|
Re: حميد والخليل ( العابد، المومس، المسجد، الكنيسة) رموز للوطن (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
وسوف آخذ هذا المقطع من القصيدة :
في كلام الناس بفتش .. بين عوينات المدارس في صدى آذان المساجد .. ورنة أجراس الكنائس في إندهاشات العذارى .. في إرتعاشات الموامس في بحر فرحان يبشر .. موجو لي جية النوارس الرواويس طمبروك .. وهز بيك في الدارة فارس
في ( مناقيش العدالة ) تألق حميد بعفويته المميزة واستخدم كل فنون القصيدة والنظم الجميل .. ففي هذه الابيات التي اخترتها من القصيدة لم يترك حميد اي شريحة من مكونات المجتمع وإلا وتطرق اليها .. وهكذا يكون حب الوطن بدون وقف التنفيذ وبدون حدود أو سقف او اعتبار ديني او حتى سلوكي فالحب الاول للوطن وبعد ان يبقى الوطن نبحث بعد ذلك عن الكمال والسلوك وندمل الجروح ونداوي اثار القروح .. فوطن حميد جمع كل التناقضات مع بعضها وعلى قدم المواساة ومن مبدأ الاولوية للوطن ثم بعد .... فقد اورد ( المدارس والمساجد والكنائس والعذارى والموامس والموج والنوارس والرواويس والفارس ) وتطرق اليها بطريقة التوشيح التي تزين صدر القصيدة .. فهنا يستحضرني وجه الشبه بين حميد والرائع خليل فرح .. فكلاهما تشبع من حضانة فيها قيم التسامح والفضيلة ورقة المعاملة بين البشر في اعماق الشمال مهد الحضارات .. فالرائع خليل فرح يقول في قصيدته عن الوطن امدرمان
يا جميل يا نور الشقائق أملأ كاسك واصبر دقائق
ثم يسترسل في القصيدة الى ان يأتي الى القداسات الدينية .. وكأنه يقول ان الوطن للجميع ولكل دوره في الحياة .. فيأتي بضريح المهدي :
الضريح الفاح طبيه عابق السلام يا المهدي الامام ..
وهنا جمع خليل بين تلك الخلاسية ( فوز ) والتي فتحت بيتها لهؤلاء الثوار رغم خطورة العاقبة اذا عرف المستعمر بذلك .. حيث كانوا يختبئون فيه تحت ستار تناول المشروب الذي كان يسمح به المستعمر .. ثم جاء بضريح المهدي كإلهام معنوي وقدوة ومثل للنضال وكحافز ورمز .. ولكن القيمة النهائية لدى خليل كما لدى شاعرنا حميد هو الهدف ( الوطن ) والاخلاص في حبه بغض النظر عن المستمسكات الاخرى
|
|
|
|
|
|