.. كلمتان مؤلمتان قاسيتان ، على النفس البشرية في فراش الزوجية ..!! وما أكثرها بين الأزواج في وقتنا الحاضر ... في زمن تداخلت فيه أمور كثيرة وتشعبت ، حتى غدت الخلافات الزوجية لاتحل بأبغض الحلال عند الله ( الطلاق البائن ) فقد أضحى عدم قبول كل طرف بالآخر لايحل بالفرقة ، وإنما أصبح حله بالصمت والإنزواء حتى غدا الزوجين غرباء في عش الزوجية ، منفصلان عاطفياً ووجدانياً ، تجمعهم البطون عند تناول الوجبات ، وتختفي حينها طبيعة المعاملة الحميمة التي تؤكد عدم التوادد والإنسجام الوجداني بين الزوجين ، بعد أن أختارا الإنفصال العاطفي حفاظاً على الأولاد أو الأطفال ، لأن الإنفصال الطبيعي أي الطلاق يدخلهم في مشاكل ومسئوليات لا يحتملانها ويعرفون نتائجها أو ربما من جانب آخر موقعهما ووضعهما في المجتمع بشكل عام ، أضف الى سن الأبناء أو مراحل دراسة الأبناء ، ..
إذن نحن نعيش اليوم نظام حياة قاسي في دنيا الإنفصال العاطفي في الحياة الزوجية غير المعلن ، وهذا لم يتأت إلا بما فرضته ظروف حياتية حديثة متغيرة بتغير الواقع غير المستقر في متطلباته التي تتعقد يوماً بعد يوم ..!! حدثني أحدهم حديثاً مؤلماً كان يقطعه مجىء ورواح المضيفة ونحن على سفرية خارج إطار الإجازة السنوية ، حكى كيف أنه وزوجته بعدا عاطفياً لأكثر من سبعة أعوام متتالية لم يلتقيا في فراش الزوجية وهما على مقربة من بعضهما البعض ، ينام كل منهما على سرير منفصل ، وعن إطفاء النور ، لاحديث ولا كلام غير حديث شعاع الشمعة الخافت المتدلي على كتفي السريرين في غرفة شهدت ميلاد زفافهما افي ليلة حالمة ...، تدلى ذلك الشعاع وكأنه يواسي تلك الفرقة والجفا والحزن غير النبيل ...
لحظات صمت تواريها أشياء دفينة في دواخل كل منهما حتى غدت بل أصبحت حالة مزمنة صعبت على طبها وطبيبها ، بعد أن تعودا عليها سنين عددا ، وحين يأتي الضيوف والخلان تجدهما ضاحكين مستبشرين لايشك فيهما أحداً قط بل ( يتفننان ) في تجازب أطراف الحديث وتنوع أحداثه ..
تلكم أحبتي هي حياة زوجية من نوع آخر ، ذلك النوع الذى لا يبوح به أحد حتى لأقرب المقربين لهما ، ويفضلان الصمت ، ذلك الصمت الذى هو أقسى من صمت القبور وألمه عند فاقده ... اللهم لطفك وغفرانك لكل من عاش تلك التجربة ويعيشها ... وتحيتي ... محمد مختار جعفر
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة