|
Re: قراءات في أدب محمد زين الشفيع (Re: سيف النصر محي الدين)
|
هذا النص يجسد فيه الراحل جدلية الحب و الموت. انظر لبدايات النص لترى هذا الحس الرؤيوي التنبؤي يقول محمد زين عانقت قبري يوما حيث كان المساء جميلا و حين كنت امشي على أنامل روحي و شغاف قلبي وحدي و يقول: كان لون الموت جميلا و أنيقا وقتها.(انتهى) هل للموت سحره لديك يا محمد؟ و هل وجدت فيه ذلك الجمال الذي كتبت عنه؟ النص كاملا: ثُقُوبٌ بَيْضَاءٌ على شِفَـاهِ قَلْبِيَ الْيَتيـمْ
عَانَقْتُ قَبْرِيَ يَوْمًا ، حَيْثُ كانَ الْمَساءُ جميلًا ، وَحينَ كُنْتُ
أمشي على أناملِ روحي وشغافِ قلبيَ وحدي ، لا أحدَ
معي غيرَ أنِّي ..
أنا .. هُنا ..
كثيرًا مَا أجِدُ نفسيَ أمامَ نفسيَ .. !! فيَنْتَابني الزَّهوُ
صَوْبَ أنَـايَ الآخَـرْ ،
وأُراني دائمًا آتي إلى ذاتي من خَلْفي لأسْـبِرَ
أغْوَاري وأُرتِّلُ مِنْ آيِ الْحُزْنِ شيئًا
مِنْ فَرَاشْ ..! ،
كانَ لَوْنُ الْمَوْتِ جميلًا وَأنيقًـا وَقْتَهَـا ،
وأنَا أُعَاني سَيْرَ ألَمِهِ الْغَريبْ ، يُشاطرُني اللَّحظاتِ تَوَّ وُجُودِي
على قَـارِعةِ سَـريرِ الْحَيَاةْ ..
تُعاندُني الطَّـريقُ في الذَّهَابِ إليْهِ ، وَبِحَقٍّ فقدْ كانَ
وَجِلًا مِنِّي ، رَآني ذَاتَ مَرَضٍ أبْيَضٍ عَلَى لِحَافِ أيَّامي
، عاتَبَنِي جيِّدًا وَأنَا أرْتَمي بأحضَانِهِ ..
هُوَ فَارِهُ الدَّوْرَانِ وَالشُّحُوبْ ..
صَدِئَتْ مِنْ روحي مُفْرَداتيَ وَأبَتْ إلا التَّشَـنُّجَ
وَاتِّخَاذَ الْعَويلِ مَسْنَدَةً ، تَضَعُ عَلَيْهَا
كَتِفَ خُصْلاتِهَا الْحَامِيَ الطُّولِ
والْجَمَالْ ،
وَسَابَقَني مَوْتي لِحَتْفِي افْتِدَاءً وَقَالَ
لي : " رُوَيْدَكَ ، رُوَيْدَكَ يَا فَتَى .. مَا اسْمُكْ ؟
رَدَدْتُ سُؤَالَهُ بِجَوَابٍ يَصْطَنِعُ الْحقيقةَ ..!!.
قائلاً له :
أنَا هُلامُ الرُّوحِ في الزَّمنِ
الاِرْتِـجَـالْ !
قالَ : لَمْ أَعِ مَا تَقُولْ !!.
قلتُ تَوْضيحًا : اِسْمي بُرتُقالُ الْعُيُونْ ..!
قالَ : فيكَ غُمُوضٌ !! مَا الَّذي ألَمَّ بِكْ ؟ .
قُلْتُ : هُوَ وَجَعٌ جَميلٌ وَقَفَ قَليلًا وَتَثَاءَبَ بِبُطْءٍ
في ذَاكِرَتي ،
فَانْعَكَسَ دَوْريًّـا عَلَى صُعُودِ أيَّامي وَبُؤْرَةِ مَنَامي .
قَالَ : ألا يُمْكِنُكَ عِلاجَهُ بِمَفْهُـومِ الطِّب ؟ .
قُلْتُ : هُمْ يُدَاوونَ كُلَّ الأمْرَاضِ إلا هَذَا النَّوعَ تَحْديدًا
لَمْ يَجِدُوا لَهُ دَوَاءً .
قَالَ : وَلِمَ ذَاكْ ؟ .
قُلْتُ : لأنَّهُمْ يُعَانُونَ مِنْهُ مِثْلَمَا أُعَاني ..!!.
قَالَ : ألا يُوجَدُ طَبيبٌ – البتَّة – لِهَذَا الْمَرَضْ ؟ .
قُلْتُ : بَلَى ، إنَّهُ مَوْجودٌ ..
قَالَ : وَمَنْ ذَاكَ الطَّبيبُ ؟!!.
قُلْتُ : هِيَ .. هِيَ .. هِيَ .. .. ..
هِيَ مَنْ يأتيني بِالدَّواءْ ...!!.
قَالَ : وَمَنْ تَكُونُ هِيَ ؟؟؟ .
قُلْتُ : هِيَ .. مَنْ يَخْدِشُهَـا النَّسيمُ
حَيَاءً ..!!.
وَتَقُولُ لي – يَا رَفيقي - مَنْ تَكُون ؟ .
هِيَ مَنْ يُسامِرُهَا الْخَيَالُ بُرْهةً في
خَلايَـا احْتِمَالي ..!!.
هِيَ مَنْ بِحَجْـمِ الْكَوْنِ احْتِشَامًا ،
هِيَ مَنْ يَسْتغْفِرُ لَهَـا وَلِحَرفِهَـا
الْجَمَالُ ..
.. وَتَقُولُ لي – يا صَديقي - مَنْ تَكُونْ .. ؟؟ .
هِيَ قِدِّيسَـةُ بَوْحِيَ الأَليــمْ ،
وهِيَ مَنْ ... ....
قَاطَعَني قَائِلًا : " آلآنَ فَقَطْ عَرَفْـتُ مَرَضَـكْ ..!
فأعْرَاضُكَ مِنْ جِنْسِ أعْرَاضي ..! ".
قُلْتُ : الْكُرَةُ الأرْضِيَّةُ يُقَالُ إنَّهَـا مُسْتَديرةٌ
لَكِنَّهَـا جَعَلَتْهَـا في فِكْريَ مُسْتَطيلةً وَذَاتَ تَرْبيعٍ دَائريّ ،
تُقَرِّبُ الْبَعيدَ مِنْ حُبِّي ، وَتُقْصِيَ الدَّانِي مِنْ عَذَابَاتِهْ ،
تَعْبَثُ بقَلْبيَ كَيْفَمَا اتَّفَقَ وَبِلا اتِّفَاقْ ..
قَبْلَهَا اتَّحَدَ الْحُزْنُ عَلَى ذَاكِرَةِ قلَمي سِنينًا ،
وَالْيَوْمَ شَوَارِعُ حَرْفِيَ مَلْئَى بِهَا ،
أسْدَلتْ سِتَارَ قَلْبِهَا عَلَى مَسْرَحِ حَيَاتي
فَكُنْتُ الْبَطَلَ وَالْمُخْرِجَ وَجُمْهُورَ الْحَاضرينْ ،
سَقَتْنِي الْمُدَامَةَ حُبًّا ، وَخَبَّأتْني
تَحْتَ رمُوشِهَا الْوَارفَةِ
الظِّـلالْ ،
وَنَثَرَتِ الْجَمَالَ مِنْ بُؤْسِ أتْرَاحِي
وَأرْوَتْني ..
حَضَرْتُ إلَيْهَا وَأمَامَ بَابِهَـا الْمُوَارَبِ
للدُّخُولْ ، لَمْ أجِدْ نَفْسيَ هُنَاك !! ،
بِتُّ أتَسَكَّعُ تِيهًـا عَلَى جِدَارِ عَاصِفَتي ،
وَثَـمَّـةَ سُؤَالٌ شَرْعِيُّ الْخُرُوجِ فَرَضَ نَفْسَـهُ
: هَلْ أنَا هُناكَ أمَامَهَا ..؟ ، أمْ أنِّيَ مع نفسيَ هُنا ؟؟ .
حَقًّـا أمَامَهَا أشْعُـرُ بِأنِّيَ مَعْكُوسُ الْجَوَانِبِ وَالْقَـامَة ،
فَقْدْ كَانَ اسْميَ عَادِيًّـا عِنْدَمَا يُنَادونني بِهِ زَمَانًا ،
فَتَسْتَجيبُ جَوَانِحي لَحْظَةَ سَمَاعِهَا
لَهْ ،
لَكِنَّ مَعَهَا صِرْتُ لا أعِيهِ ، فَهُوَ يَخْرُجُ من عندِها
على غيرِ ما ألِفتْهُ أُذُنايَ وعُيُوني ،
وذلكَ بفِعْلِ أُكسجينِها الْخَارجِ في
اعتقادي من قَفَصِها الصَّدريِّ أوْ رِئَتَيْهَا
، وَمِنْ حَيْثُ لا أدْري ..!
وَكُلُّ مَا أعلَمُهُ أنَّهُ يَأْتيني جَميلًا
وفَريدًا وغريبًا ،
وَكُلُّ الْمُفْرَداتِ تَخْرُجُ مِنْهَا بِغَيْرِ عِلْميَ السَّابقِ لَهَا
في كُتُبِ الْعُلُومِ وَأَدْمِغَةِ
الْخَيَالْ ..!
بارَزْتُ الْغِيَابَ يَوْمًا في دواخلي
لألْتَقيها ذَاتَ سَماءٍ غَائمَة ،
فَهَزَمْتُه شَرَّ هزيمة ،
صارَ وديعًا بَلْ صديقي ، نَمْشي معًا كَجميلَيْنِ الْتَقَيَا
وَجَلَسَا عَلَى حَافَّـةِ مَوْعِدٍ قَـديمْ ،
بِتُّ وَسيمًا جدًّا ذَاتَ مَسَاءٍ غَريبْ ،
عَيْنَايَ كَانَتَا رَتْقـًا مِنْ فَضَاءِ الأخْيِلَة ،
مُكْتَحِلَتَيْنِ بِمَرْأَى الْهَمْسِ مِنْهَا .
فَقَالَتْ لي ذَاتَ جَمَالٍ وَحيدْ : إنَّ اسْمَهَا كَانَ أسْمَاءْ .
قُلْتُ : كُلُّ الأَسْمَاءِ لَكِ فَاخْتَاري مِنْهَا مَا شِئْتِ ،
فَأَنْتِ تُزَيِّنينَ الأسْمَاءْ ،
فَقَطْ أعيدي فِيَّ تَنْضِيدَ الأشْيَاءْ ..!
وَظَلَلْتُ أُمَجِّدُ حُبَّهَا زَمَنًا في خَيَالي ، فَنَصَحَني أَطِبَّاءُ
الْعُيُونِ بِألا أفْعَلْ ! ،
وَإنَّ ذَلِكَ مِنِّي مَحْضُ هُرَاءْ ..!!.
أَيَا امْرَأةً تَمْشي عَلَى قَدَميَّ وَتَنْتَعِـلُ حُزْنيَ
وَتَجْعَلُني دَوْمًا أَرْمُقُهَا بِعَيْنَيْهَا النَّجْلاءْ ..
فَاعْذُرِي سِرِّيَ الَّذي سَقَطَ مِنِّي جَهْرًا
وَأنَا إذْ ألْتَحِفُ فيكِ الْمَسَاءْ ..
وَلكِ اللهُ يَا أُنْثَى هَذَا الزَّمَانِ فَقَدْ
صَاحَ قَلْبيَ فيكِ زَهْرَا :
بِأنِّيَ بدُونِكِ بَلاءٌ .. فِي بَلاءْ ...
فَكُوني لِي سُقْيَا ..
وَإنْ سَاءَتْنِي أقْدَاري يَوْمًا
وَعَلَى حُبِّكِ مِتُّ شَهيدًا ،
فَخُذِي عَلَى قَلْبيَ وَرِمْسِ
حُبِّيَ جَمِيلَ الْعَـزَاءْ . http://www.tawtheegonline.com/vb/showthread.php?s=2416cd6d81...cd4ebff5daf6andt=24063
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
قراءات في أدب محمد زين الشفيع | سيف النصر محي الدين | 01-22-14, 08:22 PM |
Re: قراءات في أدب محمد زين الشفيع | سيف النصر محي الدين | 01-22-14, 08:29 PM |
Re: قراءات في أدب محمد زين الشفيع | jini | 01-23-14, 07:58 PM |
Re: قراءات في أدب محمد زين الشفيع | سيف النصر محي الدين | 01-22-14, 08:31 PM |
Re: قراءات في أدب محمد زين الشفيع | عمران حسن صالح | 01-22-14, 08:34 PM |
Re: قراءات في أدب محمد زين الشفيع | سيف النصر محي الدين | 01-22-14, 09:34 PM |
Re: قراءات في أدب محمد زين الشفيع | سيف النصر محي الدين | 01-22-14, 10:25 PM |
Re: قراءات في أدب محمد زين الشفيع | سيف بخيت موسي | 01-23-14, 09:13 AM |
Re: قراءات في أدب محمد زين الشفيع | مجدي عبدالرحيم فضل | 01-23-14, 10:49 AM |
Re: قراءات في أدب محمد زين الشفيع | ibrahim fadlalla | 01-23-14, 11:03 AM |
Re: قراءات في أدب محمد زين الشفيع | طارق ميرغني | 01-23-14, 10:52 AM |
Re: قراءات في أدب محمد زين الشفيع | AMNA MUKHTAR | 01-24-14, 01:23 AM |
Re: قراءات في أدب محمد زين الشفيع | Abdlaziz Eisa | 01-24-14, 04:43 AM |
|
|
|