|
Re: الـعــقوبات الأمريكية .. سـيفُ ديـمـــوقــليس المُســلَــط على رِقاب الســـودانيين ..! (Re: محمد أبوجودة)
|
تحياتي أخي أبوجودة:
و بحسب أرجح المصادر فإن ديون السودان تقترب الآن من الخمسين ملياراً من الدولارت، وقد كانت وقت مجئ "الإنقاذ" في حدود الثلاثة عشر ملياراً من الدولارات الأمريكية.
و برغم عزرائيل الإنقاذ الذي يواصل حصد الأرواح منذ نحو ربع قرن، فهناك في هذا السودان العجيب حوالي الثلاثين مليون مديون من البشر ما يزال (نَـفـَـسَـهم طالع ونازل) ويحمدون الله على تلك النعمة (أعني نعمة النفس الطالع نازل وليس نعمة الديون) ، هذا إن كان في الديون أصلاً نعمة لا نقمة.
و العجيب أن جماعة شايلوك لا يسمون عملية خنقنا بتلك القروض نعمة، ولكن يطلقون عليها اسماً شبيها، فهم يطلقون على أرباحها الفلكية لـفظ "فوائد" فتأمل! ويحيرني أكثر أن أولئك المرابين الدوليين يصكون مصطحات مص دمائنا وفوائدها الفلكية المرَّكبة ويسمون تلك المصائب "فوائد" و "نِعم" ونحن جميعاً نردد وراءهم كالببغاوات ذات المصطلحات ونسميها "فوائد" ، وبما يؤكد بأن (مصائب قوم عند قوم فوائد) .
فجل أهلنا الغبش لا يدري عن المصائب ولا "الفوائد" التي أوقعهم فيها اولئك "العباقرة" من لدن (عبدالرحيم حمدي) إلى (علي محمود) ، ولا عن الأهوال التي تتربص بأرباب الأسر في السودان، وبمستقبل أبنائهم وأحفادهم جراء تلك الـ"فـوائد" ، وجراء ما ورَّطتنا فيه تلك المجموعة "الرسالية" "طاهرة اليد واللسان" التي جاءت في منتصف العام 1989 لإنقاذنا من أمريكا وشروطها، و وعدتنا بتمزيق الفواتير ، وصدقت في وعدها.. فها هو التمزيق يطال كل شيء: مواردنا وأوطاننا .. وها هي "الإنقاذ" تعيدنا لا إلى حيث وجدتنا على قارعة الطريق قبل ربع قرن، وإنما قروناً إلى "ماضي جدودنا الأول" عندما كنا قبائل وعشائر متناحرة ومتقاتلة.
علماً بأن كل "الإنجازات" التي تخرشت منها حنجرة البشير وهو يجعجع ويرقص ليل نهار لم يتم إنجازها بأموال البترول التي أهدرت بالكامل وذهبت هباءاً منثوراً .. بل أن تلك المشاريع (السد، السد .. الرد، الرد) وخلافه، نفذت كلها تقريباً بقروض ربوية وفاحشة في شروط سدادها، وهي قروض صينية وهندية وإيرانية وكويتية وتركية وصناديق عربية من أبناء العم حـام، وغربية من أشرس المرابين من ابناء العم سـام.
ختاماً، أتفق معكم بأن مأزق الرأسمالية الأمريكية الآيلة للغروب يتفق ويختلف عن مأزق جماعتنا . جماعة العم سام يقرصنون وينهبون كل قارات العالم ويبتزون الرؤساء ويلاحقونهم هنا وهناك لإطعام شريحة واسعة من شعبهم الأمريكي أو الأوروبي، بينما جماعتنا يواصلون مص دماء أولئك الغبش ويخطفون اللقمة في شكل ضرائب متصاعدة من الكادحين من أفقر شرائح الشعب السوداني ويحرمونهم من خدمات الصحة والتعليم، لإطعام أمريكا وغير أمريكا.. فالجزء الأكبر من الأموال المهربة من السودان يذهب لهذا الغرب الرأسمالي الثري المتخم بفضل النظام السوداني الحاكم ،############، المتخم.
... .. .
في الرابط أدناه مقال طويل نشر في موقع سودانيل منذ يومين للأستاذ خالد التيجاني ، آمل استعراضه – إن لم يسبق لكم الإطلاع عليه- فهو يكشف مدى الفوضى غير الخلاقة التي يحسدنا عليها جنرالات الحرب في الجارة الشقيقة (الصومال).
http://www.sudaneseonline.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/224-20...-20-15/60401------qq-
|
|
|
|
|
|
|
|
|