|
Re: من تجربتي بسجن النساء بأمدرمان دكتورة آمال جبر الله سيد أحمد (Re: abdelrahim abayazid)
|
أود تقديم بعض النماذج لنساء إلتقيتهن علها تلقى المزيد من الضوء و العمق على بشاعة الواقع. كان عدد الأطفال المرافقين لإمهاتهن في هذا القسم من السجن يفوق بكثير عدد السجينات و المتهمات و ذلك في مساحة ضيقة بها غرفتان و صالون و مخزن ، هناك ماسورة واحدة للإستخدام و هي غاطسة في الطين المحيط بها. المراحيض تكشف عن العقلية الإجرامية لمن خطط لها فهي عبارة عن حفر متقابلة ليس بينها حوائط ما عدا واحدة مخصصة للعسكريات أي السجانات ، و ذلك إمعاناً في الإذلال و الإحتقار للسجينات. هناك برندة كبيرة تقضى فيها معظم النساء و الأطفال أوقاتهن ليل نهار علَ ذلك يفيد في إستنشاق بعض الهواء النقى في حر الصيف. الأطفال يقضون وقتهم في الجرى وراء الذباب و ربما كانت هناك طيرة أو فراشة طائرة ، ينهكهم الجوع و إلتهاب العيون و الإسهالات ، لا يخصص لهم أي طعام أو ملابس أو شراب ناهيك عن كتاب أو لعبة. أغلب السجينات حوكمن بواسطة محاكم الطوارئ سيئة الصيت ، و حكت لى الكثيرات أنهن فضلن الصمت أو الإعتراف بالإتهام حتى لو لم يكن حقيقياً أمام هذه المحاكم و ذلك حتى يتم ترحيلهن للسجن بسرعة لأنه أكثر أمناً من حراسات البوليس التي تعرضن فيها لأبشع درجات الجوع و الإهانة و الإستغلاال بما فيها الإغتصاب الفردي و الجماعي. كما أن الكثيرات منهن أضطررن للصمت خلال المحاكمات نسبة لحاجز اللغة ، فأغلب السجينات و المتهمات كن من جنوب و غرب السودان خاصة جبال النوبة ، و بالتالى فإن متابعة إجراءات و سير المحاكمة بدون محامى يصب في خانة المستحيلات بالنسبة لهن ناهيك عن إثبات براءتهن أمام البوليس أو جماعة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر أو القاضى الذي لا يعيرهن أدنى إهتمام إنساني قبل الإهتمام بتطبيق العدالة.
|
|
|
|
|
|