حوار ممتع بين شيخ وفتاة جميلة كانت تجاوره في الطائرة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-28-2024, 00:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-02-2013, 00:19 AM

احمد سيد احمد
<aاحمد سيد احمد
تاريخ التسجيل: 01-23-2013
مجموع المشاركات: 1257

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حوار ممتع بين شيخ وفتاة جميلة كانت تجاوره في الطائرة


    ضدان يا أختاه
    نقلا عن كتاب لا تغضب للدكتور عبد الرحمن العشماوي

    حينما جلست في المقعد المخصص لي في الدرجة الأولى من الطائرة التي تنوي الإقلاع إلى دولة غربية , كان المقعد المجاور لي من جهة اليمين ما يزال فارغاً , بل إن وقت الإقلاع قد اقترب والمقعد المذكور ما يزال فارغاً ,
    قلت في نفسي : أرجو أن يظل هذا المقعد فارغاً أو أن يُيسر الله لي فيه جاراً طيباً يُـعينني على قطع الوقت بالنافع المفيد , نعم إن الرحلة طويلة تستغرق ساعات يمكن أن تمضي سريعاً حينما يجاورك من ترتاح إليه نفسك , ويمكن أن تتضاعف تلك الساعات حينما يكون الأمر على غير ما تريد !

    وقُـبيل الإقلاع جاء من شغل المقعد الفارغ , فتاةٌ في ميعة الصبا , لم تستطع العباءة الفضفاضة السوداء ذات الأطراف المزينة أن تخفي ما تميزت به تلك الفــتاة من الرقة والجمال .. كان العطر فواحاً بل أنَّ أعين الركاب في الدرجة الأولى قد اتجهت إلى مصدر هذه الرائحة الزكية , لقد شعرت حينها أنّ مقعدي ومقعد مجاورتي أصبحا كصورتين يحيط بهما إطار منضود من نظرات الركاب , حينما وجهت نظري على أحدهم ..... رأيتهُ يحاصر المكان بعينيه , ووجهه يكاد يقول لي : ليتـني في مقعدك ,
    كنت في لحظتها أتذكر قول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( ألا وإن طيب الرجال ماظهر ريحه ولم يظهر لونه , ألا وإن طيب النساء ما ظهر لونه ولم يظهر ريحه )

    ولم أدري كيف استطعت في تلك اللحظة أن أتأمل معاني هذا الحديث الشريف , لقد تساءلت حينها لماذا يكون طيب المرأة بهذه الصفة ؟

    كان الجواب واضحاً في ذهني من قبل : إن المرأة لزوجها , ليست لغيره من الناس , ومادامت له فإن طيبها ورائحة عطرها لايجوز أن تتجاوزه إلى غيره , كان هذا الجواب واضحاً , ولكن ما رأيتهُ من نظرات ركاب الطائرة التي حاصرت مقعدي ومقعد الفتاة قد زاد الأمر وضوحاً في نفسي وسألت نفسي : ياتـُـرى لو لم يفح طيب هذه الفتاة بهذه الصورة التي أفعمت جوَّ الدرجة الأولى من الطائرة , أكانت الأنظار اللاهثة ستـتجه إليها بهذه الصورة ؟

    عندما جاءت " خادمة الطائرة " بالعصير أخذت الفتاة كأساً من عصير البرتقال وقدمتهُ إلي , تـناولته شاكراً وقد فاجأني هذا الموقف وشربت العصير وأنا ساكت , ونظرات ذلك الشخص ماتزال تحاصرني , وجهت إليه نظري ولم أصرفه عنه حتى صرف نظرهُ حياءً – كما أظن – ثم اكتفى بعد ذلك باختلاس النظرات إلى الفتاة المجاورة , ولما أصبح ذلك ديدنه كتبت قصاصة قصيرة :
    " ألم تتعب من الالتفات ؟ " فلم يلتفت بعدها .

    عندما غاصت الطائرة في السحاب الكثيف بعد الإقلاع بدقائق معدودات اتجه نظري إلى ذلك المنظر البديع , سبحان الله العظيم , قلتها بصوت مرتفع ,
    قالت الفتاة التي كانت تجلس بجوار النافذة : إي والله سبحان الله العظيم ووجهت حديثها إليَّ قائلةً إن هذا المنظر يثير الشاعرية الفذة ومن حسن حظي أنـني أجاور شاعراً يمكن أن يرسم لوحةً شعريةً رائعةً لهذا المنظر .

    لم تكن الفتاة وهي تقول لي هذا على حالتها التي دخلت بها إلى الطائرة , كلا ... لقد لملت تلك العباءة الحريرية وذلك الغطاء الرقيق الذي كان مسدلاً على وجهها ووضعتهما داخل حقيبتها اليدوية الصغيرة , لقد بدا وجهها ملوناً بألوان الطيف أما شعرها فيبدو أنها قد صففـته بطريقة خاصة تـُـعجب الناظرين ...

    قلت لها : سبحان من علم الإنسان ما لم يعلم , فلولا ما أتاح الله للبشر من كنوز هذا الكون الفسيح لما أتيحت لنا رؤية هذه السحب بهذه الصورة الرائعة ..

    قالت : إنها تدل على قدرة الله تعالى ....

    قلت : نعم تدل على قدرة مبدع هذا الكون وخالقه الذي أودع فيه أسراراً عظيمة وشرع فيه للناس مباديء تحفظ حياتهم وتبلغهم رضا ربهم , وتـنجيهم من عذابهم يوم يقوم الأشهاد .

    قالت : ألا يمكن أن نسمع شيئا من الشعر فإني أحب الشعر وإن هذه المرحلة ستكون تاريخية بالنسبة إلي , ما كنتُ أحلم أن اسمع منك مباشرة ..

    لقد تمنيت من أعماق قلبي لو أنها لم تعرف من أنا , لقد كان ففي الذهن أشياء كثيرة أريد أن أقولها لها .

    وسكتُّ قليلاً كنتُ أحاور نفسي حواراً داخلياً مربكاً , ماذا أفعل , هل أبدأ بنصيحة هذه الفتاة وبيان حقيقة ما وقعت فيه من أخطاءٍ ظاهرة أم أترك ذلك إلى آخر المطاف؟
    وبعد تردد قصير عزمت على النصيحة المباشرة السريعة لتكون ختامة الحديث معها.

    وقبل أن أتحدث أخرَجَـت من حقيبتها قصاصات ملونة وقالت : هذه بعض أوراق أكتبها , أنا أعلم أنها ليست على المستوى الذي يناسب ذوقك ولكنها خواطر عبرتُ بها عن نفسي ....

    وقرأتُ القصاصات بعنايةٍ كبيرة , إني ابحثُ فيها عن مفتاح لشخصية الفتاة ...

    إنها خواطر حالمة , هي فتاةٌ رقيقة المشاعر جداً أحلامها تطغى على عقلها بشكل واضح , لفتَ نظري أنها تستشهدُ بأبياتٍ من شعري , قلتُ في نفسي هذا شيء جميل لعل ذلك يكون سبباً في أن ينشرح صدرها لما أريد أن أقول , بعد أن قرأت القصاصات عزمتُ على تأخير النصيحة المباشرة وسمحتُ لنفسي أن تدخل في حوارٍ شاملٍ مع الفتاة ..

    قلتُ لها : عباراتك جميلة مُنـتـقاة ولكنها لا تحمل معنىً ولافكرة كما يبدو لي , لم أفهم منها شيئاً , فماذا أردتِ أن تقولي ... ؟

    بعد صمتٍ قالت : لا أدري ماذا أرتُ أن أقول : إني أشعرُ بالضيق الشديد , خاصةً عندما يخيم عليَّ الليل , أقرأ المجلات النسائية المختلفة , أتأملُ فيها صور الفنانات والفنانين , يعجبني وجه فلانة وقامة فلانة وفستان علانة , بل تعجبني أحياناً ملامح أحد الفنانين فأتمنى لو أنَّ ملامح زوجي كملامحه , فإذا مللتُ من المجلات اتجهتُ إلى الأفلام , أشاهد منها ما أستطيع وأحسُّ بالرغبة في النوم بل إني أغفو وأنا في مكاني فأترك كل شيء واتجه إلى فراشي ...... وهناك يحدث ما لا أستطيع تفسيره , هناك يرتحل النوم فلا أعرف لهُ مكاناً .

    عجباً أين ذلك النوم الذي كنتُ أشعر به وأنا جالسة , وتبدأ رحلتي مع الأرق وفي تلك اللحظات أكتب هذه الخواطر التي تسألني عنها ..


    " إنها مريضة " قلتها في نفسي , نعم إنها مريضة بداء العصر , القلق الخطير , إنها بحاجة إلى علاج .

    قلتُ لها : ولكنَّ خواطرك هذه لا تـُـعبر عن شيٍ مما قلت إنها عبارات براقة , يبدو أنك تلتقطينها من بعض المقالات المتـناثرة وتجمعينها في هذه الأوراق .

    قالت : عجباً لك , أنت الوحيد الذي تحدثت بهذه الحقيقة , كل صديقاتي يتحدثن عن روعة ما أكتب , بل إن بعض هذه الخواطر قد نُـشرت في بعض صحفنا , وبعث إلي المحرر برسالة شكر على هذا الإبداع , أنا معك أنهُ ليس لها معنىً واضح ولكنها جميلة .

    وهنا سألتها مباشرة :

    هل لك هدفٌ في هذه الحياة ؟!



    بدا على وجهها الارتباك , لم تتكن تتوقع السؤال , وقبل أن تجيب قلت لها :

    هل لك عقلٌ تفكرين به , وهل لديك استقلال في التفكير ؟ أم أنكِ قد وضعتِ عقلك بين أوراق المجلات النسائية التي أشرت إليها وحلقات الأفلام التي ذكرتِ أنكِ تهرعين إليها عندما تشعرين بالملل .

    هل أنتِ مسلمة ؟!

    هنا تغير كل شيء , أسلوبها في الحديث تغير , جلستها على المقعد تغيرت , قالت :

    هل تشك في أنني مسلمة ؟! إني – بحمد الله – مسلمة ومن أسرة مسلمة عريقة في الإسلام , لماذا تسألني هذا السؤال ؟ إن عقلي حرٌ ليس أسيراً لأحد , إني أرفض أن تتحدث بهذه الصورة ... وانصرفت إلى النافذة تـنظرُ من خلالها إلى ملكوت الله العظيم ...

    لم أعلق على كلامها بشيء , بل إنني أخذتُ الصحيفة التي أمامي وانهمكتُ في قراءتها , ورحلتُ مع مقالٍ في الصحيفة يتحدث عن الإسلام والإرهاب , كان مقالاً طويلاً مليئاً بالمغالطات والأباطيل , يا ويلهم هؤلاء الذين يكذبون على الله , ولا أكتمكم أنني قد انصرفت إلى هذا الأمر كلياً حتى نسيت في لحظتها ما جرى من الحوار بيني وبين مجاورتي في المقعد , ولم أكن أشعر بنظراتها التي كانت تختلسها إلى الصحيفة لترى هذا الأمر الذي شغلني عن الحديث معها – كما أخبرتني فيما بعد – ولم أعد من جولتي الذهنية مع مقال الصحيفة إلا على صوتها وهي تسألني :

    أتشكُ في إسلامي ؟!

    قلتُ لها مامعنى الإسلام ؟!

    قالت : هل أنا طفلة حتى تسألني هذا السؤال !

    قلت لها : معاذ الله بل أنتِ فتاةٌ ناضجةٌ تمام النضج , تـُـلون وجهها بالأصباغ وتصفف شعرها بطريقةٍ جيدة وتلبسُ عباءتها وحجابها في بلادها فإذا رحلت خلعتهما وكأنهما لا يعنيان لها شيئاً ... نعم إنك فتاةٌ كبيرة تـُـحسن اختيار العطر الذي ينشرُ شذاه في كل مكان ... فمن قال إنك طفلة ؟!

    قالت : لماذا تقسو عليَّ بهذه الصورة ؟

    قلت لها : ما الإسلام ؟ ... قالت : الدين الذي أرسل الله به محمداً ص , قلت لها : وهو كما حفظنا ونحن صغار " الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك " قالت : إي والله ذكرتني , لقد كنت أحصل في مادة التوحيد على الدرجة الكاملة !

    قلت لها : ما معنى " الانقياد له بالطاعة " ؟

    سكتت قليلاً ثم قالت : أسألك بالله لماذا تتسلط علي بهذه الصورة , لماذا تسيء إلي وأنا لم أسيء إليك ؟

    قلت لها : عجباً لماذا تعدين حواري معك إساءة ؟ أين موطن الإساءة فيما أقول ؟.

    قالت : أنا ذكية وافهم ما تعني , أنت تـنـتقدني وتؤنبني وتـتهمني , ولكن بطريقة غير مباشرة ....

    قلت لها : ألست مسلمة ؟

    قالت : لماذا تسألني هذا السؤال ؟ إني مسلمة من قبل أن أعرفك , وأرجوك ألا تتحدث معي مرةً أخرى .

    قلت لها : أنا متأسف جداً وأعدك بألا اتحدث إليك بعد هذا ...
                  

العنوان الكاتب Date
حوار ممتع بين شيخ وفتاة جميلة كانت تجاوره في الطائرة احمد سيد احمد02-02-13, 00:19 AM
  Re: حوار ممتع بين شيخ وفتاة جميلة كانت تجاوره في الطائرة احمد سيد احمد02-02-13, 00:21 AM
    Re: حوار ممتع بين شيخ وفتاة جميلة كانت تجاوره في الطائرة احمد سيد احمد02-02-13, 00:22 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de