|
|
 Re: خطبة الشيخ إبراهيم نياس والمعروفة ب andquot;خطبة الخرطومandquot; (Re: احمد حامد صالح)
|
الحمد لله.
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين. وعلى آله وأصحابه أجمعين. وعلى الصحابة والتابعين، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
ورضي الله عن شيخنا ومولانا أحمد بن محمد التجاني رضي الله عنه خاتم الولاية المحمدية.
وبعد: فإني أسلم عليكم تحية الإسلام: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
تكلمنا آنفا بطرف مما يتعلق بطريقتنا التجانية المحمدية، لكن ذلك كان في المسجد الجامع والجامع عام ّ وهذه الزاوية خاصة لنا. وعلى هذا نعلق على ما تكلمنا فيه آنفا، العام للعام والخاص للخاص.
نشكر السيد العلامة الشيخ محمد مجاج مدثر إبراهيم مجاج ونشكر الإخوان التجانيين الذين تجمعوا هنا...
أشكرهم على هذا اللقاء الذي يعد لقاء تاريخيا في طريقتنا التجانية. والحمد لله الذي جمعَنا ما جمعَنا لمال ولا نسب إنما جمعنا لذات الله تبارك وتعالى، واجتمعنا لذكر الله تبارك وتعالى والرسول الكريم يقول: إن لله عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء لقربهم ومكانتهم من الله تبارك وتعالى يوم القيامة. فقام أعرابي وقال: صفهم لنا يا رسول الله. قال: ناس من أبناء الناس تجمعوا في ذات الله تبارك وتعالى لا لنسب ولا لمال بل لذكر الله تبارك وتعالى ويتحابون في الله ويتزاورون في ذاته. أولئك الأولياء الذين لهم منابر من نور يغبطهم الأنبياء والشهداء لمكانتهم من الله تبارك وتعالى يوم القيامة. ومجلسنا ولله الحمد يشبه هذا النوع: تجمعنا من شتى البلاد لا لنسب ولا لمال؛ بل لذكر الله تبارك وتعالى وتحاببِنا في ذات الله تبارك وتعالى والله تبارك وتعالى يقول: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين).
الأخلاء في الدنيا إذا جاء يوم القيامة يتعادون؛ كلهم عدو للآخر. والسبب في ذلك دقيق: كلهم يرى أن ما هو فيه من العذاب والعقاب سببه صاحبه الذي كان يصاحبه في الدنيا. والمتقون يرون أنفسهم في النعيم المقيم وكلهم يرى أن صاحبه وخليله وأخاه في الدنيا هو السبب له في هذا النعيم. والإنسان يصادق الإنسان لأي شيء؟ لأن ينال منه نفعا أو يدفع عنه ضررا. فإذا انعكس الأمر وجاءه الضرر ممن كان يتوقع منه النفع يصير الصديق عدوا. وأما إذا تكشف الأمر من صديقه كالنفع الذي كان يرجو تبقى صداقتهم إلى الأبد ولهذا ورد (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين). نرجو أن نكون من أولئك الإخوان الذين تدوم صداقتهم إلى الأبد فنبقى إخوانا في الدنيا وإخوانا في الآخرة، أولئك هم الإخوان. أما من كان أخا لأحد يظنه عدوا له هذه ليست بصداقة نافعة. نرجو أن نكون أصدقاء وأخلاء وإخوانا في الدنيا والآخرة.
ونحن نحمد الله تبارك وتعالى أن جعلنا من بني البشر الذين أكرمهم الله على جميع خلقه (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) ثم جعلنا من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) ثم أكرمنا أكبر كرامة وهي أن جعلنا من أصحاب شيخنا ووسيلتنا إلى ربنا سيدي أحمد بن محمد التجاني. أكبر نعمة أنعم الله بها على عبده الإيمان بالله وأكبر كرامة أكرم الله بها عبده أن جعله من أصحاب الشيخ التجاني رضي الله عنه في هذا العصر والحمد لله.
قلت آنفا إن طريقتنا ربما طعن فيها أعداءُ الله -أعداءُ الدين- لأنهم يتسترون بنصر السنة وهم يخربون السنة ويقولون إنها بدعة. والبدعة عند العلماء ما لم يأت في القرآن ولا في السنة تماما، وطريقتنا منذ نشأت صانها الله من البدع والمحدثات والزيغ والإلحاد والحمد لله؛ لأنها تسمى طريقة العلماء وطريقة الفقهاء. والعلماء في عصر الشيخ أحمد التجاني رضي الله عنهم كلهم أذعنوا له رضي الله عنه، حتى مولانا سليمان الذي كان هو السلطان المصلح في المغرب في ذلك الزمان انخرط في سلك هذه الطريقة التجانية. والعلماء في عصره لم يخرج أحد منهم عن الانخراط في سلك الطريقة التجانية؛ لأنها طريقة سليمة من البدع والإحداث ولله الحمد. وكيف لا وهي طريقة ضمنها رسول الله صلى الله عليه وسلم الاستغفار والصلاة على النبي ولا إله إلا الله.
أنا كلمني عالم في أن أترك الطريقة التجانية وآمر التجانيين أن يتركوها. قلت له: أينصح مسلم مسلما بترك الاستغفار؟ قال لي: لا. قلت له: من كان ليس له ذنب أصلا وهو معصوم عن الذنوب ما ترك الاستغفار، أما أنا وأنت فلا بد لنا من الاستغفار. أينصح مسلم مسلما بأن يترك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والله يقول (إن الله وملائكته يصلون على النبي...)؟ قال لي: لا. قلت له: أينصح مسلم مسلما بترك لا إله إلا الله؟ قال لي: لا. قلت له هذه هي الطريقة التجانية. الطريقة طريقتان –قلت له- : محبة أولياء الله والمداومة على ذكر الله. نحن اخترنا محبة أولياء الله والمداومة على ذكر الله، وأنت إن شئت اختر معاداة أولياء الله وتركَ ذكر الله تبارك وتعالى والله يقول: (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب) ويقول: (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين). من عادى أولياء الله حاربه الله ومن حاربه الله يهلكه لا محالة. ومن أعرض عن ذكر الله فالشيطان قرينه: هذه هي طريقتكم أنتم الذين تعادون الأولياء وتتركون ذكر الله. نحن نلازم ذكر الله والله يقول: أنا جليس من ذكرني (فاذكروني أذكركم) ونحب أولياء الله والله يقول كما في الحديث القدسي: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب. قال شيخنا الشيخ أحمد التجاني رضي الله عنه: مِن ضِمن هذا الحديث: من والى لي وليا من أجل أنه ولي اتخذته وليا. فحيث أن الله قال من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، قال: من سر هذا الحديث من والى لي وليا اتخذته وليا.
ومن سر هذا الحديث يأتي الجذب والانتفاع والوصول إلى الله تبارك وتعالى مع بعد المسافة؛ فإن الإنسان إذا صاحب وليا لله تبارك وتعالى جذبه ذلك إلى ولاية الله تبارك وتعالى: صديق الصديق صديق؛ إذا كان الولي صديق ولي لله تبارك وتعالى وأنت ولي لذلك الولي تصير أنت وليا لله تبارك وتعالى. فلهذا هذه هي فائدة الصحبة. ولهذا قالوا: الخير كله في الصحبة والشر كله في الصحبة. وظهرت فائدة الصحبة ومضرتها في قصة بني إسرائيل. لما كانوا في التيه أربعين سنة يتيهون في الأرض، موسى وهارون لم يتصلا بالتيه ولكن بمصاحبتهما لليهود الذين خالفوا أمر الله بقيا في العذاب معهم أربعين سنة بسبب صحبة أهل الشر. وهؤلاء اليهود الملعونون لما كان معهم موسى وهارون ظللهم الغمام ونزل عليهم المن والسلوى وفجرت لهم الأنهار يشربون بسبب صحبتهم لموسى وهارون. هذه فائدة الصحبة ومضرة الصحبة أيضا. ونحن بمصاحبتنا لخلفاء الشيخ التجاني رضي الله عنه فنحن أصحاب للشيخ التجاني رضي الله عنه. والشيخ التجاني يقول له رسول الله: (أصحابك أصحابي وفقراؤك فقرائي) فنحن بذلك صرنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأي كرامة أكبر لنا في هذا العصر العصيب وأعظم من أن ننخرط في سلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لولا الشيخ التجاني رضي الله عنه ! ورسول الله صلى الله عليه وسلم ضمن للشيخ التجاني أن يدخل جميع أصحابه الجنة بلا حساب ولا عقاب وضمن لهم الولاية. فهذه لولا أن الشيخ التجاني أكرمه الله بهذه المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ضمن له رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه المرتبة، فمن أين لنا أن نكون منخرطين في سلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن نكون شهداء -على ما فينا- وأن نكون من أولياء الله تبارك وتعالى من غير شرط ولا سبب منا؟
المنكرون أقول لهم إنهم لما تقهقروا عن الإسلام وتباعدوا عن الله تبارك وتعالى جاءهم الإنكار على الصوفية عموما وعلى الطريقة التجانية خصوصا. ولو رجعوا إلى الله تبارك وتعالى لوجدوا أن هذه الطريقة هي طريقة الحق وطريقة الرسول صلى الله عليه وسلم.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست