انا لله وانا اليه راجعون ..وفاة الاستاذ الصحفى طه على ..صاحب مجلة حضارة السودان.

Quote: كان الفقيد طه علي يحب العمل الصحفي وبالذات مجلته ذات الإخراج المميز وكان يقول عنها إنها بالنسبة له كإحدى كريماته تماماًـ لذا كان يتحرك بكل همة ومجهود عند التحضير لكل عدد رغم عامل السن ورغم إنه كان يعاني من مرض السكري، كان ودوداً طيباً، أذكر في إحدي المرات كان في مشوار بالقاهرة، وفي الطريق قابل من ابلغه بخبر وفاة العم جبرالله رفيقه وصديقه الأثير،فكان أن ترك المشوار وذهب على الفور للأستاذ فاروق أبوعيسى بمكتبه بدار المحامين العرب تسبقه دموعه، ذهب لأبي عيسى لأنه شعر في تلك اللحظة بأنه لايقوى على الأحزان لوحده، فواساه الأستاذ فاروق وذكّره بأن لاحيلة لنا في مثل هذا الخطب إلاّ الصبر والترحم على الفقيد الراحل،خرج بعد ذلك وأتي إلى مكتبه بالمجلة ووجهه مبلل بالدموع وبدأ يتذكر بعض مواقف وأحاديث صديقه الراحل، وفي اليوم التالي لذلك طلب من أحد المحررين كتابة نعي للراحل العظيم، ولما فرغ المحرر من صياغة النعى وسلمه المكتوب نظر فيه وفاضت دموعه من جديد وكادت أن تبلل الورقة فمسح الدمع بطرف عماماته وأطرق لبرهلة، لذا قلت سابقاً إنه كان ودوداً ومحبا لزملائه وأصدقائه كثيراً، تلك شذرات أجمعها من الذاكرة في لحظة الكتابة وأنا تحت ضغط الحزن، أسأل الله أن ينزل شآبيب الرحمة على عبده طه علي محمد مصطفى ويغمره بفيض من الغفران ،خالص العزاء لزوجته ورفيقة دربه السيدة الفاضلة سامية سليمان التي أحسنت رعايته دائماً وخاصة في أوضاع المرض العصيبة، والعزاء موصول لأبنائه وبناته ولكل زملائه وأصدقائه وعارفي فضله ولوطنه السودان.