اتحياتي للأخوات والأخوة في حركة قرفنا وكل الحركات الشبابية الثورية المستقلة ... ليس المقام هنا مقام الحديث عن أسلوب البيان: قوته، ضعفه، بقدر ما هو تساؤل يثير التساؤل: "أين هي القوى السياسية من كل ما يجري؟" ولماذا لم نسمع صوتًا جديّا من القوى المسماة بالمعارضة؟ والتحالفات السياسية المعارضة أين هي؟ ما هو دورها في هذه المرحلة؟ دعونا لا نوزع الأحلام المعلبة على جماهير لشعب السوداني فلن تقوم ثورة في السودان إن لم يتوفر شرطان أساسيان: (1) حماية الثورة بالسلاح (2) توفير برنامج سياسي جديد وقوي يحقق طموحات الشعب، وعندما أقول "جديد" فإنني لا أقصد بالضرورة كيانات سياسية جديدة، رغم أنه حلم ممكن بالتأكيد، ولكن على الأقل أن تنفض الأحزاب السياسية الغبار عن برامجها السياسها وتعرضها بكل شفافية للنقد والتغيير الجذري، وأن تعود من جديد لتلتصق بالشارع السوداني، لأني أعتقد أن هنالك ثقة مفقودة بين القيادات السياسية بكل طوائفها وأطيافها، وبين الجماهير الشعبية. ليست هنالك رؤية واضحة لمرحلة مابعد الثورة، ولم ينجح أحد في تقديم أي ضمانات للشعب السوداني يحفزه على الخروج إلى الشارع لأن الحقيقة الماثلة أمامهم الآن هي ليست في إسقاط النظام (رغم أهمية هذا المطلب وضرورته) ولكن الشعب ينظر بحذر وقلق شديدين إلى مرحلة مابعد ذلك، ولا يملك الجرأة على المجازفة في الدخول في صراع مع سلطة دموية من أجل تحقيق ثورة يتقافز على أكتـافـها الطفيليون السياسيون لاحقا. كل هؤلاء الصامتون الآن سوف تنتفخ حناجرهم غدًا عندما تبدأ الثورة الحقيقية، والكل سوف يساوم والكل سوف يمد يده لغترف غرفة من مأدبة الثورة والمراهنة عليها بشعارته التي أكل الدهر عليها وشرب. لا أريد أن أتكلم عن عنصرية الدوافع التي تدفع ببعض الثوار، ولماذا في هذا الوقت بالذات، ولماذا هذه القضايا بالذات، فالوقت ليس مناسبًا لذلك، ولكن علينا أن نتذكر في كل ذلك أن "كل" الوطن ينزف، وأن "كل" النزيف مصدره واحد، ولكن الترياق لم يُحضر بعد. أتمنى أن تفيق القيادات السياسية من سباتها وأن تثبت وطنيتها على أرض الواقع بشيء حقيقي وملموس. ولنرفع من جديد شعار (ثورة شعبية معززة بالسلاح) لأن مطالبة الشعب بالنزول إلى الشوارع شاهرين "الهتافات" فقط هي دعوة للانتحار وسفك مزيد من الدماء إن لم تكن هنالك حماية حقيقية لهذه الثورة ولهؤلاء الثوار. يجب العمل على تدعيم الثورة بالسلاح، فلن يسقط النظام إلا بالسلاح وليس فقط بالهتافات والشعارات والبيانات، فهذه، وإن كانت مهمة، إلا إنها إن كانت لها أن تسقط نظامًا لأسقطت هذا النظام منذ أكثر من عشرين عامًا، حيث أنها ومنذ أيامها الأولى لم تتخل عن سياساتها القمعية والدموية في مجابهة المطالب الشرعية والحقوقية والأساسية للمواطنين، ولكن علينا قبل كل ذلك أن نتذكر أن هدفنا هو (إيجاد ضمانات لإقامة دولة مدنية ديمقراطية حقيقية) وليس (إسقاط النظام) فإسقاط النظام، وإن كان وسيلة هامة في سبيل تحقيق هذا الهدف إلا أنه لا يضمن تحقيقه بالضرورة. وهذا هو ما يخشاه محمد أحمد، وحاج أحمد
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة