الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-30-2024, 03:15 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-22-2013, 04:50 PM

موسى أحمد مروح
<aموسى أحمد مروح
تاريخ التسجيل: 12-26-2010
مجموع المشاركات: 428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير

    الكرة في ملعب التفكُّك
    حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير
    الجزء 1-3
    بقلم: موسى أحمد مروِّح

    قرأت مثل الكثيرين غيري مقال الدكتور الواثق كمير الموسوم "الكرة في ملعب الرئيس،" المنشور بجريدة الصحافة. أورَد الدكتور الواثق ذلك المقال/الاقتراح ضمن ثلاثة سيناريوهات بناها على تحليله للمشهد السياسي السوداني الراهن، وخلص منها إلى أن الأنسب من بين تلك السيناريوهات هو أن يقود الرئيس البشير مبادرة لجمع الشمل السياسي السوداني، في "مساومة تاريخية"، حسب قول الدكتور، وإلا فإن مصير البلاد سيكون الضياع والتفكُّك.

    وأول ما لفت انتباهي هو أن المقالة نفسها تمثل "مساومة تاريخية" قام بها الدكتور، لا ينقص من قيمتها كونها أتت على شاكلة اجتهاد فردي، من قِبل هذا الرجل الوطني، المحسوب على الحركة الشعبية، تجاه خصومه الاسلاميين الحاكمين، في محاولة للاسهام في ايجاد مخرج للبلاد والعباد. فقدّرتُ للرجل ذلك، كونه قدّم لنا مثالاً عملياً على فضل قيمة التجاوز عن المرارات التاريخية. وقد أثار اقتراح الرجل حفيظة الكثيرين. فما أن جفت أقلام الدكتور حتى سرت بتخوينه كثير من ركبان الأسافير من إخوته بالأمس، يتهمونه ببيع روحه للشيطان والتنكر لماضيه.

    وأود هنا أن أعلن تضامني مع دكتور الواثق، الذي لم التقيه من قبل، وأن أشكره على شجاعته ومجهوده الفكري هذا، في زمان قلّ فيه الباحثون عن حلولٍ عقلانية، وكثر فيه الاستقطاب والتشرذم الذي هو في الأصل نتاج طبيعي لعمق أزمتنا، لكنه تحول الآن إلى أزمة أخرى خطيرة قائمة بذاتها، تضاف إلى الجراح القاتلة التي نُكيلها كل يوم، منذ خمسة عقود ونيف، لهذا الوطن المفجوع بنا ومنا.

    كما أود هنا أن أساهم في نقاش ما جاء في آراء الدكتور، بأن أختلف مع بعض مسلماتها الأساسية، ولكن من داخل منطقه الذي ارتكز عليه. لا أفعل ذلك رغبة في المناكفة، ولكن دفعاً لآراء الدكتور الشجاعة خطوة إلى الأمام.
    بعد ذلك أود أن أقترح فرضية موازية لما رأى دكتور الواثق، في محاولة مني لتقديم حل.

    وألخّص قولي هنا في محوريين أساسيين هما 1) أن الرئيس وحزبه ليسا مؤهلَين لقيادة مبادرة كهذه، وإن الوقت قد فات حتى لو كانا كما ظن الدكتور، و 2) أن طرح دكتور الواثق، في مجمله، يكتسب أهميته وقوته من نظرته العاقلة المتفائلة الساعية إلى الحلول، وليس من تحليل يستصحب الواقع والتاريخ السوداني المعاصر استصحاباً يتناسب مع ويرتكز على عمق الأزمة السياسية السودانية الراهنة، ودور الإسلاميين الأساسي فيها.

    بنيتُ زعمي بعدم أهلية الرئيس وحزبه على نتاج تاريخهم في الحكم منذ انقلابهم غير القانوني في 1989، وعلى كيفية إدارة الدولة ومواردها ومقدراتها بعد وصولهم إلى السلطة، ثم سجلّهم في التعامل مع شعبهم ومعارضيهم وبقية العالم، وعلى دوافعهم الفكرية، وعواطف قادتهم، وغير ذلك مما يمكن أن يشكل المَشْرَب الفكري والأساطير المؤسِّسة لإخوان السودان عبر تقلباتهم الحركية المعروفة. نظرتُ باختصار إلى قول وعمل الإنقاذيين في خلال أكثر من ثلاثة وعشرين عاماً، وهي قد تكون أطول فترة حكم غير أجنبي مرّ بها السودان منذ عهد السلطنة الزرقاء. لكني لم أجد في ذلك التاريخ ما يشير إلى أن الإنقاذ تضع قيم الحرية والسلام والتنمية والحكم الرشيد ودولة القانون موضعاً يليق بهذه القيم، التي سنحتاجها في أي مساومة تاريخية.

    نظرت كذلك لطبيعة صراع الإسلاميين على السلطة فيما بينهم، فوجدته قائماً على النفع والانتفاع الشخصي، وليس على الاختلاف الفكري. ولو كان الخلاف فكرياً، لأمكن القول أن طائفة الرئيس ستنحاز، بعد دفعها بمبادرة كهذه، إلى صف الحريات والمشاركة السياسية، مع بقية ديمقراطيي السودان، لأن ذلك كان سبب اختلافها مع إخوانها الشموليين. لكن ذلك لم يحدث حين دعا الداعي بذلك من قبل، إذ أن مفاصلة الإسلاميين السودانيين الشهيرة في 2000 لم تصب في مصلحة الديمقراطية والحريات والانفتاح السياسي، كذلك لم يكن هدفُ الانقلابات الموؤدة اللاحقة، التي حدثت منذ المفاصلة، الإتيانَ بدولة الحريات والقانون.

    وكذلك يرى المتابع لصراعات إسلاميي السودان، أن تلك المفاصلات دائماً ما تنتهي بتهميش مفكريهم الأكثر استعدادا للحوار وقبولاً للديمقراطية والتداول السلمي للسلطة. فإذا لم يشفع لهؤلاء تاريخهم الإسلامي الطويل، فكيف لنا أن نبني مبادرتنا على ظنٍ بالخير جُحِد به على رفقاء فكرٍ وسلاحٍ سابقين؟ ما هو الضمان لو قاد الرئيس أو أي قيادي إنقاذي آخر مبادرةً تتطلب بالضرورة إشراك الآخرين في ملكية بقرة السلطة والثروة الحلوب؟ ألا يشكل ذلك تهديداً سياسياً واقتصادياً مباشراً لأهم الركائز التي يقوم عليها النظام نفسه؟ ما هو الضمان ألا يُطاح بالرئيس إن قام بمبادرة كهذه، وألا يصبح ترابي آخر في لحظة من سخريات الأقدار؟

    نظرتُ كذلك بحثاً عن أي دليل سطّره الإنقاذيون في كتاب تاريخهم في الحكم، دليلٍ يمثل انجازاً في لمّ الشمل يشار إليه ببنان الفعل لا القول، أو حتى رغبةً صادقةً أبدوها في الجنوح إلى التي هي أحسن. فعلتُ ذلك لأن قدرة أي حزب سياسي على أي مساومة تاريخية بهذا الوزن ترتبط بالضرورة بقِيَم لمّ الشمل والتسامح هذه. لكنني لم أجد دليلاً على ذلك، بل بالعكس، رأيت أدلةً ضد ذلك تماماً. أقول ذلك لا رغبة في المساهمة في قتل روح الأمل، التي يبدو أن الدكتور كان يتطلع لإيقاظها فينا، ولا بدافع الإساءة إلى الإسلاميين، ولكن نظراً إلى المعطيات التي أمامي من هذا الإرث الإنقاذي، الذي لا يمكن الإعتذار له بأنه لم يجد فرصة كافية للتجريب، مثلما هو حال ديمقراطياتنا قصيرة الأجل.

    نظرتُ كذلك لمجمل المعضلات القانونية التي سيشكلها تولِّي رئيسٍ مطالَب دولياً لمبادرة مثل هذه، تحاول إنقاذنا، ثانيةً، وإعادة تقديمنا كدولة مختلفة إلى بقية العالم، كدولة تريد فتح صفحة جديدة. كيف يمكننا الحديث إلى العالم المؤثِّر في السياسة الدولية، بجدية وثقة، إذا كان رسولنا إليهم رجلٌ يرفضون استقباله وقد يعتقلونه؟

    نظرتُ كذلك لما فعل الإنقاذيون بمعارضيهم، وإلى الحروب التي لا تعرف التوقف، الحروب التي شنوها على شعبهم تقتيلاً وتنكيلاً وتجويعاً وتشريداً، وإلى عجز الإنقاذيين عن التعلم من التاريخ، وإلى فقدان رغبة المعارضة المسلحة وغير المسلحة في التجاوز والغفران، فلم أجد ما يطمئن إليه قلبي.

    نظرت كذلك إلى فرص السلام والتحول الديمقراطي التى وأدها الإنقاذيون عبر تاريخهم، حتى قبل الوصول إلى الحكم، فوجدتُ أنه من الصعب جداً تسويق أي مساومة معهم إلى السودانيين، بعد كل ما جرى لخصومهم السياسيين وللشعوب السودانية على أيدهم. ووجدتُ أن عنصر الثقة، الضروري للوصول إلى مساومة ومن ثمّ تنفيذها والحفاظ عليها، أصبح شبه معدوم بين الأطراف المعنية، وأن الزمن قد تجاوزه من فرط ما جرى بين هذه الأطراف من تباعد وتخاصُم نتيجة لذلك.

    ثم نظرتُ أخيراً إلى تجربة الإنقاذيين خلال مساومة أخرى كبرى، كان يُفترض كذلك أن تكون تاريخية، هي اتفاقية السلام مع الحركة الشعبية التي ينتمي إليها الدكتور، فوجدتُ أنها تجربة لا وحّدت وطناً ولا وطّنت حريةً. ووجدتُ أن الإنقاذيين فعلوا كل ما في وسعهم لاحتواء شريكهم في الحكم، الحركة الشعبية، بدلاً من المشاركة المخلصة معها من أجل السودان وشعوبه. فما هو الضمان ألا يتكرر ذلك في مساومة تاريخية جديدة؟

    وبعد نظري إلى كل ذلك، اتضح لي أنه لا يستقيم فكرياً أن أصل إلى أي استنتاج مفاده أن الرئيس وحزبه مؤهلين لقيادة مبادرة كهذه، وإنني إن فعلت ذلك فسأبني استنتاجي على أملٍ لا يرتكز على الواقع والحقائق الماثلة.

    بالطبع سأكون أسعد الناس لو خيّب الرئيس وحزبه ظني، وقادوا مبادرةً مثل هذه. وأنا نفسي كتبتُ قبل سنةٍ أو يزيد رسالةً أستحثّ فيها أهل الحكم باسم المسؤولية الوطنية أن يفتحوا نظامهم على هواء الحرية والسلام والمشاركة السياسية، وأن يدرسوا تجربتهم ويطوّروا فكرهم حتى لا يصبح الإقصاء السياسي وباءً تتناقله قوانا السياسية فيما بينها.

    هذا هو رأيي في جزئية عدم تأهيل الانقاذيين لجمع شمل الأمة التي يحكمونها. وسأطرح، في الجزء الثاني من هذه الإضافة إلى أفكار دكتور الواثق، حلاً موازياً ينظر إلى الأزمة من زاوية ضرورة إحداث تغيير في بنية السياسة السودانية، وليس ظاهرها فقط، حتى يمكن للتغيير المنشود إن يجد تربةً ينبت عليها.
                  

العنوان الكاتب Date
الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير موسى أحمد مروح03-22-13, 04:50 PM
  Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير موسى أحمد مروح03-22-13, 04:51 PM
  Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير موسى أحمد مروح03-22-13, 04:52 PM
  Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير موسى أحمد مروح03-23-13, 05:07 AM
    Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير محمد حيدر المشرف03-23-13, 10:03 AM
      Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير Kabar03-23-13, 10:22 AM
  Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير موسى أحمد مروح03-23-13, 05:33 PM
    Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير Elmoiz Abunura03-23-13, 06:34 PM
    Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير محمد امين مبروك03-23-13, 06:38 PM
  Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير موسى أحمد مروح03-23-13, 06:53 PM
    Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير Mannan03-23-13, 07:30 PM
  Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير موسى أحمد مروح03-23-13, 11:53 PM
  Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير موسى أحمد مروح03-24-13, 03:21 AM
  Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير موسى أحمد مروح03-24-13, 05:09 AM
    Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير محمد امين مبروك03-24-13, 06:28 PM
  Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير موسى أحمد مروح03-25-13, 04:54 AM
  Re: الكرة في ملعب التفكُّك ... حول سيناريوهات الدكتور الواثق كمير موسى أحمد مروح03-25-13, 08:53 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de