|
Re: إعتياد الفجيعة. (Re: طه جعفر)
|
ثمة هناك ، دوما ، زمن مفقود نبحث عنه كما فعلها من قبل الفرنساوي مارسيل بروست.. بيد أن زمنه كان عودة للتأريخي المسكوت عنه ، و زمننا حلم بمستقبل رحيم يسعنا و يسع احلامنا تلك التي تشبه طيور الفجر الذاهبة في دروب الحياة .. و نشترك معه في خصلة البحث تلك..!!
في البدء عاودت ، نص (اعتياد الفجيعة ) اكثر من مرة..و في البدء كادت ان تغلبني فكرة الإصرار على رؤية الهتافية و المباشرة في النص ، و لكن بعد اكثر من قراءة تبين لي سر معاودة النص ، و هو الواقعية المحببة التي يحرص عليها صاحب النص بصورة امينة للغاية ، و هل الكتابة الحق شئ غير الواقعية؟.. بالطبع الكتابة الجمال تظل جميلة و لكنها في حدود الإمتاع الذاتي العابر ، اما الكتابة القضية فهي تظل تزن و تزن ، لها هديرها الخاص فيما يخص الأسئلة التي تثيرها و التفاعل الذي تنشده من اثارة تلك الأسئلة الشرسة.. الفقر و الجوع و المسغبة و استهبال الساسة و الموت المجاني .. كلها اشياء تجبرنا على التوقف امامها ، حتى لو تسبلنا بالتناسي و التجاهل مؤقتا..!!
ثمة شئ جديد ، و هو تكنيك تقسيم النص ..و العناوين الجانبية ، و هذا امر احيانا مخيف لمغبة أن تحدث المغالطة و التضليل ، و لكن ورودها في نص (اعتياد الفجيعة) كان توظيف ذكي للغاية ، فحالة الفقراء الذين يتحدث عنهم النص ، حالة المطحونين الذين تطحنهم الة القمع الشرسة ، مثل هؤلاء ، دوما يجدون انفسهم في حالة اضطراب في التفكير و الوجدان و خبايا النفس ، و تقسيم النص كأنما يريد أن يعتق من وصف هذه الحال العجيبة.. و في اعتقادي نجح النص الى حد كبير..!!
كتر خيرك طه جعفر...
كبر
|
|
|
|
|
|
|
|
|