|
|
 Re: خطبة الشيخ إبراهيم نياس والمعروفة ب andquot;خطبة الخرطومandquot; (Re: احمد حامد صالح)
|
الخطبة التي ألقاها شيخ الإسلام الحاج إبراهيم انياس بالخرطوم والمعروفة ب "خطبة الخرطوم"
الحمدلله
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أُغـْـلِقَ and#1758; وَ الخــَـاتــِـمِ لِمَا سـَـبـَـقَ نَاصِرِ الْحَقِ بِالْحَق ِ وَ الهـَـادِي إلىَ صِراطِكَ المُسْـتَـَقـِـيم and#1758; وَ عَلىَ آلِه ِ حَــقَّ قــَـدْرِه ِ وَ مِقـْـدَارِهِ العـَـظـِـيــم صلاة تملأ الأزل و الأبد زمانًا و مكانًا مضروبة في كل عدد بعدد ما في علمك يا واحد يا أحد، اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أُغـْـلِقَ and#1758; وَ الخــَـاتــِـمِ لِمَا سـَـبـَـقَ نَاصِرِ الْحَقِ بِالْحَق ِ وَ الهـَـادِي إلىَ صِراطِكَ المُسْـتَـَقـِـيم and#1758; وَ عَلىَ آلِه ِ حَــقَّ قــَـدْرِه ِ وَ مِقـْـدَارِهِ العـَـظـِـيــم صلاة فائقة جميع صلوات خلق الله دائمة بدوام ملك الله مضروبة في كل عدد في علم الله بعدد كل ما في علم الله و عرفنا بها إياه معرفةً أبديةً بمحض فضلك يا ألله اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أُغـْـلِقَ and#1758; وَ الخــَـاتــِـمِ لِمَا سـَـبـَـقَ نَاصِرِ الْحَقِ بِالْحَق ِ وَ الهـَـادِي إلىَ صِراطِكَ المُسْـتَـَقـِـيم and#1758; وَ عَلىَ آلِه ِ حَــقَّ قــَـدْرِه ِ وَ مِقـْـدَارِهِ العـَـظـِـيــم بقدر عظمة ذاتك في كل وقتٍ و حينٍ آمين.
الحمد لله الله تبارك وتعالى بمحبته لنا وبرحمته الذاتية أحب أن يُعرَفَ فتجلى في الأزل. ولما تجلى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول عبد لله تبارك وتعالى وأول ذاكر لله تبارك وتعالى وأول من أحبه الله ونظر إليه وقربه وحكم عليه بالعبودية ورضي بتلك العبودية وافتخر بها. فلهذا يقول صلى الله عليه وسلم: أنا سيد ولد آدم ولا فخر. لا فخر له بسيادته على بني آدم إنما فخره بالعبودية لله في حضرة الله تبارك وتعالى؛ لأنه لا يكون سيدا إلا إذا غاب عن حضرة الله تبارك وتعالى وأما إذا كان في حضرة الله فلا يكون إلا عبدا. وكونه في حضرة الله تبارك وتعالى أفخر عنده من كونه في مقام السيادة عند خلقه تبارك وتعالى. ولهذا تشرف صلى الله عليه وسلم بالعبودية لله والله تبارك وتعالى سماه عبدا في أعظم مقاماته صلى الله عليه وسلم. أعظم مقاماته مقام الدعوة إلى الله تبارك وتعالى ومقام نزول الوحي عليه ومقام إسرائه صلى الله عليه وسلم؛ دنا فتدلى فكان قاب قوسين. بكل هذه المقامات سماه الله تبارك وتعالى عبدا: (وإنه لما قام عبد الله يدعوه) (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب) (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا). بهذه المقامات سمي بالعبد ولهذا كانت العبودية لله أفخر المقامات عنده صلى الله عليه وسلم.
فلهذا أيضا عصم الله أمته من الضلالة بخلاف النصارى الذين ضلوا وظنوا أن عيسى لما قربه الله كان ابنا له أو شريكا له في الألوهية، وكل هذا ضلال. فالرسول الكريم مع أنه أجل مقاما من عيسى وأعلى وهو سيد عيسى وعيسى يستمد منه صلى الله عليه وسلم، مع هذا كلا ما ضلت أمته حتى اتخذوه ربا كما ضلت النصارى. وكلنا نعلم أنه سيد العباد جميعا ولكنه عبد لله تبارك وتعالى. كلمني أمريكي في طائرة وأنا مسافر فقال لي: ما الفرق بيننا وبينكم؟ نحن مسيحيون وأنتم مسلمون نحن نعبد عيسى وأنتم تعبدون محمدا، ما الفرق بيننا؟ قلت له: هذا هو الفرق بيننا: نحن لا نعبد محمدا صلى الله عليه وسلم بل نحن ربنا ورب محمد واحد. محمد إمامنا في العبودية وإمامنا في العبادة وإمامنا في طاعة الله ولكنه عبد كمثلنا لله تبارك وتعالى، ولهذا تجد الإسلام. نحن ديننا يسمى الإسلام لا يسمى "محمديا" كما تسمون أنتم دينكم بالمسيحية؛ لأن ديننا مستقل لله تبارك وتعالى نحن ومحمد فيه سواء. قال لي السائل : في أمريكا لم يجدوا من يبلغهم هذا الدين.
إن نبينا صلى الله عليه وسلم عبد لله تبارك وتعالى. وهو أول عبد لله تبارك وتعالى وأول موجود وأول من ذكَر الله ووحَّده وعبده قبل بروز الزمان وبعد بروز الزمان. عبَده آلافا من الملايين قبل وجود شيء من الموجودات. وهذا العبد هو رسول الله صلى الله عليه وسلم اختارنا الله وشرفنا بأن جعلنا من أمته وجعله هو رسولنا حقيقة. هو رسول الكل. هو نبي الأنبياء. هو رسول إلى كل الرسل وإلى كل الملائكة والجن والإنس ولكننا نحن أمته؛ خُصصنا بأننا أمته صلى الله عليه وسلم.
ولما تجلى الله هكذا وبرزت الحقيقة المحمدية (ومن بروز الحقيقة المحمدية) تجلت الحقيقة المحمدية؛ فبرزت بوجود الكائنات. وكل الكائنات من مدده صلى الله عليه وسلم. ولهذا يمدحه المداحون أنه من نوره الشمس والقمر والكواكب والنجوم والجنان. كل هذا ليس مبالغة بل هو حقيقة واقعة.
الله تبارك وتعالى يخاطبه: خلقتك من أجلي وخلقت الخلق من أجلك. ويخاطبه: لولاك ما خلقت شيئا. هذا له معنيان: (لولاك ما خلقت شيئا) خلق الموجودات كلا تيسيرا لمحمد صلى الله عليه وسلم ولولا أنه ما خلق محمدا لثبت أنه لم يخلق شيئا حقيقة. ما خلق إلا محمدا وكلُّ ما خَلَق بعد ذلك فهو جزء من نور محمد صلى الله عليه وسلم: أنا من نور الله والمؤمنون من نوري. صلى الله عليه وسلم.
ولما كان صلى الله عليه وسلم هكذا وهو أرسل رسولا للعالمين كافة وخاتما للنبيين فلا نبي بعده ولا دين بعده ودينه نسخ جميع الأديان قبله، فلا يتأتى أن يُتَعبَّد اليوم على وجه الأرض بدين صحيح إلا هذا الدين؛ لأن هذا الدين نسخ جميع الأديان قبله وعبادة الله لا تصح إلا بشيء جاء به الرسول عن الله تبارك وتعالى. والرسل كلهم سابقون وأمناء وكلهم بلغوا رسالات الله ولكن انتهت رسالاتهم ونسخت شرائعهم وبقيت رسالة محمد صلى الله عليه وسلم سارية المفعول في الكون إلى آخر الدهر. فمن تمسك بهذا الدين فهو على دين ومن لم يتمسك بهذا الدين فليس على دين والقرآن يصدق ذلك: (إن الدين عند الله الإسلام) (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه).
إذا كان الوقت قد حان نصلي ثم نكمل الحديث.
محادثة الإخوان أفضل من جميع الأوراد؛ لأن الورد يُقضى ومحادثة الإخوان لا تُقضى.
قلنا إن الحق تبارك وتعالى تجلى بجميع صفاته على الحقيقة المحمدية التي هي حقيقة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فأمدها بجميع صفاته. إن الله أعطى محمدا بقدر سعة ربوبيته. وكل ما كان عند الله من صفة فقد أمد بها حبيبه سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم. ما الفرق بينهما إذاً حتى كان هذا ربا وهذا عبدا؟ الفرق بينهما كلمتان فقط: الاتصاف والإمداد. الله اتصف بجميع صفاته أزلا من نفسه بنفسه لنفسه لا استمدادا من أحد. والمصطفى صلى الله عليه وسلم اتصف بجميع صفات الله لكن استمدادا من الله تبارك وتعالى. هذا الفرق بينهما حتى كان هذا ربا وهذا عبدا. هو عبد لله تبارك وتعالى ولا يفتخر إلا بهذه الصفة: (قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين): لو كان لله ولد لكان محمدا ولكن لم يكن لله ولد.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست