الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-30-2024, 11:58 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-22-2013, 04:52 PM

موسى أحمد مروح
<aموسى أحمد مروح
تاريخ التسجيل: 12-26-2010
مجموع المشاركات: 428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير (Re: موسى أحمد مروح)

    الكرة في ملعب التفكُّك
    حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير
    الجزء 3-3
    بقلم: موسى أحمد مروِّح

    أكتب هذه المقالات للمساهمة في نقاش ابتدره الدكتور الواثق كمير، واقترح فيه أن يقود الرئيس السوداني وحزبه الحاكم مبادرة للمّ الشمل السوداني، وإلا تفككت البلاد. ذكرتُ في الجزء الأول من مساهمتي أن الرئيس وحزبه غير مؤهلين لدور كهذا، بحكم سجلهم في الممارسة السياسية الذي بين أيدينا. وذكرت في الجزء الثاني أن تفكك السودان إلى قومياته التاريخية والثقافية سيكون خياراً أفضل، على عكس ما حذرنا الدكتور الواثق.

    وأختتم اليوم هذه المقالات بالحديث عن نواة الأزمة السياسية السودانية، التي أرى إنها في منظومة المفاهيم الاجتماعية والثقافية التي هي جزء من حياتنا اليومية، وإننا سنواصل إعادة إنتاج أزمتنا وصب الزيت عليها ما لم تقوم أحزابنا السياسية وتحالفاتنا على تفكير استراتيجي جديد يستبدل هذه المفاهيم.

    أحد النتاجات الجانبية لحكم الإنقاذيين أنهم ساعدوا في توحيد الرؤية السياسية لغالبية أحزاب السودان حول ضرورة الحكم الديمقراطي الليبرالي. نعم، هناك خلافات فلسفية مهمة متبقية بين القوى السياسية المعارضة، مثل هل تكون الدولة مدنية أم علمانية، وأي الأنظمة الديمقراطية أنسب لإدارة الدولة، وغير ذلك من تفاصيل النظام الديمقراطي. لكن لا يبدو لي أن أحداً ذا ثقلٍ في معارضة اليوم يغني للديمقراطية من جهةٍ ويتربص بها ليلاً بجيشه السِّري من جهة أخرى. لا يوجد كذلك أي حديث من قوة سياسية معارِضة يعتدّ بها تفضِّل فيه ما يُسمّى بالشورى على الديمقراطية بمعناها الغربي. كل ذلك لا يعني بالطبع أن الديمقراطية قد تمددت جذورها في السودان، ولكن يعني أن هناك تراضٍ عام حولها، لا يشذ منه من الأحزاب المؤثرة سوى الإنقاذيين.

    هذا تطور مهم في الفكر السياسي السوداني لأنه يُنهي، نظرياً على الأقل، الجدال العقيم حول أهليتنا كمجتمع يغلب فيه الإسلام، للحكم الديمقراطي ذي المنشأ الغربي. لكنه تطور بطيئ وغير كاف بالطبع. لذلك يجب تسريعه بتطبيق فكرة التفكك هذه على أحزابنا المتفككة أصلاً.

    هذا يعني أن نتوقف عن محاولاتنا،
    التي أثبتت فشلها مراراً، لإعادة توحيد هذه الأحزاب، وأن نسمح لهذا التفكك أن يأخذ مجراه الطبيعي. فليظل سادتنا الثلاثة رؤساء أحزابهم للأبد، لا يُسألون عما يفعلون، وليورثوها لبنيهم من بعدهم. وليظل اليساريون يتشبهون باليمينيين في حجرهم على ترقي قيادات جديدة. وليخرج من تلك الأحزاب كل من يريد ديمقراطيةً حقيقية خروجاً سلمياً نهائياً مانعاً جامعاً حتي تتمايز الصفوف، لا استعداداً لحروب وإقصاءات جديدة، ولكن لنعرف رأسنا من قدمينا في هذا الدوار الذي دوّخ عقولنا وأرواحنا، من قِبل سياسيين لا تقام حكومة على جماجم الديمقراطية وإلا ضربوا إليها أكباد الإبل. ولتظل حبال الود موصولة بكل تأكيد، لأن هذا الخروج أسبابه معرفية وتنظيمية وليس شخصية. وليقيم التحالف الجديد علاقاته مع بقية القوى السياسية المهجورة على هذا الأساس، وبشروط جديدة ليس من بينها الرغبة في لم الشمل بأي ثمن كان، لأن ذلك سيعيد إنتاج الأزمة. التفكير العلمي يقتضي أن نعزل الشخص المريض عن الأصحاء، لا استهدافاً له ولكن منعاً لانتشار العدوى، وعنايةً به.

    وليشكل هؤلاء الثوار المعرفيون محبو الحرية بعد خروجهم تحالفاً استراتيجياً يقوم على القدرة على الإبداع السياسي والقدرة على التخطيط والإنجاز، ولتقوم فلسفة التحالف الجديد على ما ينفع الناس: الديمقراطية والتنمية والسلام، ولا شيئ غير ذلك من اللت والعجن الطائفي والأيديولوجي الذي أضعنا سنوات طويلة فيه.

    تَبقّى أن يأتِ هذ التحالف بنموذج لتوزيع السلطة والقيادة بداخله لأن الرغبة في التسلط والتزعم من غير مؤهلات هي جزء من الحمض النووي لثقافتنا العامة. لكن ذلك يمكن حله بأن تُربط الزعامة في التحالف الجديد بالقدرة على خدمة الناس وعلى التطوع غير مدفوع الأجر، وغير ذلك من أوجه التقرب إلى أهلنا وحلّ مشاكلهم. ومن حسن حظ محبي الزعامة في التحالف الجديد إنه لا يوجد شُح في هذه المشاكل الملحّة، وإن هناك هامش داخل نظام الإنقاذ يمكن استغلاله لخدمة أهلنا وتحسين أوضاعهم، وبالتالي إكساب هذا التحالف خبرة عملية في الإدارة والتنظيم والتفكير العملي الرامي إلى اجتراح الحلول وتنفيذها، وكل هذه خبرات تصب في خانة الاستثمار في المستقبل. نعم سيحاول الإنقاذيون التشكك في ذلك والتربص به ومحاولة أخذ "شَكرته"، ولكن لا بأس، فهم يتربصون ويتشككون على أية حال، وذلك ثمن مقبول، لأن العائد منه سينعكس على حياة أهلنا، فإن أصاب الإنقاذيون منه خير فهو دليل على الفرق بين من يُصْلِح في الأرض ومن يُفسد فيها، وسيرى الله والناس عمل العاملين.

    الهدف من خلق تحالف استراتيجي مثل هذا هو إعادة رسم معادلة السياسة السودانية بحيث تخلِق هذه المعادلة ساسةً يخدمون شعبهم بدلاً من شعب يخدم ساسته، وبحيث يُعاد تعريف كُنه الممارسة السياسية: من قفاطين ومؤتمرات إلى مشاريع وإنجازات.

    كما أن الهدف العملياتي من هذا هو خلق قوة سياسية سلمية فعالة تُشعل روح التنافس بين جميع القوى السياسية الموجودة، لأن غياب البديل الإستراتيجي لكلٍ من الإسلاميين والأحزاب التقليدية، وغياب التنافس، أضرّ بالإسلاميين وبهذه الأحزاب، وأخّر التغيير المنشود، ووضَعَ السودانيين في حالة من الانتظار الأبدي لمُنقذٍ لن يأت أبداً، إلا إذا تغيرت معادلة السياسة السودانية نفسها.

    والسؤال المنطقي بعد هذا التحليل هو ما مدى فُرص قيام تحالف كهذا، بالنظر إلى الواقع الذي أمامنا؟ والإجابة غير معروفة. ولكن لا شيئ يولد بأسنانه. ويمكننا أن نبدأ من نقطتين:
    1- على السودانيين الذين يحاربون الحكومة المركزية الآن أن يتخلوا عن أي تفكير في تحرير السودان بأكمله وإسقاط الحكومة، وأن يحصروا مجهوداتهم العسكرية فقط في الدفاع والبناء وإقامة كيان ديمقراطي في المناطق التي يسيطرون عليها، حتى يقدموا للسودان نموذجاً عملياً لرؤيتهم للحكم، وحتى يكتسبوا الخبرة اللازمة لإدارة هذه الأقاليم في المستقبل إن اختارهم الناس هناك لتلك المهمة. إن نموذج النضال الذي اختارته هذه القوى السودانية يعطى الأفضلية الاستراتيجية لحكومة الإنقاذيين، فهو سهل الاستغلال من قبل الحكومة تحت ححج العنصرية والدين، وهو غير مبني على قراءة سليمة وواقعية للقدرات الذاتية لهذه القوى، كما إنه يُفقدها عطف الكثيرين في شمال السودان وفي المجتمع الدولي، لأنه يساعد في تصويرها إعلامياً كقوة معتدية تريد أن تستبدل ديكتاتورية بأخرى. وعلى عكس ذلك، فإن اكتفاء هذه القوى باستراتيجية دفاع وبناء وتنمية سيقلب هذه المعادلة، وقد يساعد في أن تأتي لها الخرطوم سلمياً وفي مكانها.

    2- على مجموعات الشباب التي قادت الانتفاضات الأخيرة أن ترجع إلى بسطام، بأن تتخلى عن محاولة كسب وُد الأحزاب التقليدية، وأن تركّز بدلاً من ذلك على بناء تحالف استراتيجي شبابي يقود التغيير المنشود عبر محو الأمية وعبر التثقيف السياسي والتطوع وتقديم ما يستطيعونه من خدمات طبية وغذائية وبيئية وزراعية وبيطرية وغير ذلك من عونٍ لأهلهم المحتاجين، بدلاً من محاولة مجابهة نظام بوسائل لا يملكونها، وفي ميدان معركةٍ من اختيار النظام. عليهم أن يعيدوا كلمة "عمل" إلى تعبير "العمل السلمي"، الذى يدعو إليه كبار قادتنا الآن من أرائكهم الوثيرة، وإلاّ فليستعدوا لنا نحن أهل الخارج لننفض الغبار عن قفاطيننا ونأتي لحكمهم بعد سقوط الإنقاذيين مثلما حدث في 1985.

    وملخص القول في كل هذا النقاش هو أن الأمراض والإصابات المعقدة تتطلب بالضرورة عملياتٍ جراحية معقدة. هذه هي طبيعة الأشياء. فإذا كنا نؤمن بأن السودان مصاب بمرضٍ معقد، كما شرح لنا دكتور الواثق، فالاستنتاج العلمي المقبول هو أن المسكنات والأطباء المزيفيين لن ينقذوه، بل قد تسوء حالته أكثر، وقد نفقده نهائياً. الاستنتاج المقبول عقلياً هو وجوب إدخاله العناية المركزة فوراً لإجراء عمليات جراحية حرجة عليه، والاستعداد لتقديم كل ما نستطيع لمساعدته، بما في ذلك الدعاء، ثم التهيّؤ من بعد ذلك لما يمكن أن يكون وقتاً طويلاً للنقاهة والشفاء، حتى لو صحّ الدواء. لا توجد في التاريخ الإنساني إنجازات بلا عملٍ شاق. ولا توجد أمة واحدةٌ تقدّمت من خلال انتظارها المعجزات من النبي الخطأ.
                  

العنوان الكاتب Date
الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير موسى أحمد مروح03-22-13, 04:50 PM
  Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير موسى أحمد مروح03-22-13, 04:51 PM
  Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير موسى أحمد مروح03-22-13, 04:52 PM
  Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير موسى أحمد مروح03-23-13, 05:07 AM
    Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير محمد حيدر المشرف03-23-13, 10:03 AM
      Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير Kabar03-23-13, 10:22 AM
  Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير موسى أحمد مروح03-23-13, 05:33 PM
    Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير Elmoiz Abunura03-23-13, 06:34 PM
    Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير محمد امين مبروك03-23-13, 06:38 PM
  Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير موسى أحمد مروح03-23-13, 06:53 PM
    Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير Mannan03-23-13, 07:30 PM
  Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير موسى أحمد مروح03-23-13, 11:53 PM
  Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير موسى أحمد مروح03-24-13, 03:21 AM
  Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير موسى أحمد مروح03-24-13, 05:09 AM
    Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير محمد امين مبروك03-24-13, 06:28 PM
  Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير موسى أحمد مروح03-25-13, 04:54 AM
  Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير موسى أحمد مروح03-25-13, 08:53 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de