الصباحات العابسة .....

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-28-2024, 07:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-27-2013, 11:16 AM

نعمات حمود
<aنعمات حمود
تاريخ التسجيل: 07-14-2008
مجموع المشاركات: 2521

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الصباحات العابسة .....

    ذات صباح عابس ...حزين
    صباح اكثر من بائس وانا في غرفتي اتحنط الملل و الرتابة أجتر ذكريات لحكايات قديمة واخبار ..اترنم احيانا على نغمات جهاز التسجيل أردد بعض اغنيات يجذبني اليها ماض لم يعد له مكان ..احلام مترعة الفت تكرارها ولم احقق شيئا منها ...
    (خبر عاجل ).......لم يكن كسابقاته ..اقشعر بدني ..وجمت ..بهت ..احتلت دواخلي الاحزان ...احساس غريب تملكني
    وطني ..اهلي ..الارض ..الناس ..الشجر ..الحصى ...خبرا مباغتا ...
    جالت بذاكرتي صورا عديدة ..كبري امدر وتلك الاعلانات التي الفها لاكثر من ربع قرن من الزمان ...قصر الشباب والاطفال تتوشح جدارنه واسواره تلك الصورة ...النادي الدبلوماسي ..نادي التنس ...نادي الضباط ...حدائق الهلتون ..كازينو النيل الازرق ....كيف حالها اليوم ....
    شركات الانتاج حصاد والروماني ...واستديو راشد ...صور الباعة وهم يفترشون الارض بتلك الكاسيت ...يتصايحون بها ..ماتشيلي هم ...شايل جراح ...ساب البلد ....
    مجموعة الشعراء والملحنيين والموسيقيين .....اخوان يوسف القنديل ...واخرين كثر ....
    كابو وعبد الباقي وكثير من الذين نذروا انفسهم وعشقهم لهذا الساحر ...
    حدثتني اختي التي رحلت صباح يوم اكثر عبسا ....وكنا وقتها ندير خدمات البيت يوم احد الاعياد وفي صباح ندي ..ان اقوم بخدمات وردية الظهر لانها ستقوم بتسجيل حلقة مع فنانها الاول ....وكانو يستعرضونها ...من وقت لاخر (حبيبي فاكرك معاي ..وين انا فاكرك معاي .....ذات الصوت الندي ..الطروب )
    قميص الكاروهات الذي تيمناً به لبسه الكثيرون حتى يوم ان حلق تلك الحلاقة التي تشبهه قلده معظم الشباب الذقن الدائري مع الشنب ...وحتى اخر الايام عندما استخدم الجل وتمليس الشعر قلده معظم الشباب ..اذا هو ساحر بلا شك في كل شي
    ساحر في فنه ...عندما غنى اطرب الصم والعجم ..غنى الاهيف ..والحجل بالرجل ...تباريح الهوى ..كان صوتا يجلجل في فضاءات النفوس ...كنت وقتها ربما في بداية سن المراهقة ...بدات قصص الغرام وفارس الاحلام بصورة جسدتها وكان هو بطلها ....
    اختى رحمة الله عليها اول من زرع محبته بقلبي ...كنت ارافقها في كلما تفعل وقد هامت به وبفنه الذي كان مدرسة فريدة وجديدة ....افترع لنفسه خطا جديدا لايشبه غيره ....ذكرني كثيرا بام كلثوم كيف كانا ينتقياء الالحان والكلمات بعناية ..تشبههما فقط ....
    اول حفل (لايف )حضرته له كنت برفقت اختي في بداية التسعينيات في حدائق الهلتون وقتها ..زتزاحم الحضور حتى انني اذكر جيدا ان الشرطة كانت تنظم الحضور بالجلد لتخلي له الطريق الى المسرح ولم يغادره حتى نهاية الحفل ولم يجلس احدهم في كرسية كانوا جميعا يقفون ما بين الرقص والتصفيق .....وخرجت من يومها وكنت احد المتيمين ..حتى يوم كبرت فهمت كيف استحق هذا الحب لهذا العطاء الفريد ....
    جالت بخاطري ....
    عندما حكيت لصديقة اجنبية لازمتني السكن فترة قليلة فحفظت رغم اعجميتها اغانية عن ظهر قلب وقد فاجأتني ذات يوم بعد ان افترقنا لظروف العمل (ان انزلي تحت البناية عندي مفاجاة لك .....نزلنا لها انا وصديقاتي وقد عودتنا جلب الحلويات وبعض مما نحب ....وقد صدقت فقد كان المفاجاة هو .....بكامل صحته وذات الابتسامة الرقيقة الجميلة ....خجلنا نحن مما نلبس من ثياب لا تليق به ومات هو ضحكا بانه كان متوجسا يردد في سره مودياني وين الزوله دي ....حكى هو ذلك ضاحكا قائلا لنا الحمدلله طلعتو سودانيات انا كنت خايف من الانجليزي دا ...ضحكنا وكان يوما باذخا في نواله ....
    تذكرت كيف تغنى يوم تابين العطبراوي .....وكيف تحدث عنه .....كيف تغنى من داخل نادي دبي السوداني ....كيف جاء ليلتها في زينة اهل هوليود واناقتها ....وكيف افترش الجمهور الارض ليلتها ...
    (خبر عاجل )....تلقيتها على غر العادة يوم موت العظماء ..صدام ووردي ....وكثيرين
    هذه المرة جاءت على غير عادتها ..لم تتعجلني بل جعلتني اتوهط الحزن البطئ ....اتوهط الحزن في صباح بائس وعابس ..لم يرافقني فيه انيس او ونيس يخفف لوعتي ....لم يسع هاتفي مهاتفت احدهم من الذين جمعتني به محبته ....
    لم ابك لانني افعل هذا كثيرا حتى اعتادني ....ولانه فريدا يجب ان يكون حزنا جديدا مستحدثا طرقه كما هو صاحب المقام .....حاولت ان اسلك بعض الطرق ..ان اتوشح السواد ...ان لا اقترب من الطعام ..الا اضحك ..الا استمع للاغاني ..لكنني كنت على يقين ان مصابي اكبر من ذلك هو فاجعة وطن ....شعرت بانني عطشى او ربما شعرت بالرغبة بالتقيؤ ..احاسيس كثيرة امتزجت بداخلي لم افهمها ..نظرت صوب الشارع علني اجد من يؤكد فجيعتي ....
    حودا ...
    حودا الوطن الجميل ..الانسان النبيل
    الانسان الفنان ....رن هاتفي بذات النغمة التي نادتني ...ان ساب البلد ...سافر بعيد ....وخلاني في عمق الجرح حائر دليل ...الخ ...
    استمعت لهذا الكلام لاول مرة كيف انتقى كلماته وكيف اضاف اليها بعدا ثالثا بهذا اللحن والصوت الشجي ...
    كيف كان يرثي نفسه ...فيض من دموع انهمر من داخلي ..انها الاحزان ...انتحبت ولا احد يسمعني ...
    حودا بذات التي شيرت الاسود المخطط ينتصب امام جلاديه ذات يوم (200)جلدة ....كيف سمحنا بذلك وشكلنا جمهور لمسرح الفرجة ..
    حودا وهو يمشي متهالكا بشجونه والامه التي لم نعرفها ....امام اعيننا ...اهملناهو ....
    حودا الذي اعطى بلا حدود ..وبلا مفابل كم مارسنا عقوقه ...والجحود معه ...اكتفينا بالغوغائية معه
    استمتعنا به كثيرا ..ووقفنا مكتوفي الايدي ..وكحالنا مع الكثيرين العظماء الذين اضعناهم من بين ظهرانينا ...نحن لا نجيد غير التباكي على اللبن المسكوب بعد فوات الاوان ....ولا نستحق غير ان نتوهط الاحزان والوجع عندما يسقط احدنا ....فهل نبكي الان فقده ام فقدنا
    ام نبكي الصوت الذي فقدناهو ومعه المتعة ....ام انسانيته وطيب افعاله وخصاله ام فنه الاصيل ام شبابه
    حودا المدرسة العريقة والعميقة صولجان الفن وعميده ...
    نعم تساقط الكثيرون ولكنه لم يكن كغيره كان فريدا .....فقدت اختي يوما وكنت كلما سمعته هاجت ذكراها وها الانا زادت الفجيعة ...وتضاعف الحزن وتوسعت دائرته ....
    برحيل حودا لا شي بعده يستحق اهتمامنا
    فهو الحزن الواجب
    الحزن الخرافي
    الحزن مقابل مدد من العطاء بلا مقابل
    انا حزينة عليك يا محمود وتمنيت ان اكون في زمرة اصدقائي وزملاء المهنة كابو وعبد الباقي واخرين كثر لاحمل نعشك بيدي ...لابيك بوطني ولكنها الغربة ..كم تضاعف الحزن ..وتزهو به
    الهم ارحمه رحمة واسعة من عندك ...
    الهم انر قبرة واجعله روضة من رياض جنتك
    الهم صبر اهله وكل من احبه
    واجمعنا به يوم القيامة في جنة الفردوس نزلا ...ولا حولاة ولا قوة الا بالله العلي العظيم .....
    الف رحمة ونور عليك يا محمود عبد العزيز ....
                  

العنوان الكاتب Date
الصباحات العابسة ..... نعمات حمود01-27-13, 11:16 AM
  Re: الصباحات العابسة ..... محمد حيدر المشرف01-27-13, 11:24 AM
    Re: الصباحات العابسة ..... رانيه محمد الشيخ01-27-13, 03:31 PM
      Re: الصباحات العابسة ..... abas01-27-13, 03:34 PM
        Re: الصباحات العابسة ..... رانيه محمد الشيخ01-27-13, 07:11 PM
        Re: الصباحات العابسة ..... هشام كمال عبادي01-27-13, 08:39 PM
          Re: الصباحات العابسة ..... نعمات حمود01-28-13, 06:38 AM
            Re: الصباحات العابسة ..... نعمات حمود01-29-13, 05:53 AM
              Re: الصباحات العابسة ..... نعمات حمود01-30-13, 05:27 AM
                Re: الصباحات العابسة ..... haroon diyab01-30-13, 05:32 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de