|
|
 ود أب غُسلين!
|
كتب بروفيسور أزهري عبد العظيم حمادة:
كثر الحديث عن زواج البنات صغيرات السن واستخدمت كلمة صغيرات هرباً من التورط في الجدل الفقهي حول زواج القاصرات .الملاحظ أن معظم زيجات البنات الصغيرات تكون من نصيب الرجال كبار السن!!!، وكم تمنيت أن يلتفت أولو الأمر والمجتمع بأكمله وبنفس الحماس إلي الكم الهائل من الإعلانات القضائية المنشورة يومياً في الصحف حول طلاق الغيبة وغيره من مسميات الطلاق والتي لم تأخذ الحظ من دراسة أسبابها وطرق معالجتها وهذا الذي دفعني لتذكر قصة العم صالح الذي بلغ من العمر عتياً حيث عاش في مصر طول حياته ولم يعد إلي السودان إلا بعد أن هاجر أولاده حسين وشريف وعبده إلي كندا وتوفيت زوجته ست الدار التي قضي معها خمسة وخمسين عاماً .. عند وصوله السودان أحسن إخوانه وأهله استقباله وأقيم احتفال بهذه المناسبة نحرت فيه الذبائح وتجمع في دعوته كل شيوخ ورجال وشباب نساء القرية .
بعد تناول الغداء وقبل صلاة العصر ارتجل العم صالح فرحاً كلمة شكر وفي نهايتها قال:- لقد فقدت زوجتي وهاجر أبنائي إلي كندا فإنه من الصعب علي أن أعيش وحيداً لذا فإنني أرغب في الزواج من قريتنا . أقر شيوخ القرية في كلماتهم بأن عم صالح على حق وأن طلبه مشروع واقترحوا أن يبحثوا له عن زوجة مناسبة من القرية. كالعادة في النهاية وقف شيخ الزبير وبعد البسملة والصلاة علي الرسول صلي الله عليه وسلم قال : طبعاً نحنا منذ سنتين قررنا تسهيل الزواج لأبناء القرية وحددنا مهر البنت الثيب بـ 25 جنيه والبكر بـ 50 جنيه وطبعاً ياجماعة أخونا صالح داير ليهو مرة (إمراة) كبيرة تؤانسه وتملأ فراغه ثم حلف الطلاق تلاتة أن الــ 25 جنيه حقت مهر عم صالح عليْ ، ووضع المبلغ في الطاولة.
إنتفض العم صالح وبلهجة مصرية حادة قال: أنا مش جاي أشحدكم أنا معاي فلوس ! وأردف:- ليه أضيع نفسي عشان فرق 25 جنيه، أنا عايز بنت صوغيرة ( يقصد صغيرة)، لم تنفع كل المحاولات لإثنائه عن هذه المخاطرة. بعد أسبوع من البحث عن العروسة إختار العم صالح وداد ذات الستة عشر ربيعاً والتي حال بينها وبين دخول مدرسة القرية العمل مع والدها الهرم في حش البرسيم ورعي غنم الحلة .. شيخ الزبير كان غير مقتنع بهذه الزيجة وقال للعم صالح :- ماشاء الله أحسنت الإختيار ولكن وداد صغيرة ولم تنل من العلم شئياً ولاتستطيع أن تدير المنزل. رد عم صالح :أنا عايز زوجة وليس مديرة مدرسة لتعلمني الجمع والطرح وفك الخط .
علي كُلٍ تزوج عم صالح وداد بعد أن وافق والدها وبعد شهرين من الزواج وبدون مقدمات مَرَضية توفي عم صالح، وعندما همّ الرجال بتجهيز الجثمان ومن خلف الستارة نادت وداد شيخ الزبير قبل أن يبدأ الغسل وبصوت منخفض قالت له: والله يا شيخ الزبير ربنا بسألني ...... والله يا شيخ الزبير... المرحوم ده عليه غُسلين، غُسل جنابة وغُسل جنازة ... ثم استمرت في البكاء: فهم شيخ الزبير ماتقصده وداد ولم يعلق وخرجت منه سهواً ثلاث كلمات هي:- عفيت منك يا أبو غُسلين !! ولم تمضِ ثمانية أشهر حتي وضعت وداد مولوداً ذكراً ، الخالق الناطق من عم صالح، أطلق عليه صبيان القرية ود أبو غُسلين. ومن يومها كل ماهم رجل كبير من القرية بالزواح من بنت صغيرة نقول له:- الله يستر ماتقع عليك حكاية ود أبوغسلين . اللهم إني قد بلغت فاشهد
المصدر:
http://news.askmorgan.net/articles/27090-2012-10-21-09-00-12
|
|
  
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| ود أب غُسلين! | Hussein Mallasi | 10-21-12, 02:01 PM |
| Re: ود أب غُسلين! | بله محمد الفاضل | 10-21-12, 02:14 PM |
| Re: ود أب غُسلين! | Rawia | 10-21-12, 02:27 PM |
| Re: ود أب غُسلين! | Hussein Mallasi | 10-21-12, 02:33 PM |
| Re: ود أب غُسلين! | عبدالوهاب علي الحاج | 10-21-12, 02:55 PM |
| Re: ود أب غُسلين! | خالد عبد الله محمود | 10-21-12, 03:21 PM |
| Re: ود أب غُسلين! | Mahmoud Mustafa Mahmoud | 10-21-12, 04:09 PM |
| Re: ود أب غُسلين! | خالد عبد الله محمود | 10-21-12, 04:18 PM |
| Re: ود أب غُسلين! | Hafiz Bakhit | 10-21-12, 05:36 PM |
 Re: ود أب غُسلين! | Rawia | 10-21-12, 08:12 PM |
|
| |
Hussein Mallasi
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست