رومانسية الرجل السوداني والمرأة السودانية

Quote: وإليك الواقع المعاش هكذا تربينا .. دوماً لانصرح عن مشاعرنا علناً .. ولانتفوه بها .. حتى لمن نحب .. من منكم لا يحب أبوه وأمه ؟ .. كم مرة صرحت لهم بهذا الحب؟ .. حتى صديقك وصديقتك .. كم مرة قلت له/ا كم أحبك؟ .. وبما أن ديننا الحنيف يأمرنا على لسان رسوله الكريم أن نبوح بهذا الحب .. فعندما قال له الأعرابي أني أحب فلان .. سأله الرسول الكرم (أأعلمته؟) فلما أجاب بالنفى علمه الرسول الكريم كيف يقول له أحبك في الله .. وقال صلوات الله عليه (إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه) ولكن الاستداركية تأتي هنا .. لكن .. طبيعتنا (الجبل) لم تتزحزح قيد أنمله .. وبما أنها تغيرت لتواكب ما يأتي به الغرب والفضائحيات العربية .. ولكن لم تتغير طبيعة الرجل الشرقي وكذلك المرأه لا يُغفر لها إن صرحت بما تكنه .. وفي سوداننا الحبيب .. لم نرى الأب يقبل زوجته (على جبينها) أمام أبنائه .. وإن أمسك بيدها أمام الناس فهو أما (عريس جديد) .. أو (مريضه يسندها) وما سوى ذلك (مسخرة وقلة أدب وإضينه ) .. ويأتي هنا الحب المعاش واقعاً والذي نحسه ونلمسه دون أن نصرح به (إن الحروف تموت حين تقال) .. فتأمل في هذه المشاعر والأحاسيس .. وأنت نائم تسمع من يدب بقدميه فترفع طرف عينك .. فتجدها زوجتك تجاهد في أن لا تسمع خطواتها كي لا تيقظك بعد يوم شاق عانيت فيه ما عانيت .. وتاره تسمع همساً زاجراً (وطي صوتك ياولد أبوك نائم) .. وتاره تصحى لتجد الجميع مكومين في طرف قصي من المنزل (كي لا يتسببون لك في إزعاج) .. وتاره مجرد عودتك من العمل في غير المعتاد تلاحظ كبكبتها لتدخل غرفتها وتغلقها من خلفها .. لتخرج بغير الثوب الذي وجدتها به .. أو تدلف إلى الغرفه تجدها أمام المرآه (تلملم خصلات طارت من تسريحتها) .. ترى أي حب هذا؟ وكم من الكلمات تعبر عن هذه المواقف لتشرح عمق العاطفه والمحبه والحنيه .. أهي هذه الكلمة التجارية التي يرسلها كل من يحب في رساله قصيرة مستهلكه هذه الأيام (أحبك) ثم يضغط بعدها قائمة الأسماء ليختار خمسه أسماءw: ثم يضغط زر الإرسال؟ وفي الجانب الآخر تسمع الزوج يقول لها (ما تكنسي الليله .. حتتعبي تاني لو كنستي) .. أو لأنها متعبه أتي ببعض الطعام الجاهز معه من الخارج ويخبرها بذلك .. أو يضع يده علي جبينها .. ويسألها ويرجوها أن تذهب معه للطبيب .. أو بأمر (قومي أرح الدكتور) وهذا الأمر والمعاناه في المواصلات وحجز النمرة و(وإنتظار الدور) والدخول للطبيب .. وشكوى الزوج للطبيب بأنها تتعب إذا حدث كذا وكذا .. وفي الثانية صباحاً يوقظها من النوم ويمد لها الحبوب بيد وبكأس الماء بيد أخري ثم يقول لها قولي بسم الله وأبلعي .. بالشفاء ..... أي حب ستحس به الزوجه أكثر هذا الواقع المعاش أم فقط كلمة يليقيها لها ولايلقى لها بالآ من كثرة أستهلاكها ويذهب لحال سبيله؟ هذا ولاننفي وجود بعض وأكرر (بعض) الرومانسية التي يجب أن يظهرها الزوجين صراحة .. وقد يكون ذلك في (أوقاتهم الخاصة) .. أما ما عم به البلاء وتحلم به الفتيات بالرومانسية على طريقة مهند ونور كما قرأت .. فهذا نوع من الخيال الغير معاش .. ولنضرب مثلاً أدخل اليوم في المساء بيتك .. ولاتنسى أن تشترى معك باقة من الزهور من (فرش فلورز(f) ) ومجرد أن تدلف من الباب نادي على زوجتك وقول لها (أحبك) وقم بشم باقة الزهور وقدمها لها .. وإليك ردة فعلها (يازول إنت أكيد الليلة عامل عملة وجاي تتدسى وراء الكلمات دي .. يا أما حمتك مرتفعه خالص ولازم نمشي الدكتور .. وله كمان عملو ليك عمل وبقيت تهضرب برة من راسك .. ) وأشياء من هذا القبيلw: .. فجيل أبي ومن سبقهم من أجدادي لم يتفوه أي منهم بكلمة (بنهبكf: ) ولا كلام الريده .. بل يحبون بعضهم بعضاً واقعاً معاشاً ويحس هو به وتحس هي به .. ونحس نحن بمقدار حبهم لبعضهم البعض .. كحياة لا ككلمات جوفاء. فالحب والتيه والوله والهيام والتتيم يختلف بأختلاف الزمان .. فيبدأ بأعجاب في أوله ثم حب مكتوم ثم مصرح به في فترة الرومانسية .. ثم بعد الزواج يصبح واقعاً معاشاً وتندثر الكلمات وتطبق واقعاً عملياً بعد ذلك ... أما إذا استمر كلمات أيضاً بعد الزواج فسيأتي الألف ليحول الحب العذب إلى الحب العذاب وهذا الأخير يأتي بصحبه الملل والشك والكآبه وصويحباتهم مخارجه بقال فقالت .. قالت فقال ..: في شارع النيل أمسك بيديها وقال لها (دي آخر جلسة رومانسية وشاعرية حنقعدها مع بعض) أصابتها الدهشة وفتحت عيناها حتى أذنيها وقفز حاجباها حتى لامسا خصلة نافرة من رأسها وقالت (لييييه!) وكان هو الأكثر إندهاشاً هذه المرة فقال (مش خلاص حيحبسوك من بعد بكرة .. والعرس الشهر الجاي؟)w: خروج مثقفاتي: الحب في صمت أحلى .. ولكنه إنتحار بطئ الحب نشوة تعتريك في الدواخل ودغدغة يصعب حكها