سبية ولا وطن زوجين وحارس وبندقية) محجوب وقبل أن يغمض عينيه رأى شباب تونس ومصر وغيرهم يُشعلون الثورات هنا وهناك ويُسقطون أنظمة قاهرة عتية كانت متحكمة في أقدار الناس وأقواتهم وفي نهب ثرواتهم لصالح اللصوص والملياديرات وما تزال الثورات هناك مستمرة، ومحجوب لم يغمض عينيه إلا بعد أن تأكد أن الثورة السودانية قادمة لا محالة. رحل الوطن محجوب، لكن كلماته المتفائلة بالغد المشرق سوف تظل حية و باقية تستنهض الهِـمم: (حِـبوا غنوا الأرض ما زالت ندية) (وما حنقبل في وطنا الغالي دية وما بنخلي وطن سبية ولا وطن زوجين وحارس وبندقية) هذه ملخص وصية محجوب أخي محمد البصير: (حِـبوا غنوا الأرض ما زالت ندية) (حبوا غنوا الأرض ما زالت ندية)