|
ما بين وثبة عمر البشير ووثبة ماو زيدونج!
|
في عالم السياسة ارتبطت مصطلحات أو عبارات معينة بأشخاص فأصبحت لاتذكر إلا وذكروا، ومن تلك المصطلحات “الوثبة الكبرى للأمام” والتي ارتبطت بالزعيم الصيني ماو زيدونج، وحيث أن عمر البشير استعمل مصطلح الوثبة في خطاب مفاجأته المثير فلابد من مقارنة بين الاثنين! بالنسبة لماو سألجأ للمقال المكتوب عنه في الويكيبيديا الإنجليزية كمصدر!
ماو:
كان إبنا لمزارع صيني ثري، وبمعنى آخر فإن ماو ولد وفي فمه ملعقة ذهب كما يقول التعبير، وبدلا من أن ينظر باحتقار واستعلاء للفقراء كعادة أبناء أثرياء الإقطاعيين (باشوات مصر مثلا) فقد اعتنق الفكر الشيوعي الذي يتعاطف مع الفقراء والمحرومين وكان يحلم بالمساواة بين الناس في الصين وقد حقق ذلك! والد ماو كان فلاحا فقيرا استطاع بجهده الخاص أن يصبح واحدا من أغنى أغنياء المقاطعة، وربى أبناءه على الانضباط وكان يضربهم تأديبا!
عمر البشير: إبن عامل زراعي، ولد فقيرا فأصبح يحلم بالانضمام لزمرة الأثرياء والابتعاد عن زمرة الفقراء الذين ولد بينهم. تحكي والدته أنه ضربها وهو طفل! حقق حلمه فبعد أن كان الشعب السوداني يتكون من طبقة واحدة قسمه لطبقتين: طبقة محدودة العدد من الأثرياء جدا وطبقة غالبية الشعب من المسحوقين، وتربع هو وإخوته في كافوري إلى جانب الأثرياء!
ماو: التحق بجامعة بكين التي أسهمت في تطوره الفكري وكونت في عقله فكرة واضحة عن خط السير الذي يريد أن يسلكه وعلمته كيفية التفكير السليم!
عمر البشير: لتحقيق طموحاته بأقصر طريق التحق بالكلية الحربية السودانية التي تعلم فيها أن الناس ينقسمون لقسمين أحدهما ـ الذي يحمل السلاح ـ سيد للآخر: العسكر والملكية ! وتعرض لبرنامج تدريب قاسي يشتمل على مختلف أنواع التعذيب الجسدي والنفسي ظن من وضعوه أنه كفيل بتحويل الطلاب الحربيين لأبطال لكنه في حقيقة الأمر يحولهم لمرضى نفسيين يهوون تعذيب غيرهم وإهانته ويعتبرون ذلك شيئا طبيعيا، وأهمم شئ في ذلك البرنامج غرس الطاعة العمياء والغاء القدرة على التفكير فالقدرة على التحمل والتظاهر بالشجاعة أهم من القدرة على التفكير في نظر من وضعوا ذلك البرنامج!
ماو: اعتنق الماركسية وهو طالب في الجامعة وأصبح عضوا مؤسسا في الحزب الشيوعي الصيني، وحد معظم الصين تحت الحكم الشيوعي و أصبح همه الأول تحقيق العدالة الاجتماعية في الصين وتحويلها لدولة صناعية ! كان وراء الخطة الخمسية الأولى التي وضعت الصين في طريق التحول لتكون ماهي عليه الآن: أكبر قوة صتاعية في العالم!
عمر البشير التحق بتنظيم الإخوان المسلمين وتعرض لغسيل مخ مستمر يقول بأن حل جميع مشاكل السودان يتمثل في شئ واحد هو قطع يد السارق وجلد الزاني، وأنه حالما تطبق الحكومة هذه الحدود ستنفتح أبواب السماء بماء الخير والبركة وستنفتح كنوز الأرض وسيشبع الجوعي ويجد المرضى العلاج ولن يكون هناك فقراء وسينتصر الجيش على المتمردين وتحل جميع المشاكل ويصبح السودان دولة عظمى تتفوق على الدولتين العظميين، فكان كل برنامج ذلك التنظيم وتخطيطه للمستقبل هو عبارة واحدة: تطبيق الشريعة! انقض عمر البشير وتنظيمه الإخواني على النظام الديمقراطي بذريعة سوء الأوضاع الاقتصادية والعسكرية والأمنية، دون أن يكون لديهم أي برنامج أو تخطيط لما سيتبعونه، تحت شعار التمكين جعلوا الدين مطية للدنيا فاستولوا على ثروات البلاد وتطاولوا في البنيان وتزوجوا مثنى وثلاث ورباع وناموا متخمين وجيرانهم جوعى ولدهشتهم الشديدة لم تتجاوب السماء معهم ولم يعترف الله سبحانه وتعالى بحكومتهم كممثل له ولدينه وشريعته فانهالت المصائب والكوارث على البلاد، فقد السودان نصفه الجنوبي في عهده!
ماو: أنقذ ماو الصينيين من إدمان الأفيون والكسل وحولهم لشعب أشتهر بأنه أشد الشعوب اجتهادا في العمل!
عمر البشير: اتشر في عهده استعمال المخدرات بين السودانيين وأصبح الخليجيين يتندرون بنكات كسل السودانيين!
وثبة ماو:
هي الخطة الخمسية الثانية والتي قصد بها القفز السريع في سلم التحول من دولة زراعية لدولة صناعية وهكذا تمت محاولة تحويل المزارعين إلى صناع، وهو ماحدث ولكن كان ثمن ذلك التحول فظيعا: معاناة هائلة بالنسبة للشعب الصيني فاقمها أن الدكتاتورية وانعدام حرية الرأي جعلت ب لمسؤولين يلفقون أرقاما غير حقيقية عن الانتاج الزراعي مما أدى في النهاية لوفاة عشرات الملايين من الناس!
وثبة البشير:
دمر حكم عمر البشير زراعة السودان وصناعته وأصبح الاقتصاد يعتمد على الديون وتصدير العمالة وانتاج ذهب وبترول قليل وأصبح البلد يأكل عن طريق الاستدانة من الخارج، وبعد أن وصل الحال لطريق مسدود نادى عمر البشير بوثبة، لم يتعظ بوثبة تنظيمه للحكم بلا تخطيط أو رؤية لكيفية الخروج من النفق المظلم فكانت وثبتهم للهاوية، ويكرر الآن نفس الخطأ ويريد أن يثب بالبلاد لهاوية أخرى أشد عمقا وهولا!
ماو: رغم كل عيوبه فها نحن نرى نتائج أعماله: أنا في كندا ومعظم ما في شقتي إن لم يكن جميعه، من أدوات الطبخ وحتى أجهزة الكمبيوتر والملابس مصنوع في الصين!
عمر البشير حاولت أن أجد شيئا إيجابيا واحدا في مسيرة حكم عمر البشير الطويلة فلم أجد! (استخراج البترول؟ ضاع معظمه ولايدري أحد أين ذهبت أمواله)!
|
|
|
|
|
|
|
|
|