|
Re: رحيل محجوب شريف…ما يبعث على الفخر قولا.. (Re: د.محمد بابكر)
|
=
رحل محجوب شريف، وبقيت مواقفه المشرفه محجوب، الذي لم ينفصل يوماً واحداً عن أهله البسطاء في وطنهم (الحدادي مدادي) لا تدري في مقطع قصيدته في الأسفل هل يصف زوجته، أم وطنه، أم شعبه أم يصف نفسه، فجميعهم أندمجوا في نواة واحدة، فلا انفصال ولا انفصام بين حضن الوطن/الزوجة، ونبض الشعب، وروح محجوب.
Quote: ((يا بلادي .. يا بلادي .. يا بلادي وكلمة منك جمرة للفداء في فؤادي يوم اجيك وعلي جبيني وسم عنادي ولا مُتّ وراي يجيك يعتب جوادي ولا خُفت وفتَّ منك غادي غادي ** انتي ما الحضن البلِّم من ساحة هارب ولا البِّنكِّس راسو من الذلة شارب ولا البِّدس الراية في قش المغارب انتي ساحل لما عصف الموج يضارب وانتي صافي النبع في سكة محارب وانا وانتي حدين سيف سنين وسوا بنحارب ** سلميلي علي البحسو بكل نبض الارض ديه وسلمي لي علي مهيريات شهيدن نارو حية وسلمي لي علي رفاقي وعن حياتهم قولي ليَّ وسلميلي علي حبايب في زوايا المغربية وقولي ليهم حبو غنو الدنيا ما زالت ندية وما حنقبل في وطنا الغالي دية وما بنخلي وطن سبية ولا وطن زوجين وحارس وبندقية)) |
ولا أعتقد أن محجوب وهو يحزم أمتعته ويغادر كان مهتماً بأن يخلف وراءه الودائع والحسابات المصرفية والأرصدة البنكية التي كانت حكومات النهب المتعاقبة على استعداد لبذلها أمامه وبإشارة من أصبعه إن كان محجوب من النوع: (البِّنكِّس راسو من الذلة شارب ولاَّ البِّدس الراية في قش المغارب)
Quote: فهو اروع من تناول قضايا شعبه فى سهولة قربته لافئدة الملايين |
نعم.. محجوب كان يعرف ببصيرته التي تستشرف البعيد كيف يستثمر في المستقبل، وشاءت له الأقدار وقبل أن يغمض عينيه أن يرى الشباب وبسطاء الناس ينهضون ويُشعلون الثورات هنا وهناك يهدون (جدار الظلم الطاغي) ويُسقطون أنظمة قاهرة عتية في تونس ومصر وغيرها، كانت متحكمة في أقدار الناس وفي نهب ثرواتهم لصالح اللصوص والملياديرات. محجوب كان على يقين أن انحيازه غير المفتعل لبسطاء شعبه، سيجعل أرصدته تتراكم بأرقام مليارية فلكية في قلوب مُحبيه داخل السودان وخارجه. وقد نجح في تثبت إسمه في سجل الخالدين ليس في السودان فقط، وإنما بين عظماء الإنسانية جمعاء.
رحل الوطن محجوب، لكن كلماته المتفائلة بالغد المشرق سوف تظل حية و باقية تستنهض الهِـمم: (حِـبوا غنوا الأرض ما زالت ندية) ((وما حنقبل في وطنا الغالي دية وما بنخلي وطن سبية ولا وطن زوجين وحارس وبندقية))
(حِـبوا غنوا الأرض ما زالت ندية)
العزاء لكم أخي الدكتور محمد بابكر وكلماتكم المؤثرة.. والعزاء لكافة البورداب، بل العزاء للإنسانية جمعاء ... .. .
|
|
|
|
|
|
|
|
|