|
Re: مرثيّة لأحمد الطيّب عبدالمكرم (Re: عبد الحميد البرنس)
|
"فضلا، قل لي، أخي، ما فائدة كل ذلك التحصيل المعرفيّ ومآلك الآن هناك"؟!.
"كان ذلك، يا عبدالحميد، مجرد بحث عن معنى في عالم بدا خاليا من معنى".
"كما لو أنك تعطي لما كان حياتك معنى سبق لجورج لوكاتش أن وهبه لمفهوم (الرواية)"؟.
"هو كذلك (بحث متفسخ في عالم متفسخ)".
"إذن، ما نتيجة بحثك ذاك"؟.
"لا أهمية تذكر لذلك، الآن"؟.
"كيف"؟.
لأنني وجدت المعنى في عملية البحث نفسها، لا في نتائجه".
أتعني أن رحلة البحث لِذاتها جوهر والغاية عارض"؟.
"تقريبا".
"هل خرجت بشيء آخر من رحلتك"؟.
"الرفقة ساقا الرحلة".
"أكاد أسير أغلب الطريق، دون رفقة".
"ويلك أنت تزحف".
"ما العمل"؟.
"الترفع، التسامح، والمحبة.. أشجار تأوي إليها الطيور".
"ماذا رأيت أثناء الرحلة"؟.
"أشياء رآها الناس. تماما، كما رأى بورخيس".
"هل تحن للعودة"؟.
"قليلا".
"هل لي أن أعرف، لماذا"؟.
"كيما أقول لمن فاتني وداعهم إني أحبهم".
"أراك تصمت، أخي"؟.
"إني متعب".
"نم هانئا".
"متى نلتقي، يا عبدالحميد، ثانية"؟.
"لو مِتُّ الآن، يا أحمد، لماتت (روايات) عديدة في دواخلي".
"ذلك قول صديقنا كازنتزاكي".
"كان عليك أن تفكر مثله. أن تقف عند ناصية شارع مزدحم. تتسول من كل عابر سبيل بضع دقائق من عمره. لا لشيء. سوى أن تكمل تلك الكتب العالقة. لكنك كنتَ أكثر أنفة مما توقعت".
"لا تحزن، أخي".
"لا عليك، فتلك مجرد دموع، لا أكثر".
|
|
|
|
|
|