ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-30-2024, 02:27 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-22-2014, 03:28 PM

عادل البراري
<aعادل البراري
تاريخ التسجيل: 01-07-2013
مجموع المشاركات: 4051

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: Abdel Aati)

    Quote: فلترحمه السماء ان ارادت اما موقعه في تاريخ شعبنا فسلبي ..


    كتب دكتور ( عبدالسلام نورالدين ) في جريدة الميدان الناطقة بلسان الحزب الشيوعي السوداني في عددها 2792 – الخميس 20 مارس 2014

    Quote: قد ذهب في غيبة كبري ذلك الفذ في تجليات الظهور والخفاء(1-2): محمد ابراهيم نقد 1931 – مارس 2012

    د- عبدالسلام نورالدين

    -1-

    محمد ابراهيم نقد – عبدالرحمن المهدي- علي الميرغني واسماعيل الازهري

    قد هز رحيل محمد ابراهيم نقد في الثاني والعشرين من مارس( 2012 ) أعماق بحيرات المشاعر في الشعب السوداني، فاضطربت ثم فاضت حينما تخلى بعد نزاع مع عدو قد إستشرى في خلايا دماغه فدمرها - عن فضاء السودان الواسع ليغمض عينية إلى الأبد في حجرة صغيرة تستقر في وجدان أهل السودان ، وللمفارقة الجديرة بالنظر تضم تلك الحجرة أيضا رفات عبد الرحمن المهدي (1885 – 1959 ) وعلي الميرغني ( 1885 -1968 ) واسماعيل الأزهري ( 1900 – 1969 ) وإذا كان لعبد الرحمن المهدي إحدى كبرى الطوائف الدينية ( الأنصار ) وحزب نافذ (الأمة) وثروة طائلة (دائرة المهدي) وتراث أب قاد مزارعين فقراء وظاعنين بداة حفاه من كردفان والجزيرة ودارفور ليقهر بهم الامبراطورية البريطانية، أبان عصرها الذهبي في القرن التاسع عشر الميلادي، تعضدها الدولة الخديوية التي تستمد شرعية حكمها من تركيا ، الخلافة الاسلامية تبرر وترفع للسيد عبد الرحمن شأن ذلك المقام.

    وإذا كان لعلي الميرغني طائفة الختمية وحزب الشعب الديموقراطي وثروة طائلة لها أصول وفروع ومنقولات في مصوع والحجاز، وعطر يحمل اسمه من مصانع “الشبراويشي” في شمال وادي النيل ، وسند لا يتخلف من الدولة المصرية بوابة السودان الى عالم العرب والاسلام وثقافة البحر الابيض المتوسط تسوغ له الجدارة بالمكان، وإذا كان اسم اسماعيل الأزهري المؤسس الاتحادي (1900 – 1969 ) قد تماهى مع رفع علم الاستقلال ( يا عسكري ما تزدري علم السودان رفعه أزهري)، وقد التقت في شخصيته بتلقائية، العلمانية على الطريقة السودانية، التي اعلنت موت القداسة على أعتاب السياسة مع الرمزية الناعمة لأكثر الطرق الصوفية التي تتحلق حولها قبائل نافذة، تمتد من شمال السودان إلى أقصى الغرب، كالتيجانية، والعمراب والكتياب والكبابيش ودار حامد والجوامعة والفور، والعدد الغالب من قيادات الادارة الأهلية في كردفان ودارفور الى جانب الطريقة القادرية التي تتسور بالعركيين في شندي والجزيرة وأبوحراز والابيض والنهود وطريقة الشيخ الطيب البشير السمانية التي تسندها قبيلة الجموعية، وفي المقدمة الطريقية الاسماعلية التي أسسها جده الأكبر السيد المكي، تتحاماها البديرية الدهمشية والجابرية وبعضاً مقدراً من الركابية، ما يعزز عراقة الأزهري من القلوب التي لم تفارق بعد التحيز للقبيلة والطريقة.

    أما محمد ابراهيم نقد الملقب من معارفه الاقربين وأصدقائه المحبين “بود ملين” ، الذي لا سند له من طريقة او قبيلة أو أقليم أو ثروة، ولم يطف بخاطره يوماً أن يتسلق شجرة حسب أو نسب، فقد إخترق كل ذلك كما ظل يخترق بمقدماته المنطقية الصادقة مغالطات عشاق قلب الحقائق في الفكر اليومي ، فرفعه تقدير بسطاء السودانيين ومثقفيهم إلى مقام الصالحين الخالدين، إذ أدهشهم بفتون أن يفني شخص كل عمره منذ أيامه الأولى بالمرحلة الثانوية بحنتوب وحتى وفاته بلندن، ليجعل من السودان مكاناً لائقاً بمواطنيه. الجدير بالتوقف أن نقد يملك كل المقومات التي جعلت من بعض زملاء مقاعد الدراسة في مرتبة مساوية له أو أقل كحسن الترابي وجعفر النميري وآخرين لا حصر لهم ، أن يسيروا في اتجاة مغاير له، فبذلوا كل ما أوتوا من مواهب ومهارات، إما لترقية ذواتهم بمعايير الثراء أو الوجاهة أو قد برعوا في صناعة المكارة، فالحقوا دماراً كاد أن يكون شاملاً في كل أوجة الحياة في السودان، وظل نقد وفياً لمطالب دائرته الانتخابية التي تتشكل من كل الشعب السوداني.

    -2-

    عمر الجاوي – جاراللة عمر وعبدالخالق محجوب

    ظل محمد ابراهيم نقد إلي لحظاته الأخيرة رجل المهام العسيرة على كل المستويات – له موهبة فذة في إدارة الحوار مع الآخر، سواء كان خصماً لدوداً له سيبتسم جذلاً، إذا تاتي له أن يراه جثة هامدة ، أو معارضاً له من داخل صفوف حزبه يسمه باليمينية أو الانتهازية الفكرية، أو مفاوضاً كثير الاضطراب ، يقدم إليه رجلاً ويؤخر أخرى. المثير للدهشة دائماً، قد لا يتحقق لنقد كل ما يصبو إليه من المقاصد النهائية في حوارته المتعددة مع الأفراد والجماعات ، ولكنه يخرج دائماً بتقدير وإعجاب الطرف المناوئ له ، والأهم من ذلك تغدو القضية موضع الاختلاف والنظر، أكثر وضوحاً وأقرب إلى الإفهام بفضل نهج نقد ، الذي يفضل الوصول إلى الحقيقة المجردة ، عبر المحسوس والملموس في القياس المنطقي.

    تمتع محمد أبراهيم نقد بجسارة وانسانية عمر الجاوي* من وهط لحج وعدن و قدرات نفاذ جاراللة عمر * إلى عقول وقلوب أكثر مناوئيه الذين يقفون على الطرف الآخر من الجسر، الشئ الذي حرض الصبي الذي قدمه الضابط عبد اللة السلال قبل سبتمبر 1962 لولي العهد الأمير البدر بن الامام أحمد، ليسوس له خيوله، فرفعته أكروبات السياسة في اليمن بعد عشرين عاماً من ذلك التاريخ من أستبلات حفيد الامام إلى قصر الرئاسة ، حيث رأى خطراً ماثلاً في جاذبية جار اللة ومواهبة واختراقاته في توحيد المعارضين لاستئصال نظامه ، فقتله بمكر لئيم بيد أصولي أعمى البصر والبصيرة.

    لقد كان لعقل عبد الخالق محجوب (1927 -1971 ) جبروت النار التي تلتهم كل شئ أمامها ، أما عقل نقد فله نفاذ الماء الذي هادئا ينساب، يغمر ولا يجتاح .

    نافح عبد الخالق طوال حياته أن يظل مفكراً طليعياً لنفسه ولحزبه ولشعبه، أما محمد ابراهيم نقد فقد نافح طوال حياته ليفكر مع نفسه وحزبه مع شعبه ، ولا بأس لديه أن يصيب ويخطئ في سبيل ذلك . كان عبد الخالق إذا مشى أسرع وإذا تحدث أسمع وإذا هاجم أوجع ،أما نقد فقد كان مع أسرته وحزبه وشعبه إبناً وأخاً وأباً وقائداً، في انسجام و اتساق ونسق، وليس على اللة بمستنكر أن يجمع “مشو” والقطينة والمناقل وكل العالم في نقد.

    -3-

    منازل ليلة القدر لها في القلوب منازل:
    لو أن قد نزلت ليلة القدر على ذئب لكان الأثير من مطالبه : أنفذي بي يا ليلتي “الليلية” حيث قطيع من الغنم في بادية السودان الشرقية أو الغربية، وسأدبر بعد ذلك أمري بنفسي، ولو نزلت ليلة القدر على جهبوذ من الأشاوس الميامين في المؤتمر الوطني، وقد أحسن من قبل الدكتور حسن الترابي تأدبيه وتدريبه على تطبيقات فقة الضرورة ، لكان مطلبه الأثير: تمكين من أخمص قدمي إلى مفرق شعري، بحكم لا يزول ومال لا يحصى ولا يدول ، ونساء لهن أعجاز التبلدي ومأذون شرعي يدور معي حيث أدور وسأدبر بنفسي بعد ذلك كل شئ في يسر تام. ولو نزلت نفس ليلة القدر على محمد ابراهيم نقد لجالسها بأدب وود ليجاذبها أولا أطراف الحديث لمعرفه أحوالها وأسرارها ولسألها على طرائقه في مزج الطرافة بالسخرية الباردة التي يطلق عليها السودانيون “المساخة” المحببة ثم ساءلها ولماذا يا سيدتي لا تنزلين على كل الشعب السوداني دفعة واحدة فيرتاح وترتاحين منه الى الابد فتتفرغين بعد خلو خاطرك من متاعب السودانيين لقضاء شئؤونك الهامة الاخرى وعلى اية حال – لست بالمستغني عن تنزلات فتوحاتك المباركة ، ولكني كفيل بتدبير أمري ، إذا زالت الكروب التي تتناوب في تصاعد منتظم على سودان الجن هذا.

    محمد الحسن العسكري :
    حينما تعددت وتكاثرت مقاتل الطالبيين*( ابناء واحفاد على بن ابي طالب – الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية وعلي زين العابدين على ايام بني أمية 662 إلى 750)، ثم أزدادت تصاعداً في الزمان العباسي الأول ( 750 -862 ) صاغت الشيعة الأثنى عشرية عبر تشكلها الدرامي الدامي، عقيدتها في المهدي المنتظر الذي يظهر ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً . خرج محمد الحسن العسكري (260ـ 329هـ))، الامام الثاني عشر الذي تجسدت فيه سمات وقسمات وشروط المهدي المنتظر، للنهوض بمهامه الشيعية المقدسة، فتدافعت لقتله جحافل جيوش العباسيين وحاصرته من كل الكوى والزوايا والأركان، حتى استحكمت عليه الحلقات من كل جانب، في تلك اللحظة التي لا توأم لها أو نظير، أنشق رضوى الذي أنتصب أمامه جبلاً فالقى بنفسه في جوفه وعاد الجبل إلى سابق عهده في استوائه على عروق الأوتاد ( وجعلنا الجبال أوتاداً) وما زال الامام الذي ولج رضوى في أنتظار الوقت ( ساعة الصفر) مستتراً ليتجلى في رجعة كبرى للخلاص الأخير للأثنى عشرية وكل العالم الذي ينتظره بشوق لاهب.

    الفرق بين الفرق: الشيعي والشيوعي:
    مع مراعاة فروق الوقت في المكان والمطالب والمنهج في الزمان، وإذا جاز لنا استعارة ولو إلى حين “مفارقات الأشباة والنظائر” التي برع فيها المستعربون السودانيون في الأسماء والصفات، فقد كان في محمد ابراهيم نقد شيئاً من المهدي الامام محمد الحسن العسكري فكلاهما يحمل نفس الاسم الحبيب لدى كل مسلم – محمد بن عبداللة – الجدير بالذكر أن نقد اللة هو عبد اللة في لغة الدناقلة.

    واذا كان محمد الحسن العسكري إماماً فذاً لدى الشيعة الأثنى عشرية، له حوزة في المقام الأرفع لا يدانيه فيه الا جده علي بن أبي طالب، الذي مات شهيداً فقد كان أيضا محمد إبراهيم نقد ( إماما) قائداً فذاً في الشيوعية، التي كان أحد مجدديها دون ضجيج ( الغاء الاستغلال – ديمقراطية التعددية الحزبية – العدالة الاجتماعية والقضائية – المجتمع المدني – حقوق الانسان) يبدو أن لا فرق بين الشيعي والشيوعي في أحرف الهجاء سوى الواو التي تقلب في العربية ياءاً أو تدغم فيها وتخلتط وتتداخل الأحرف والمعاني بين الشيوعي والشيعي لدي بعض عامة المسلمين، هذا إذا اسقطنا كيد المدلسين والمغرضين العرب لينبهم الفرق بين الفرق. الأعجب من كل ذلك فإن الأستاذ عبد الخالق محجوب الموهوب في النطق والقراءة والكتابة والخطابة في العربية والانجليزية، يميل إلى الياء حينما ينطق الحزب الشيوعي . وبالمثل فقد احتل محمد ابراهيم نقد مركزاً شاهق العلو في البيت المرفوع ذي الجوانب الفساح، الذي أرست قواعده الحركة السودانية للتحرر الوطني من العام 1945 وأستقر فيه وأطل من شرفاته وزاد عن عرصاته بعض الوقت أو كله، عبد الوهاب زين العابدين وعبدة دهب وعوض عبد الرازق وعبد الخالق محجوب والتجاني الطيب وعبد الرحمن عبد الرحيم الوسيلة ، وأحمد سليمان والجزولى سعيد وقاسم أمين والشفيع أحمد الشيخ وإبراهيم زكريا وعزالدين علي عامر ومحمد السيد سلام وكامل محجوب وشيخ الامين ويوسف أحمد المصطفى وبرقاوي وحسبو ابراهيم وشاكر مرسال وحسن سلامة وحاج الطاهر أحمد والطاهر عبد الباسط والرشيد نايل وحسن الطاهر زروق وعبدالطيف كمرات ويوسف عبد المجيد الجعفري وحاجة كاشف وخالدة زاهر وفاطمة أحمد ابراهيم ودولة محمد الحسن وحسن شمت وآخريات وآخرين كثر لا يتسع المجال لذكرهم . وإذا كان عبد الخالق محجوب واسطة عقد شهداء الحزب الشيوعي فقد جعل محمد ابراهيم نقد لتلك الشهادة شعل لا تنطفئ ، لتلهم الأحياء ولتبقي جذوة عبد الخالق متقدة متأججة الالق لدي شباب ولدتهم أمهاتهم في تلك الليلة التي داعب فيها عبد الخالق شانقه السجان قائلاً : أرجو أن يكون حبلكم متيناً فقد تاكم رجل من الوزن الثقيل.

    وأذا كانت الغاية الكبرى من وجود وخروج وغيبة ورجعة المهدي المنتظر أن يملأ الدنيا قسطاً وعدلاً، بعد أن ملئت جوراً وظلماً فتلك هي أيضاً ما كرس محمد أبراهيم نقد حياته لها ، منذ أن مست خطاه على نهايات صباه، عتبات مدرسة حنتوب الثانوية بود مدني في النصف الثاني من عقد الأربعين 1948 وحتى فاضت روحه بلندن في الثاني والعشرين من مارس 2012 ، باختلاف في ديباجة الخطاب وطرائق طرح المقدمات واستقراء النتائج والنظر في السنن الكونية، ويمكننا أن نقول يعود ذلك الخلف والاختلاف في النظر والتطبيق بين الشيعي الذي استتر والشيوعي الذي حضر ، تلك الفجوة في حركة الزمان التي تقدر ب 1273 عاماً تقريباً، التي تفصل بين محمد بن عبد اللة المهدي المنتظر الشيعي ومحمد بن عبد اللة نقد اللة الشيوعي السوداني وبينهما خرجت الحضارة الاسلامية من التاريخ وصدر البيان أن الرأسمالية التي أضحت نظاماً عالمياً ليست نهاية التاريخ.

    زاول الائمة الهداة من الشيعة الاثني عشرية “العمل السري” لازالة الملك العضوض للأمويين والعباسيين من دار الاسلام، وكان لابد خضوعاً لضرورات نشر تعاليمهم وتعبئة الجماهير، إعمال الذهن لتموية المظهر وتغيير الاسم وإبداء ما يخالف المخبر، ولما كان الكذب من أيات المنافق في الإسلام فقد صاغوا وأضافوا مبدأ “التقية “ إلى معتقداتهم ، بأن يجوز للداعي الشيعى أن يبدي خلاف ما يبطن للنجاة من مطاردات وبطش الطغاة ، فكان لكل داع أكثر من أسم وصورة وفكر ظاهر وآخر باطن، وفقاً لمقتضى الحال في الاقاليم التي يجوسونها لانهاضها ، ولم تكن الغيبة والاستتار والرجعة سوى الترجمة الذرائعية المؤقتة للمبدأ الجديد، الذي أضيف إلى منظومة العقائد التي وطنها محمد الباقر وجعفر الصادق بناة المؤسسة الأثني عشرية، ولابد أن قد كانت لمحمد الحسن العسكري المهدي المنتظر الذي استتر، أسماء وتنكرات وتزاويق في الكلام، لينفذ بها في كل مرة إلى مراميه وغاياته ،ولما ضاقت عليه الحلقات التي أحكمها الذين أحترفوا ذبح الطالبيين، إنفرج الجبل رضوى فاستتر محمد الحسن العسكري في جوفه متحرفاً لرجعة كبرى ينشر فيها العدالة الاجتماعية في دولة الشيعة الأثنى عشرية الفاضله.

    لم يكن محمد ابراهيم نقد الذي تمرس على فن الأستتار في رضوى الشعب السوداني، والظهور في كل مرة إلى العلن على صهوات صافنات إنتفاضاته الظافرة، حتي كاد أن يجعل منه علماً مستقلاً، ليس في حاجة أبداً إلى فقة التقية أو إلى إختراق الجبال، إذ كانت الأبواب مفتوحة في وجهه، ومسالك التسلل معبدة تحت أقدامه حينما تحاصره قوات الطوارئ بعد إعلان حظر التجوال، بعد وفي ثنايا الانقلابات التي تكاثرت على مواطني السودان كنصال الهموم التي ظلت تخترق صدورهم لاكثر من نصف قرن، أما كيف تأتي “لمحمد صالح” “وعبد الرحمن” وتعددت الأسماء لمحمد ابراهيم نقد الواحد ، كلما دارت عليه دوائر العسس السري باجهزة رفيعة التقنية التي لم تتوفر لعمال وولاة الامويين والعباسيين، أن يصبح في غمضة عين فص ملح وقد ذاب في النهر، الذي يتجدد ماؤه على الدوام ، فقد ضن “نقد” بعلمه الخاص في هذا الشأن الشائك على الصحافيين وعشاق استطلاع الخبايا أن يفك لهم شفرته، وكانت له حجه مفادها أن لاتزال حلقة السودان الشريرة ( أنقلاب and ديموقراطية and أنقلاب ) دائرة فلماذا يفض أمام الجميع مغاليق فن أنتزاع الدسر(المسامير) من دواليب وأجهزة تشغيل محركات سفن النظم الاستبدادية . لا يخلو هذا الحجاج من وجاهة وأن كان لا يلبي تطلعات ذبذبات الإثارة في أعصاب أولئك الذين شد حامل الأسماء المتعددة، خيالهم الاسطوري والعلمي لسنين عددا، بقدراته الخارقة أن يكون خفياً وظاهراً في نفس المكان، وليس فيه في ذات الوقت ولكن حامل سيف الذكاء القاطع والأسماء والمواهب المتعددة والإرادة الحديدية ، يدرك بما لا يقاس أكثر من المتحلقين حوله لسماع القصص والأساطير التي تدور عن شخصه من فمه أو قلمه، أن العبء الأكبر في صناعة الألياذة التي أصبح بطلاً لها، يقع على مؤسسات حزبه التي ساهم وأشرف على استقلالها وفصل سلطاتها ، وفي مقدمتها في أوج المداهمات والسرية جهاز التأمين ، الذي نشأ منذ وقت باكر وشب ونما وتوطد على أكتاف كادر ينأى بالطبائع الشخصية للناشطين فيه، عن الاضواء ولغو الكلام ، وقد تربى وتدرب وأعجم عوده على التضحية ونكران الذات، ولما غاب جهاز التامين لحظة لعلل خارج إرادته وخارج مشيئة لجنته المركزية في حمى فوضى 19 يوليو 1971 حينما تولى التنظيم العسكري (وقد هدد محمد ابراهيم نقد قبل انقلاب 19 يوليو بحله) مسئؤولية ما أطلق عليها تحرير عبد الخالق محجوب من محبسه في السجن العسكري بالشجرة، قدم الأخير عنقه، ثمناً لذلك الغياب والقرار.
                  

العنوان الكاتب Date
ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد عادل البراري03-22-14, 10:25 AM
  Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد عادل البراري03-22-14, 10:30 AM
    Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد عادل البراري03-22-14, 10:30 AM
      Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد عادل البراري03-22-14, 10:32 AM
        Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد مني عمسيب03-22-14, 10:52 AM
          Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد فرح الطاهر ابو روضة03-22-14, 11:19 AM
            Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد عادل البراري03-22-14, 11:58 AM
          Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد عادل البراري03-22-14, 11:52 AM
            Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد عادل البراري03-22-14, 12:01 PM
            Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد Abdel Aati03-22-14, 12:04 PM
              Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد عادل البراري03-22-14, 03:28 PM
                Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد Abdel Aati03-22-14, 04:52 PM
                  Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد مصطفى عبيد03-22-14, 07:20 PM
                    Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد elsharief03-22-14, 08:39 PM
                      Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد Abdel Aati03-22-14, 10:50 PM
                    Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد dardiri satti03-22-14, 08:53 PM
                      Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد فرح الطاهر ابو روضة03-23-14, 11:14 AM
                        Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد أبو ساندرا03-24-14, 09:51 AM
                          Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد أبو ساندرا03-24-14, 11:19 AM
                            Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد أبو ساندرا03-24-14, 11:32 AM
                              Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد Abdel Aati03-24-14, 09:50 PM
                                Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد Abdel Aati03-26-14, 10:58 AM
                            Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد Abdel Aati03-26-14, 10:45 AM
                              Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد Abdel Aati03-26-14, 10:52 AM
                          Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد Abdel Aati03-26-14, 10:15 AM
                    Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد Abdel Aati03-25-14, 02:13 PM
  Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد Abdel Aati03-25-14, 01:42 PM
    Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد Abdel Aati03-25-14, 01:59 PM
      Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد فرح الطاهر ابو روضة03-26-14, 07:58 AM
        Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد محمد علي البصير03-26-14, 11:17 AM
        Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد Asim Fageary03-26-14, 11:20 AM
        Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد أبو ساندرا03-26-14, 11:54 AM
          Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد Abdel Aati03-26-14, 12:34 PM
        Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد عادل البراري03-26-14, 11:58 AM
          Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد عادل البراري03-26-14, 12:19 PM
          Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد Abdel Aati03-26-14, 12:51 PM
            Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد Abdel Aati03-26-14, 12:59 PM
              Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد Abdel Aati03-26-14, 01:03 PM
        Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد Abdel Aati03-26-14, 12:16 PM
          Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد عادل البراري03-26-14, 12:22 PM
            Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد عادل البراري03-26-14, 12:27 PM
              Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد Asim Fageary03-26-14, 12:54 PM
                Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد Asim Fageary03-26-14, 01:16 PM
                Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد Abdel Aati03-26-14, 01:19 PM
                Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد عادل البراري03-26-14, 01:25 PM
              Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد Abdel Aati03-26-14, 01:33 PM
                Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد عادل البراري03-26-14, 02:01 PM
                  Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد Abdel Aati03-26-14, 02:34 PM
                    Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد عادل البراري03-26-14, 06:57 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de