الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-30-2024, 12:59 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-22-2013, 04:51 PM

موسى أحمد مروح
<aموسى أحمد مروح
تاريخ التسجيل: 12-26-2010
مجموع المشاركات: 428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير (Re: موسى أحمد مروح)

    الكرة في ملعب التفكك
    حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير
    الجزء 2-3
    بقلم: موسى أحمد مروِّح

    ذكرتُ في الجزء الأول من هذه المساهمة أن أقتراح الدكتور الواثق كمير بأن يقوم الرئيس السوداني وحزبه بقيادة "مساومة تاريخية" للمّ الشمل السوداني هو أقتراح شجاع، ولكن الرئيس وحزبه غير مؤهلين لقيادة مبادرة كهذه. بنيتُ دعواي تلك على سجلّ تاريخ وحاضر الإنقاذيين في الحكم وخارجه، واستخلصتُ من ذلك السجل أنه ليس من مصلحة الإنقاذيين السياسية والاقتصادية القبول بأعادة توزيع الثروة والسلطة، وأن ذلك سيكون منافياً لطبيعتهم السياسية والآيديولوجية، المبنية على الاحتكار والإقصاء.

    وأعود هذه المرة لمناقشة فرضية أخري طرحها الدكتور، وهي أن تمزُّق البلاد وتفككها هو ضررٌ أكبر من مرارة التنازل عما حدث للبلاد تحت حكم الإنقاذيين والانخراط معهم في شراكة وطنية، وإنه من الأفضل للسودان أن يقبل السودانيون المساومة التي اقترحها الدكتور، وذلك من أجل درء الضرر الأكبر بالأصغر.

    ليس لديّ أي اعتراض مبدئي على فكرة التجاوز، بل أنا من مؤيديها المتحمسين، لأن تجارب الأمم المشابهة لنا تاريخياً، مثل جنوب أفريقيا وكينيا ودول أمريكا الجنوبية، أثبتت نجاح التجاوز عن الماضي من أجل المستقبل. ولكني أختلف مع الدكتور في قوله إن التفكك هو الضرر الأكبر، وأرجّح أن العكس هو الصحيح.

    فقيادة الإنقاذيين لأية مبادرة كهذه ستؤدي على الأرجح إلى تأخير تأسيس الدولة السودانية على قواعد متينة جديدة، وبالتالي تعميق الأزمة وتطويل أمدها، نسبةً لما أوردناه من أسباب في الجزء الأول من هذا النقاش. وإنه على عكس ما هو سائد من تشبثٍ بالوحدة عند كثير من السودانيين، خاصة أهل الوسط، فإن القبول بتفكك السودان الشمالي إلى عناصره وشعوبه الأساسية قد يسهل عملية وحدته الطوعية في المستقبل، لأنها ستكون وقتها وحدة مبنية على الاختيار الطوعى والمصلحة المشتركة، بدلاً من عواطف التاريخ المشترك، الذي أصبح الآن عبئاً أكثر من كونه طاقة للبناء والتقدم.

    كان الأفضل بالطبع أن يتطور السودان معاً بشعوبه على أساس المواطنة، في شكل كيان سياسي جامع. ولكن ذلك لم يحدث رغم مرور 57 عاماً على ما كان يفترض أن يكون ضربة البداية. الذي حدث هو العكس، وهو إننا اليوم أبعد ما نكون عن هدف الوحدة والبناء والسلام والحرية. وملخص قولي هنا أن السودان في حاجة الآن إلى التوقف لإضافة مرحلة ناقصة من نموه ككيان سياسي، مرحلةٍ تتطور فيها الأقاليم أولاً إلى كيانات سياسية، بِحُرية ومن غير عسف المركز وحروبه، ومن ثم تبدأ عملية الانضمام إلى دولة إتحادية ديمقراطية، حسب رغبة وإيقاع الأقليم أو الدولة الإقليمية المعينة. فإن رفضت دولة سودانية إقليمية الانضمام من ناحيةٍ مبدئية، فينبغي أن يكون لها الحق في ذلك، لأن الهدف النهائي ينبغي أن يكون إنسان السودان وليس خريطة السودان. بالطبع للانفصال ثمنه الاقتصادي والدبلوماسي، ولكن ذلك يجب أن يُترك لتقدير هذه الكيانات لظروفها وحاجاتها.

    نعم، هذا يعني بالضرورة القبول بالأشواق الوطنية في الاستقلال على أساس تاريخي أو ثقافي أو غير ذلك، لأن من شأن ذلك أن يلبي تلك الأشواق أولاً، مما سينعكس نفسياً بالإيجاب على مجمل الممارسة السياسية في هذه الأقاليم، وبالتالي على علاقاتها بجيرانها. ثم إنه سيضع تلك الأشواق في محك الواقع، حتى تستطيع الشعوب السودانية التعرف علي تطلعاتها الوطنية عن قرب، وعلى ثمن تلك التطلعات، في ذلك السياق الحديد.

    من شأن الاستقلال الإقليمي أن يخلق تنافساً حراً على التنمية وعلى تطوير إنسان هذه الأقاليم، مما سيستدعي بالضرورة الرغبة في التعاون البيني، خاصةً بعد انتفاء الوحدة التعسفية والنظام السياسي المفروض من علٍ بقوة الحديد والنار، وبعد أن تجد القيادات التي تقود النزاعات الآن نفسها وجهاً لوجه أمام شعوبها التي أرهقتها تلك النزاعات، أمام المسؤوليات اليومية لإدارة الحكم، حيث لا يمكن تعليق الفشل على شماعة سلطةٍ مركزية.

    من شأن هذه المعادلة الجديدة أيضاً أن تخلق بيئة سياسية مختلفة تماماً، يصبح فيها التعاون بين شعوب السودان مرغوباً من أجل النجاح الذاتي الإقليمي، ويغيب فيها الغبن والتحجج به. ومن شأن الارتباط الحر للمصالح التجارية والاجتماعية والثقافية المشتركة بين هؤلاء الشركاء الجدد أن يجعل مستقبل الوحدة أفضل، لأن منظورهم لمصالحهم سيختلف بالضرورة نسبة لزاوية النظر الجديدة التي فرضها الواقع الجديد.

    وإذا أرادت أقاليم الوسط أن تقود هذا الاتحاد، فعليها أولاً أن تجعل من نفسها نموذجاً يُحتذي، وأن تُثبت لأقاليم الهامش أن من مصلحة الأخيرة الانضمام إلى الاتحاد. ولكن يمكن لأقاليم الهامش أن تقود كذلك، إذا استطاعت تقديم تجربة سياسية جاذبة. الهدف من ذلك كله أن يتم تحويل طاقة التنافس بين السودانيين من طاقة هدامة هي الحرب، إلى طاقة بناءة هي التنمية.

    لقد أثبت تاريخنا الحديث أن القفز فوق مرحلة الأشواق الإقليمية قد أضر بالمحصلة النهائية لتطلعاتنا كأمة، وها هو السودان قد قُدّر له أن يُولد خديجاً نتيجة لذلك، وألا يجد العناية في طفولته، فأعاقه ذلك وهو في كبره أيما إعاقة.
    ولكن المهم الأن ألا نتباكى على الماضي، وإنما أن نفعل كل ما نستطيعه لكسب المستقبل. ولا يبدو لي أن هذا الكسب سيكون مواتياً تحت قيادة البلاد الراهنة، أو تحت مفاهيم الوحدة القديمة. فالإشكال الأساسي للأزمة السودانية، من وجهة نظري، هو إشكال في المفاهيم، مكانه رؤوسنا وثقافتنا الاجتماعية وطريقة حياتنا. وما ساستنا، على اختلاف مشاربهم السياسية، إلا أنعكاس لنا كمجتمع. ولكن ذلك أمر آخر سنعود إليه في الجزء الثالث والأخير من هذه المساهمة.
                  

العنوان الكاتب Date
الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير موسى أحمد مروح03-22-13, 04:50 PM
  Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير موسى أحمد مروح03-22-13, 04:51 PM
  Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير موسى أحمد مروح03-22-13, 04:52 PM
  Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير موسى أحمد مروح03-23-13, 05:07 AM
    Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير محمد حيدر المشرف03-23-13, 10:03 AM
      Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير Kabar03-23-13, 10:22 AM
  Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير موسى أحمد مروح03-23-13, 05:33 PM
    Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير Elmoiz Abunura03-23-13, 06:34 PM
    Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير محمد امين مبروك03-23-13, 06:38 PM
  Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير موسى أحمد مروح03-23-13, 06:53 PM
    Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير Mannan03-23-13, 07:30 PM
  Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير موسى أحمد مروح03-23-13, 11:53 PM
  Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير موسى أحمد مروح03-24-13, 03:21 AM
  Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير موسى أحمد مروح03-24-13, 05:09 AM
    Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير محمد امين مبروك03-24-13, 06:28 PM
  Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير موسى أحمد مروح03-25-13, 04:54 AM
  Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير موسى أحمد مروح03-25-13, 08:53 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de