|
الحجر الذي أباه البناؤون.
|
في أمر التحالف الشبابي :
التحالفات السياسية العريضة أضحت سمة مميزة لأي تحرك جدي في العوالم السياسية ، بحيث أن النجاح المصاحب للحراك الشعبي أصبح يتم في أفق من التوافق التنظيمي بين كتل ذات تاريخ مختلف و أسلوب مغاير ، و هذا بالطبع لا يعثر من فرضية النجاح في حالة كان التحالف مبني على التماثل السياسي و التنظيمي بل أعتقد أنه من الأسهل ذلك ، لأنه ببساطة سيتم تجاوز كل تعقيدات البنى الهيكلية للمؤسسات السياسية و الأهم الآخر وحدة الموقف ، ليترتب على ذلك المصير المشترك . في السودان و تجاوزا لكل المطولات المسرودة عن فشل المعارضة في الذهاب بتحالفها للأمام ، ظهرت و منذ فترة ليست بالقصيرة حركات شبابية و مطلبية ، مستمرة الإرتفاع في مطلبيتها تلك حتى بلغت مقاما عليا ، إسقاط النظام أعني ، و لأن مهمتها من القداسة رفعة و من الأهمية مبلغا ، وجب علينا أن نعضد من ساعدها ، علها تقوى به و نقوى بها على مصارعة النظام لنصرعه ، و فيما نرتأي أن بوحدتها و توسيع قاعدتها لتتعرض و تتسع أمرا حسنا لها ، حيث تتوحد الموارد و يتسع النفوذ و التأثير ليسهل لتحقيق المراد . الوحدة هي إندماج عدد من المؤسسات ، في منظمة واحدة ، بحيث تتشابه القوى المُشكّلة للوحدة في الإطروحة السياسية على أقل تقدير ، و بذا تصبح الوحدة أمرا لا نهائيا سقفا ، أي ما يجعله مغايرا عن التحالف أن التحالف مؤقت الغرض و الفعل ، و في حقيقة الأمر قد يظهر سؤال عن لا نهائية الوحدة أو التحالف غير المختوم بسقف زمني أو مرحلي ، أعتقد أن الإجابة تكمن في الكلمة في ذاتها (تحالف) ، فهي ذات مدلول على التكتل ضد آخر ، الآخر في حالة الحركات الشبابية في السودان هو النظام حاليا ، و قد تكون هي القوى غير الديمقراطية مستقبلاً . وحدة القوى الشبابية في السودان ، شغلت بعض المهتمين و حركت البعض بمجهودات سيزيفية لم تثمر للّحظة ، و قد لا أكون عليما بمعوقات الوحدة ، هذا بالطبع إن سلمنا برغبة الجميع فيها ، و على بساطة الأسباب أو تعقدها ، لا أظن أن هناك سببا يمنع حركات ليست ذات أجهزة معرفية معقدة فكريا مثل الأحزاب أن تتوحد طالما كانت الأرضية السياسية الأساسية مشتركة بينها ، و هذا ما يوجب تجاوزها ، للنفوذ لمؤدى الوحدة في ذاتها و الغرض الذي قامت لأجله . تكمن إيجابية الوحدة بالنسبة للقوى الشبابية في أنّه و في ظروف سياسية بالغة التعقيد مثل التي في السودان ، لن يستطيع عازف منفرد أن يطرب جمهوراً سئ التذوق ، فالوحدة ما توفره للحركات أن القاعدة الإعلامية المشتركة لها و ذلك بالإستفادة من إمكانيات أي حركة من الآلة الإعلامية التي تتملكها ، تجعل من نفوذ الرأي السياسي للحركات و مدى وعميق تأثيرها كبير جدا ، و هذا بطبيعة الحال لا ينغلق على الأسافير فقط بل يتعداه للإعلام المسموع و المرئي ، فنحن في مجتمع أكثر من 80% منه جاهل تقنيا ، و أيضا سهولة و يسر الحركة في بلد يعاني من أزمة حقيقية في البنى التحتية و الضوائق المادية ، فهذه المميزات قد تصنع أمراً إيجابياً آخر هو أن طرائق العمل الجماهيري التقليدية لم تعد مجدية ، فالتحالف قد يوسع من قاعدة المشاركة التي يمكن الإستفادة منها في إجتراح آليات جديدة للعمل الثوري من الجدة بحيث يؤثر في قطاعات واسعة من الشعب السوداني ، و هذا بطبيعة الحال لا ينفي من العمل السلمي أو التظاهر أفضليته لكن يحدد له منافذ جديدة للحشد و التعبئة التي فشلت كل التنظيمات في الوصل لها سابقا . ميزة التحالف التنظيمية الأخرى هو قدرته على الإنفتاح على قوى غير القوى المحددة بالقوى الشبابية أو الحركات هي القوى الفئوية المطلبية مثل تحالفات المزارعين و العمال و المفصولين ، بحيث لو لاحظنا أن الحركات الشبابية حقل فعلها السياسي ينحصر في نطاق الجامعات و تكتلات الخريجين ، و بإضافة المجموعات الأخرى يصبح إنتقال العمل في الأحياء و المجموعات السكنية أيسر ، و في ما أظن أن عدم التغلغل في الأحياء ليس من قبيل الترفع في الخطاب السياسي أو ما شابه بل تكمن الإشكالية في الآلية الإعلامية للحركات المنحصرة كما قلنا سابقا في الأسافير .
التحالف الذي أدعو له لا يتجاوز بأي شكل من الأشكال الأحزاب ، بل يستصحب خبراتها المتراكمة في العمل السياسي ، و هذه قطعا ليست دعوة للدخول معها في تحالفات أكبر ، بل جعل الباب مفتوحا لقواها الشبابية و الطلابية الحية للمشاركة و التحالف معها فهي كما الحركات تمتلك قاعدة إعلامية لا يستهان بها و مقدرة على التحرك الأفقي أيضا مناسبة ، و الغرض من جعل هذه الأداة التنسيقية بين الحركات أو الجسم الشبابي و الأحزاب و تحالفها هو الخروج بعدة آليات للعمل ، تساعد في خلق خيارات جديدة في حال فشل إحدى الخيارات المطروحة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|