برحيـل محمود عبد العزيز انطفــأ مشعـلا شبابيا من مشاعل الطرب الأصيل

Quote: محمود عبد العزيز ... كان رحيله فاجعا ومؤلما بل زلزالا اهتزت له الأركان وكادت تتفطر لهوله الاكباد ... وافجع من كل ذلك ملابسات رحيله ... التي أتمنى ان لا تمر مرور الكرام ... برحيل محمود انطفأ مشعلا شبابيا مبدعا ووضاء من مشاعل الطرب الأصيل والجميل ... فقد استطاع الراحل بموهبته المدهشة والفذة و صوته الطروب العذب ان يزرع الفرح مدرارا في قلوب الشباب السوداني في مشارق الوطن ومغاربه وفي المهجر ... لاحقه الجلاد سنوات طويلة مجتهدا بكل السبل المشروعة وغير المشروعة لتدجينه وعرقلة مسيرته الفنية الخالدة.... مستغلين أشياء كثيرة ولكنهم فشلوا وخابوا وخسروا وبقي محمود محمودا في قلوب كل أهل السودان عطاء متواصلا متدفقا لا يتوقف وعشقا خرافيا في النفوس ... يطرق كل الأبواب الموصدة فيفتحها بأغانيه الخالدة وصوته العذب الذي لطالما استمعت مسامعنا بسماعه فاهتزت قلوبنا طربا وغبطة ... محمود كان مميزا ومتفردا في أدائه... فامتلك نواصي القلوب وتربع على عرش الأغنية الشبابية باقتدار ... فصار أسطورة الشباب ومشكلا لوجدانهم ورمزا جامعا بينهم على مختلف قبائلهم وجهاتهم ... ففي كل أندية السودان ونواديه بل أينما حل تدافعت الجماهير الغفيرة لتعانق صوته الطروب ... الموت سبيل الاولين والاخرين وكل نفس ذائقة الموت واينما تكونوا يدرككم الموت وكل من عليها فان.... فقد رحل محمود جسدا وبقي روحا في الدواخل لا تغيب ... ومن الفواجع ان يصادف يوم رحيله ذات اليوم الذي رحل فيه الاستاذ مصطفى ود سيد احمد ذلكم المدرسة الفنية والانسانية الخالدة... الذي مازالت القلوب تتفطر ألما وحزنا لا ينقضي لرحيله والعزاء انه مازال باقيا يطربنا ويهذب وجداننا ويهدينا سبيل الانسانية والوطنية المستقيمة ... ومعاني الشموخ والكبرياء ... ومثل مصطفى لا يموت... بل بقيت وستبقى روحه تنبض بها القلوب الحية بالقيم النبيلة والعشق النبيل والحزن النبيل ما أشرقت شمس وغربت ...والكلمات اعجز واحقر من ان تصف مصطفى او تحيط بقدره ومقامه السامق ..... اعزي نفسي والوطن في الرحيل المر لمصطفى والفاجع ايضا وفي رحيل فنان الشباب الاول محمود عبد العزيز اللهم اصطفى مصطفى واعفو عن محمود اللهم قابلهم بعفوك لا بعدلك واسكنهم فسيح جناتك .... ان العين لتدمع والقلب ليحزن وان على فراقكم لمحزنون . انا لله وانا اليه راجعون