|
لـجـنــة مـا شـافـتــش حـاجــــة
|
لـجـنــة مـا شـافـتــش حـاجــــة
أغلقت لجنة أمنية تابعة لحكومة الخرطوم العاصمة كافة أندية المشاهدة بحجة تأثيرها وإخلالها بالأمن المجتمعي ، كما جاء في حيثيات القرار الذي نشرته الصحف .
ولم نعرف ما هو الأمن المجتمعي ناهيك عن كيفية إخلال أندية المشاهدة بهذا الأمن المجتمعي .
وللعلم فإن أندية المشاهدة التي تنتشر في أحياء الخرطوم الفقيرة هي نافذة المسحوقين علي العالم طالما أن معظمهم يسكنون في ( خرابات) مظلمة لا كهرباء فيها ولا تلفزيون ولا طبق فضائي بالطبع .
وفي أندية المشاهدة يتفرج هؤلاء علي المصارعة والأفلام الأجنبية والمنافسات الكروية لقاء تذكرة بثمن زهيد ، ينبسطون في انتظار نهار آخر متعب وتعيس .
ولأن أعضاء اللجنة المعنية ربما لا يعرفون من هم رواد هذه الأندية ، وربما لم يطوفوا في يوم من الأيام علي هامش الخرطوم فإنهم لم يدركوا بالطبع أهمية هذه الأندية لهؤلاء البشر الذين لا تتذكرهم الإنقاذ إلا أوان الإنتخابات المضروبة .
ثم ما الذي خرق ما يسمي بالأمن المجتمعي ، هل هو التلفزيون الكائن في منتصف نادي المشاهدة ، أم المتفرجين عليه أم ست الشاي التي توزع الكبابي علي من يريد ؟!
ولماذا لم تخرق الأمن المجتمعي شاشات البلازما الكبيرة المنصوبة في الفنادق والمطاعم الراقية التي لا شك أن أعضاء اللجنة الأمنية من روادها !
ولماذا لم تخرق الأمن المجتمعي شاشات الإعلانات الكبيرة المضيئة المنصوبة في كل ناصية من الخرطوم والتي تسبح بحمد المؤتمر الوطني بكرة وأصيلا .
لماذا فقط الفقراء هم من يهددون الأمن المجتمعي ويقضون مضاجع اللجان الأمنية التي زرعها المؤتمر الوطني في كل ولاية ومحلية ؟!
ولماذا دأبت حكومة الخرطوم علي مطاردة هؤلاء الفقراء تحت مسميات مختلفة كالنظام العام وإزالة المخالفات ، حيث تصادر الطبالي وكوانين الشاي ومعدات الشيشة بأسلوب وحشي ثم يقدم ( الغلابة ) للمحاكم ويدفعون الغرامات أو يحبسون ويجلدون !!
ولماذا ظل إفراغ العاصمة من هؤلاء هو السياسة الرسمية لأي نظام ديكتاتوري جثم علي بلادنا بالإنقلاب العسكري ؟!
الإجابة قد نعرفها من سياق الهتاف الذي ( عكنن) السفاح نميري في السبعينات علي أيام كأس الذهب حينما هتف هؤلاء الغلابة رئيسكم مين ؟ علي قاقرين ، ومن الجملة الشهيرة ( ما قال بجي مالو ما جا ) أيام الانتفاضة ، ومن هتاف تجار الدين سرقوا البنزين في الأيام الماضية .
هؤلاء الذين يحبون المصارعة والكاراتيه يكرهون الزيف والكذب الأخواني ، ويعرفون أن المشروع الحضاري قضي علي التعليم المجاني وهم بالتالي حملة لواء المقاومة مع بقية المعارضين لهذا يكرههم التنابلة والفاسدون ، فيصدرون القرارات ويصدرون
|
|
|
|
|
|
|
|
|