شدوا الحزام ياناس المؤتمر السودانى والمستقلين

Quote: عبدالرحمن العاقي في تقرير في صحيفة اليوم التالي: " بــــــدر و أمل" ... نشاط سياسي مكثّف للمؤتمر السوداني في الجنينة # تعالت أصوات رصاص من عدّة اتجاهات.. وقتها فوجئ الوفد بالأمر إلا أنّ أحد الحضور نوّه إلى أنّ الأمر أصبح عادياً بالنسبة لهم # الأحزاب السياسية شكلت حضوراً أنيقاً في الندوة، وشاركت بنقاش هادف وبناء ممثلون لـ الأحزاب والنشطاء الحقوقيين ======== الجنينة - عبدالرحمن العاجب الطريق إلى الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور ليس سالكاً بكل تأكيد، وذلك لعدة اعتبارات؛ بينها أنّ المدى بين عاصمة البلاد والهدف يراوح حوالي (1200) كيلومتر، لم تربط المسافة بطرق بريّة معبّدة تسهل الوصول إلى البقاع البعيدة النائية، فضلاً عن عدم توفر الأمن في الطريق البرّي، الأمر الذي يجعل معظم المسافرين إلى هناك يرجحون خيار السفر جواً عبر الخطوط الجوية، بمختلف مسميّاتها.. تذاكر الطيران هي الأخرى لا تمثّل سوى خيار المترفين لا سواهم؛ إذ أنّ ما بين (1070) إلى (1580) جنيهاً، هي قيمة استغلال ناقل جوّي، بإمكانه الوصول للهدف. والحال كذلك فإنّ وصول مواطني الولاية إلى مدنهم وقراهم يمثّل هاجساً ومعاناة ما بعدها عنت، تضاف إلى سلسلة مكابدات أخرى في متوالية الشظف المعيشي؛ من شاكلة ضعف الخدمات الأساسيّة، وغياب المشروعات التنموية التي ينشدها قاطنو تلك الديار. صباح (الاثنين) الماضي حزمنا أمتعتنا بمعيّة وفد حزب المؤتمر السوداني، في زيارته التاريخية للجنينة، التي تجيء في إطار الأسبوع السياسي لمؤتمر الطلاب المستقلّين، الجناح الطلابي للحزب، وضمّ الوفد إبراهيم الشيخ عبدالرحمن، رئيس الحزب، والدكتور الفاتح عمر السيد، نائب رئيس الحزب، ومستور أحمد محمد، الأمين السياسي، وبكري يوسف، أمين الإعلام، وأماني حامد حسبو، عضو المجلس المركزي، والأمين العام لفرعية الفاشر، وناشطين من شباب وطلاب الحزب، والفنان الشاب أنس وردي.. الرحلة كانت عبر طائرة (بدر)، التي حلقت بناء في سماء البلاد، لفترة ساعة وخمس وثلاثين دقيقة، قبل أن تلامس عجلاتها مدرج مطار الشهيد (صبيرة)، بحاضرة الولاية. * لا تثق بالجامعة واللافتات اللامعة عقب وصولنا المدينة في الصباح الباكر، توجّه الوفد لمعسكر (الرياض) في اليوم الأوّل، وفي اليوم الثاني إلى معسكر (كرندنق)، ووقف على أحوال النازحين بتلك المعسكرات، واجتمع مع شيوخها، وتفاكر معهم حول أوضاعهم، وحلول الأزمة الراهنة التي ألمّت بهم.. بعدها توجّه الوفد صوب مجمع (دار أندوكة) التابع لجامعة زالنجي، الذي ضجّ بهتافات وأدبيّات مؤتمر الطلاب المستقلّين.. الحشود الطلابيّة ضاق بها الصيوان المنصوب في ساحة النشاط الطلابي بالمجمع، الذي يبدو أنّه لم يشهد مثل هذا النشاط السياسي الكبير.. طه وجلال ورفاقهما النشطون من شباب وطلاب المؤتمر كانوا يردّدون بحماس عال أدبيات حزبهم على شاكلة (لا تثق بالجامعة واللافتات اللامعة) و(كلّ الوطن للناس لا خاصّة لا عامّة) و(يدفق حوار الماضي والمجهول على إيدين طفولة الريح).. الانطباع الأوّل الذي يتلبّسك حينها هو أنّ هؤلاء الشباب أفلحوا بامتياز في إنجاح برامج الزيارة، من خلال التننظيم الرائع والمحكم. * تمزيق الفضاء مع بداية الندوة السياسية التي نظمها الحزب، التي حملت مسمّى (مآلات الوضع السياسي الراهن وآفاق الحلول)، تعالت أصوات رصاص من عدّة اتجاهات في المدينة.. وقتها فوجئ الوفد بالأمر إلا أنّ أحد الحضور نوّه إلى أنّ الأمر أصبح عادياً بالنسبة لهم.. إبداعات كورال المؤتمر والحنجرة الذهبية للفنّان الشاب أنس وردي كفلت إعادة الاستقرار وأجواء الأمان في المكان، حيث تغنى ببعض الأهازيج الوطنيّة، وبالطبع؛ لم تغب الأكتوبريات وهي الأجواء التي تفاعل معها الحضور بشدّة، ملوّحين بأكفّهم، يمزّقون الفضاء بسبابة ووسطى ترمزان لشارة النصر. * الخطب الحماسيّة في الندوة التي نظمها بالجامعة حذر حزب المؤتمر السوداني من تفاقم الأوضاع الراهنة بالبلاد، وفي سياق حديثه في الندوة، قطع المهندس بكري يوسف، أمين الإعلام بالحزب؛ أن السودان لا يمكن أن يحكم بمشروع ونظام أحادي، وانتقد بشدة هيمنة المركز، وشخّص الأزمة السودانية الراهنة، مؤكدا أنّ علاجها يبدأ بالتشخيص السليم، واعتبر صراع المركز والهامش يمثّل قمة تجلّي فشل ما سمّاه بالمشروع الإسلاموعروبي، فيما أكدت أماني حامد حسبو عضو المجلس المركزي أنّ حلّ قضية دارفور بيد أهل الإقليم، واعتبرت أن معالجة القضيّة الاجتماعيّة تمثل مدخلاً صحيحاً لمعالجتها، وشدّدت على ضرورة التسامح وقبول الآخر، وتوقعت أن يكون العام الحالي عام رحيل النظام. في ذات المنحى، حذّر إبراهيم الشيخ، رئيس حزب المؤتمر السوداني، في حديثه بالندوة، من خطورة تفاقم الأوضاع بالبلاد، وتوقّع أن تكون الحرب الدائرة حالياً في السودان، مدخلاً للانهيار الكامل للدولة السودانيّة، حال عدم معالجة الأوضاع الراهنة، ووصف نظام الإنقاذ بـ(الفاشل) وأنّه أصبح مشلولاً، وقطع بأنّ المخرج لحلّ أزمات الدولة السودانية يتمثّل في إسقاط النظام، وإعادة ترتيب الدولة، وانتقد بشدة الأحزاب الطائفيّة - الأمّة والاتحادي - لمواقفها السلبيّة تجاه قضايا دارفور، حسب قوله، والدولة السودانية بشكل عام. عدد من التنظمات الطلابية شاركت بالنقاش الموضوعي والهادف في الندوة بينها (المؤتمر الشعبي)، و(رابطة الطلاب الاتحاديين الديمقراطيين)، و(الجبهة الشعبية المتحدة)، وعدد من الطلاب، وجميعهم اتفقوا على أنّ إسقاط النظام يمثل الخطوة الأولى في اتجاه حلّ قضايا البلاد المزمنة، وشدّدوا على ضرورة وضع رؤية لمرحلة ما بعد الإسقاط. * افتتاح الدار في المدينة الدارفورية العريقة، تستطيع اليوم أن تقرأ اللافتة المنتصبة قبالة الدار: (حزب المؤتمر السوداني - فرعية مدينة الجنينة)، بعد افتتاحها في حي السلام.. بالداخل شعارات مؤتمر الطلاب المستقلين التي كتبت بخط جميل على جدران الدار مثل (كثف دخولك في فضاءات النضال)، وغيرها من الشعارات والأدبيات التي اشتهر بها المؤتمر في الجامعات السودانية، وصاحب الافتتاح نشاط سياسي، تمثل في ندوة جاءت تحت عنوان: (الثورة السودانية وخيارات الوصول)، تحدث فيها قيادات الحزب، بمشاركة القوى السياسية المختلفة في الولاية. * حرية سلام وعدالة في لوحة زاهية وأنيقة احتشد الجمهور بشكل كثيف في باحة الدار، التي نصب فيها صيوان كبير، ممتلئ بالكراسي، منتظرين حديث القادة في الندوة، حول خيارات الوصول للثورة السودانية التي ينشدونها.. تحدّث في الندوة عن مفهوم الثورة، مستور أحمد محمد، الأمين السياسي للحزب، مؤكّداً توفّر كلّ الظروف الموضوعيّة والظرفيّة لقيامها، فيما اعتبر الدكتور الفاتح عمر السيد التغيير سنّة من سنن الحياة، مؤكّداً أنّ الثورة التي يدعو لها حزبهم ثورة واعية، وليست ضدّ أحد، وإنّما من أجل وطن يسعّ الجميع.. ومضى إبراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السوداني في ذات الاتجاه، وفكك شعار تحالف قوى الإجماع الوطني، الذي يقول: (حرية سلام وعدالة.. والوحدة خيار الشعب)، وشدّد على ضرورة الوصول للحريّة والسلام والعدالة، التي اعتبر أنها تمثّل قمة المقاصد الكليّة للشريعة الإسلاميّة، وتحدّث عن هذه القيم بالمفهوم الواسع، مشدّداً على ضرورة وضع دستور دائم، يتوافق عليه الجميع، وإيقاف الحرب، وتحقيق السلام الحقيقي، الذي ينهض على التعايش السلمي، وقبول الآخر، وتغيير الواقع، الذي اعتبر أنه لا يمكن أن يتم إلا باسقاط النظام. * الأحزاب السياسية المختلفة هي الأخرى شكلت حضوراً أنيقاً في الندوة، وشاركت بنقاش هادف وبناء، وتحدث في الندوة عدد من ممثلي الأحزاب والنشطاء الحقوقيين والسياسيين، وأكّد المتحدثون أنّ مبررات قيام الثورة السودانية موجودة، وقطعوا بأنّها ستنطلق عاجلاً أم أجلاً، مطالبين بتغيير حقيقي، وتأسيس عقد اجتماعي بشكل جديد، مؤكّدين إجماعهم حول وثيقة (البديل الديمقراطي نحو فجر جديد). * في خطوة استحسنها حضور الندوة، وحزب المؤتمر السوداني، شكل حزب المؤتمر الوطني حضوراً في الندوة، وقال ممثله عمر الفاروق حماد إسماعيل إنّ حقّ التعبير مكفول للأحزاب؛ أن تتحدّث بحريّة، وما يؤكّد الأمر الندوة التي يتحدث فيها، وأكّد أنّ الإنقاذ جاءت من أجل أشواق الشعب، مطالباً أحزاب المعارضة بأن تعمل على تحقيق التغيير الذي تنشده، عبر صناديق الانتخابات القادمة.. بعد أن اختتم الفاروق حديثه، ما لبثت هتافات الحضور أن تعالت من جديد: (حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب).. و(الشعب.. يريد.. إ