بعيداً عن جوّ المغالطة والميل مع الأهواء حيث تميل، أقول: أما أن ما حدث في مصر يُعتبر انقلاباً على الشرعيّة، فهذا أمر واضحٌ كالشمس! أما ما يحدث من الإخوان المسلمين ردّاً لهذا (الفعل الخائن)، فإنه انقلاب على الشريعة؛ أولاً: لأنه يؤدي إلى إثارة الفتن، وينذر بسيل من الدماء! ثانياً: لأن الموقف الفقهي المستقرّ إزاء مثل هذه النوازل، يتمثل في الاعتراف بالواقع الجديد، فما دام أن مواجهة الواقع الجديد (الخاطئ) بالقوة تؤدي إلى الفتنة، أو يمكن أن تؤدي إلى الفتنة، فإن مواجهته عندئذٍ تقع في دائرة الحرام شرعاً، وعندئذ يكتسب هذا الواقع الجديد (شرعية الأمر الواقع)، ومن ثمّ يصبح الإخوان المسلمون -لو يعلمون- مُلزمين بطاعة الرئيس المؤقت، والعمل في ظل أوضاع مستقرة نسبيّاً، مقارنةً بالمجهول الذي لا يعرفه أحد، أقول: قد أضحى الإخوان ملزمين شرعاً بطاعة الرئيس المؤقت! ولهم عندئذٍ أن يدافعوا عن موقفٍ نبيل وقفوه من أجل ترسيخ الديمقراطية في مصر! ومن أجل حقن دماء المصريين!
لهم أن يدافعوا عن موقفهم، ولكن في ظل الأوضاع الجديدة! يقاوموها! لكن بالفكر بالقانون بالحوار! وليس بالقوة!
+*+*+ تخيّلوا المكسب الكبير، والزخم القوي اللي كان ممكن تحصل عليه جماعة الإخوان، لو أن مرسي، عند إعلانه رفض المساس بالشرعية، دعا المتظاهرين من الإخوان ومؤيديهم إلى التفرّق حقناً لدماء المصريين، وإلى تجنّب الاصطدام بإخوانهم في (تمرد) ومن يؤيدها! وإلى الصبر على ما نزل بهم من الظلم! وأنهم سيسعون عبر الوسائل الديمقراطية والقانونية المتاحة، إلى الإصلاح!
+*+ عموماً: الموقف الشرعي للإخوان المسلمين من الديمقراطية تغطيه كثير من الغيوم!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة