تقسيم كردفان و تمويل حروب المؤتمر الوطني الخاسرة

Quote: ولاية جديدة أعباء جديدة !! نورالدين عثمان [email protected] بعد إنفصال الجنوب مباشرة .. سمعنا الحكومة تتحدث عن تقليص الظل الإداري .. والتقشف .. وإعترفت بوجود خلل إداري بكثرة الولايات والمحافظات والمحليات التى تهدر معظم إيرادات الدولة .. فى شكل مصروفات إدارية من ( مرتبات ، عربات ، وقود ، نثريات ، سكن ، بدل علاج ، حوافز ، مباني حكومية ، الخ ) من المصروفات الإدارية التى أرهقت كاهل المواطن .. وقلنا وسنظل نقول أن كثرة التقسيمات الإدارية فى دولة فقيرة مثل السودان .. هو خطأ وسيظل خطأ .. وليشهد التاريخ باننا قلنا هذا .. على الدولة العدول فوراً عن هذه التقسيمات والعودة للأقاليم السابقة .. والتى تساعد فى توفير أموال يمكن إستغلالها فى التنمية والخدمات .. ولكن مايحدث اليوم .. هو مواصلة لسياسة الترضيات القبلية والشخصية والحزبية .. ولاعلاقة له بتاتاً بالتجويد الإداري .. ونذكر عندما إعترفت الدولة .. بضخامة ميزانية ( الأمن والدفاع ) وقالت على لسان رئيس الجمهورية ( سيتم تقليص ميزانية الأمن والدفاع ) وكان ذلك بعد الإنفصال مباشرة .. ولكن إتضح أن التصريح كان هدفه ( سياسي ) بحت للظهور بمظهر الإصلاح .. ولكن بعد الهجمات المتكررة على أراضي الدولة والهجوم على ( هجليج ) وجدت الدولة سبباً وجيهاً لزيادة ( ميزانية الأمن والدفاع ) بدلاً عن تقليصها .. وفى ظني زيادتها او تقليصها لن يوقف الإعتداءات .. وإنما السياسة ( الذكية ) والغير متهورة هي خط الدفاع الأول عن الوطن وليس ( السلاح ) .. والمدهش أن الدولة بدلاً من إقامة صيوانات للحزن لوصولها لدرجة العجز والركون لمطالب كل قبيلة أو شخص له نفوذ .. تحتفل اليوم فى أعياد الإستقلال ( بزيادة ولاية جديدة ) لولايات السودان الكثيرة والتى تشكل عبء على الدولة والمواطن .. تخيلوا كردفان اليوم تحولت .. لشمال كردفان وجنوب كردفان وغرب كردفان وولاية النهود التى يتم المطالبة بها اليوم لخلافات نشبت بين أبناء المنطقة .. والحكومة تتفرج وتلبي الطلبات .. وكأن إنشاء ولاية جديدة إنجاز يجب الإحتفال به .. ويتم الترويج لهذه المسألة وكانها ستاتي بالخير لأهل المنطقة .. وستجلب الإستقرار .. ولكن طبعاً المواطن البسيط لا علاقة له بهذا الصراع .. فكل مايحدث هناك هو صراع بين أشخاص جميعهم يريد ان يصبح ( والياً ) أو ( معتمداً ) أو ( وزيراً ) ولن تتحقق أمانيهم إلا بإنشاء ولاية جديدة ولكن الخاسر هو مواطن المنطقة .. فهو الذي سيدفع لهؤلاء مرتباتهم وحوافزهم وثمن سياراتهم الفارهة ووقودها وبدلاً من ذهاب هذه الأموال للخدمات فى المنطقة ستذهب لجيوب حكام المنطقة الجدد .. نرفع صوتنا عالياً وليسمع الجميع ومن لا يريد أن يسمع سنسمعه غصباً عنه .. إنشاء ولايات جديدة فى وضع كوضع السودان هو عبارة عن أعباء جديدة على المواطن .. ونطالب العقول التى تدير هذا البلد بتغير سياستها فوراً والنظر لمصلحة الوطن والمواطن .. والإبتعاد عن صراع الكراسي .. وإلا لن نجد وطن إسمه السودان فى القريب .. ولكم ودي .. الجريدة