العنصرية المزدوجة ,(149) معتقلاً من جبال النوبة لأكثر من عام

Quote: لقد قضت حكومة السودان الشهور الثمانية عشر الماضية وهي تستخدم, في جزء آخر من السودان, ذات التكتيكات البشعة التي إستخدمتها في دارفور لقمع التمرد . فولايتي جنوب كردفان و النيل الأزرق، اللتين كثيراً ما يُطلق عليهما “المنطقتين” هما ركنين غير معروفين كثيراً، في أحد أكبر أقطار القارة الأفريقية، ولكنهما ربما يصبحان في وقت قريب بسوء السمعة الذي عليه دارفور- إذا لم يتحرك العالم الآن. فكما كان الحال في دارفور، حوصر المدنيون، وهم في الأساس النساء والأطفال، بين نيران المعارك، بينما تواصل القوات السودانية حربها بعيداً عن أعين الإعلام العالمي. ففي سعيها لإنتزاع أراضي السكان ، بنشر الخوف والجوع في أوساطهم، منعت حكومة السودان العون الإنساني من الوصول إلى المنطقتين، مستهدفة المدنيين عبر القصف الجوي العشوائي والهجمات الأرضية، والحملات العسكرية التي جرى توقيتها بعناية لعرقلة مواسم الزراعة والحصاد. وتقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 1.2 مليون شخص نزحوا أو تأثروا بشدة بالعنف في المنطقة. ويعيش كثيرون منهم على وجبة واحدة لكل خمسة أيام، بينما يقدر خبراء مستقلون بأن أجزاء من جنوب كردفان والنيل الأزرق تواجه إحتمالات حقيقية بمجاعة من صنع الانسان بحلول شهر ابريل 2013. لقد استنُزفت كل آليات الأقلمة والتعامل مع مثل هذه الأوضاع، ويقول الذين زاروا المنطقة مؤخراً أن اللاَجئين يلجأون إلى أكل جذور وأوراق الأشجار، وأنهم مجبرون على العيش في الكهوف.