الرئيس سلفا

Quote: فرض مواطنو أبيي واقعا جديدا في المنطقة بإقدامهم على التصويت دون موافقة الحكومة السودانية وتحفظ سياسي من جنوب السودان، ونقول دون موافقة الطرفين وليس من جانب واحد كما يزعم البعض. فمنطقة أبيي وفقا لاتفاقية نيفاشا يفترض أن تصوت في إستفتاءها (عموديات دينكا نقوك التسع بالإضافة إلى السودانيين الآخرين) وبالطبع ليس من الضروري أن يكون السودانيين الأخريين مسيرية، ويفترض أن يكون هؤلاء السودانيين الآخرين مقيمون في أبيي حاليا، وبالتالي يشتركون في العملية التي تجري في الواقع. لقد فرض هذا الاستفتاء معركة في غير معترك بين الجنوبيين، وكثيرا أستغرب من الهجوم العنيف الذي يتعرض له الوزير مايكل مكوي، رغم أنه في الواقع يعبر عن موقف حكومته وليس موقفه الشخصي، بالدليل أن الكل يعرف بأن مكوي، مهما تضخمت قوته، فإنه لا يستطيع أن يوقف إجرءاءت عودة أبيي لجنوب السودان. وفي تقديري إن موقف الحكومة الحالي مفهوم، فهي تعرف بأن الإقدام على خطوة الاستفتاء من جانب واحد دون إشراك الحكومة السودانية تعني خطوة أولي نحو الحرب، بالإضافة إلى أننا لا نستطيع فعليا أن نتحدث عن عدم مشاركة الحكومة في عملية الاستفتاء التي تجري حاليا في منطقة أبيي رغم نفيها لها وحديثها عن عدم إعترافها بنتائجها. فقد أقدمت الحكومة في جوبا، قبل فترة وبتوجيه من الرئيس نفسه، بإصدار قرار يلزم كل مؤسسات الدولة بمنح أبناء أبيي إجازة مدفوعة القيمة ووجهتهم بالتوجه إلى المنطقة بغرض الاستفتاء، بل لم تقف عند هذا الحد، حيث صدر توجيه آخر بمنح التجار الذين ينحدرون من المنطقة الأولوية في ديونهم للحكومة، بجانب تكفلها بترحيل أبناء أبيي في كل ولايات جنوب السودان إلى المنطقة. إن كانت الحكومة في جنوب السودان موافقة على استفتاء المنطقة لكان ما فعلته هو ذات ما تفعله حاليا. إذ أن الحكومة التي ترفض إقامة الاستفتاء لا يمكن أن تفعل كل ذلك دون هدف سياسي محدد، فعلى الأقل إن كانت جادة في موقفها برفض نتائج الاستفتاء، لكانت رفضت منح مواطني أبيي إجازات مدفوعة القيمة وماطلت في منح إجازات لهم، لأن الواقع الحالي يقول بأن أبناء أبيي في القوات النظامية، بما في ذلك مفتش الشرطة والسفراء والعاملين في الخدمة المدنية، موجودون في الميدان. إن التحدي المهم والمقبل بالنسبة لي، هو كيفية التعامل مع الواقع الجديد الذي فرضته عملية الاستفتاء التي تجري هذه الأيام في أبيي. فما حدث أمس واليوم وغدا يمثل مرحلة جديدة في تاريخ قضية أبيي، ويمثل نقطة مختلفة وجديدة أيضا، فهو يمكن تصنيفه ضمن المراحل التاريخية للقضية نفسه، حيث يشبه مرحلة التحكيم في لاهاي وقرار الاتحاد الإفريقي بإجراء الاستفتاء في شهر أكتوبر، بل يمكن إضافته للاستفتاء الذي كان من المفترض أن يقام في المنطقة أثناء تنفيذ اتفاقية أديس أبابا في السبعينات القرن الماضي. إن أولى خطوات الاستفادة من عملية الاستفتاء التي تجري حاليا هي ضرورة الوحدة الداخلية، وأن يتوجه الكل نحو قنوات الدبلوماسية. ولحسن الحظ أن الحكومة السوانية نفسها، كلما تكسب دعم سياسي من الاتحاد الإفريقي، فإنها ترفض الاستفادة منه، ويكفي موقفها الحالي برفض حضور مسؤولي المنظمة الإقليمية للمنطقة. يجب في رأيي أن يتم تنوير المجتمع الدولي بنتائج هذه العملية، وأن تقوم الحكومة في جنوب السودان برفع نتائج هذه العملية إلى الاتحاد الأفريقي بهدف نقلها لمجلس الأمن، وبعدها لكل حادث حديث.

(عدل بواسطة Zakaria Joseph on 10-28-2013, 05:08 PM)